5 حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى
عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ
يَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ الْأَحْدَبُ الْجُنْدُ بِنَيْسَابُورَ قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ
أَبِي بِخَطِّهِ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ السَّعْدَانِيِّ أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ شَكَكْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ قَالَ
لَهُ ع ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ
قَالَ لِأَنِّي وَجَدْتُ الْكِتَابَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً فَكَيْفَ لَا
أَشُكُّ فِيهِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنَّ كِتَابَ اللَّهِ
لَيُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ لَا يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ لَكِنَّكَ
لَمْ تُرْزَقْ عَقْلًا تَنْتَفِعُ بِهِ فَهَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ مِنْ
كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنِّي وَجَدْتُ اللَّهَ
يَقُولُ- فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَ قَالَ
أَيْضاً نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ وَ قَالَ وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ يَنْسَى وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ لَا يَنْسَى
فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ
أَيْضاً قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ يَقُولُ- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ
الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ
قالَ صَواباً وَ قَالَ وَ اسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما
كُنَّا مُشْرِكِينَ وَ قَالَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ
وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ قَالَ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ
النَّارِ وَ قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ
بِالْوَعِيدِ وَ قَالَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ
وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ فَمَرَّةً يُخْبِرُ
أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ لا يَتَكَلَّمُونَ
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّ
الْخَلْقَ لَا يَنْطِقُونَ وَ يَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ وَ اللَّهِ رَبِّنا
ما كُنَّا مُشْرِكِينَ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَخْتَصِمُونَ فَأَنَّى
ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ
قَالَ هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ عَزَّ وَ
جَلَّ يَقُولُ- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ وَ يَقُولُ
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ وَ يَقُولُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ
الْمُنْتَهى وَ يَقُولُوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ
لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا. يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما
خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً وَ مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَبْصَارُ
فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ الْعِلْمُ [عِلْماً فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ أَيْضاً
وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ- قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
يَقُولُ- وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ
مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ وَ
قَالَ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً وَ قَالَ وَ ناداهُما رَبُّهُما وَ
قَالَ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ قَالَ يا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فَأَنَّى
ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ
قَالَ هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ يَقُولُ- هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَ قَدْ يُسَمَّى الْإِنْسَانُ
سَمِيعاً بَصِيراً وَ مَلِكاً وَ رَبّاً فَمَرَّةً يُخْبِرُ بِأَنَّ لَهُ
أَسَامِيَ كَثِيرَةً مُشْتَرَكَةً وَ مَرَّةً يَقُولُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ
سَمِيًّا فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ
فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَجَدْتُ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ- وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ
مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ يَقُولُ وَ لا يَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ يَقُولُ كَلَّا إِنَّهُمْ
عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مَنْ
يُحْجَبُ عَنْهُمْ وَ أَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا
أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ أَيْضاً وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ
قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي
السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ وَ قَالَ
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَ قَالَ- وَ هُوَ اللَّهُ فِي
السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ قَالَ وَ
الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ قَالَ وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَ
قَالَ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ
أَيْضاً وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ
يَقُولُ- وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَ قَالَ وَ لَقَدْ
جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ قَالَ هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ
الْمَلائِكَةُ وَ قَالَ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ
الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ
تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً فَمَرَّةً
يَقُولُ يَوْمَ يَأْتِيَ رَبُّكَ وَ مَرَّةً يَقُولُ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ
آياتِ رَبِّكَ- فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا
أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَ
أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ- بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ
كافِرُونَ وَ ذَكَرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ- الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ
مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ وَ قَالَ تَحِيَّتُهُمْ
يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَ قَالَ مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ
فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَ قَالَ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَهُ وَ
مَرَّةً أَنَّهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ
مَرَّةً يَقُولُ وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَيْحَكَ
مَا شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ- وَ
رَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَ قَالَ
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ
اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ وَ قَالَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ
الظُّنُونَا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ
أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ وَ الظَّنُّ شَكٌّ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ مَا
شَكَكْتَ فِيهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ- وَ نَضَعُ
الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ
قَالَ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً وَ قَالَ فَأُولئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ وَ قَالَ وَ
الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ- فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ. وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا
أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَيْحَكَ
مَا شَكَكْتَ فِيهِ- قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ- قُلْ
يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ
تُرْجَعُونَ وَ قَالَ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ قَالَ
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ وَ قَالَ الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ وَ قَالَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ لَا أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ وَ قَدْ هَلَكْتُ إِنْ
لَمْ تَرْحَمْنِي وَ تَشْرَحْ لِي صَدْرِي فِيمَا عَسَى أَنْ يَجْرِيَ ذَلِكَ
عَلَى يَدَيْكَ فَإِنْ كَانَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَقّاً وَ
الْكِتَابُ حَقّاً وَ الرُّسُلُ حَقّاً فَقَدْ هَلَكْتُ وَ خَسِرْتُ وَ إِنْ
تَكُنِ الرُّسُلُ بَاطِلًا فَمَا عَلَيَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ فَقَالَ
عَلِيٌّ ع قُدُّوسٌ رَبُّنَا قُدُّوسٌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً
نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ لَا نَشُكُّ فِيهِ وَ
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَ أَنَّ الْكِتَابَ
حَقٌّ وَ الرُّسُلَ حَقٌّ وَ أَنَّ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ حَقٌّ فَإِنْ
رُزِقْتَ زِيَادَةَ إِيمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ اللَّهِ
إِنْ شَاءَ رَزَقَكَ وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَكَ ذَلِكَ وَ لَكِنْ سَأُعَلِّمُكَ
مَا شَكَكْتَ فِيهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ
بِكَ خَيْراً أَعْلَمَكَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَكَ وَ إِنْ يَكُنْ شَرّاً
ضَلَلْتَ وَ هَلَكْتَ أَمَّا قَوْلُهُ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّمَا
يَعْنِي نَسُوا اللَّهَ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ
فَنَسِيَهُمْ فِي الآْخِرَةِ أَيْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي ثَوَابِهِ شَيْئاً
فَصَارُوا مَنْسِيِّينَ مِنَ الْخَيْرِ وَ كَذَلِكَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ
وَ جَلَّ- فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا يَعْنِي
بِالنِّسْيَانِ أَنَّهُ لَمْ يُثِبْهُمْ كَمَا يُثِيبُ أَوْلِيَاءَهُ الَّذِينَ
كَانُوا فِي دَارِ الدُّنْيَا مُطِيعِينَ ذَاكِرِينَ حِينَ آمَنُوا بِهِ وَ
بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَيْبِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما كانَ رَبُّكَ
نَسِيًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً لَيْسَ
بِالَّذِي يَنْسَى وَ لَا يَغْفُلُ بَلْ هُوَ الْحَفِيظُ الْعَلِيمُ وَ قَدْ
يَقُولُ الْعَرَبُ فِي بَابِ النِّسْيَانِ قَدْ نَسِيَنَا فُلَانٌ فَلَا
يَذْكُرُنَا أَيْ إِنَّهُ لَا يَأْمُرُ لَنَا بِخَيْرٍ وَ لَا يَذْكُرُنَا بِهِ
فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ نَعَمْ فَرَّجْتَ
عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ
أَجْرَكَ فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ
الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ
قالَ صَواباً وَ قَوْلُهُ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ وَ
قَوْلُهُ- يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ قَوْلُهُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ
وَ قَوْلُهُ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ
بِالْوَعِيدِ وَ قَوْلُهُ- الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ
تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ
فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوَاطِنَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ الْيَوْمِ
الَّذِي كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ
جَلَّ الْخَلَائِقَ يَوْمَئِذٍ فِي مَوَاطِنَ يَتَفَرَّقُونَ وَ يُكَلِّمُ
بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ
كَانَ مِنْهُمُ الطَّاعَةُ فِي دَارِ الدُّنْيَا لِلرُّؤَسَاءِ وَ الْأَتْبَاعِ
وَ يَلْعَنُ أَهْلُ الْمَعَاصِي الَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ الْبَغْضَاءُ وَ
تَعَاوَنُوا عَلَى الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِي دَارِ الدُّنْيَا
الْمُسْتَكْبِرِينَ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ يَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ
يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْكُفْرُ فِي هَذِهِ الآْيَةِ الْبَرَاءَةُ
يَقُولُ يَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِيرُهَا فِي سُورَةِ
إِبْرَاهِيمَ قَوْلُ الشَّيْطَانِ- إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ
قَبْلُ وَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ كَفَرْنا بِكُمْ يَعْنِي
تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَبْكُونَ فِيهِ
فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ الْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ
جَمِيعَ الْخَلْقِ عَنْ مَعَايِشِهِمْ وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا
شَاءَ اللَّهُ فَلَا يَزَالُونَ يَبْكُونَ الدَّمَ ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي
مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فِيهِ فَيَقُولُونَ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما
كُنَّا مُشْرِكِينَ فَيَخْتِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى
أَفْوَاهِهِمْ وَ يَسْتَنْطِقُ الْأَيْدِيَ وَ الْأَرْجُلَ وَ الْجُلُودَ
فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ يَرْفَعُ عَنْ
أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمَ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ- لِمَ شَهِدْتُمْ
عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ
يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فَيَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ
بَعْضٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ
أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ. وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ فَيُسْتَنْطَقُونَ فَ
لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً
فَيَقُومُ الرُّسُلُ ص فَيَشْهَدُونَ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ-
فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى
هؤُلاءِ شَهِيداً ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَكُونُ فِيهِ
مَقَامُ مُحَمَّدٍ ص وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَيُثْنِي عَلَى اللَّهِ
تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ
يُثْنِي عَلَى الْمَلَائِكَةِ كُلِّهِمْ فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ إِلَّا أَثْنَى
عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ ص ثُمَّ يُثْنِي عَلَى الرُّسُلِ بِمَا لَمْ يُثْنِ
عَلَيْهِمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ يُثْنِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ
يَبْدَأُ بِالصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِينَ فَيَحْمَدُهُ
أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ- عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ
رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ
حَظٌّ وَ وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا
نَصِيبٌ ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ وَ يُدَالُ بَعْضُهُمْ مِنْ
بَعْضٍ وَ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ فِي الْحِسَابِ
شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَيْهِ- نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ
الْيَوْمِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ
فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ
إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ وَ قَوْلُهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ
يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ
سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وَ قَوْلُهُوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا
مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا. يَعْلَمُ ما بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً فَأَمَّا قَوْلُهُ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ فَإِنَّ ذَلِكَ فِي
مَوْضِعٍ يَنْتَهِي فِيهِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا
يَفْرُغُ مِنَ الْحِسَابِ إِلَى نَهَرٍ يُسَمَّى الْحَيَوَانَ فَيَغْتَسِلُونَ
فِيهِ وَ يَشْرَبُونَ مِنْهُ فَتَنْضُرُ وُجُوهُهُمْ إِشْرَاقاً فَيَذْهَبُ
عَنْهُمْ كُلُّ قَذًى وَ وَعْثٍ ثُمَّ يُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمِنْ
هَذَا الْمَقَامِ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ كَيْفَ يُثِيبُهُمْ وَ مِنْهُ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ تَسْلِيمِ
الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمْ- سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ
فَعِنْدَ ذَلِكَ أَيْقَنُوا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ النَّظَرِ إِلَى مَا
وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ- فَذَلِكَ قَوْلُهُ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ وَ إِنَّمَا
يَعْنِي بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ النَّظَرَ إِلَى ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
وَ أَمَّا قَوْلُهُ- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ
فَهُوَ كَمَا قَالَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ يَعْنِي لَا تُحِيطُ بِهِ
الْأَوْهَامُ- وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ يَعْنِي يُحِيطُ بِهَا وَ هُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وَ ذَلِكَ مَدْحٌ امْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ
تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً كَبِيراً وَ قَدْ سَأَلَ مُوسَى ع
وَ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- رَبِّ أَرِنِي
أَنْظُرْ إِلَيْكَ فَكَانَتْ مَسْأَلَتُهُ تِلْكَ أَمْراً عَظِيماً وَ سَأَلَ
أَمْراً جَسِيماً فَعُوقِبَ فَ قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- لَنْ
تَرانِي فِي الدُّنْيَا حَتَّى تَمُوتَ فَتَرَانِي فِي الآْخِرَةِ وَ لَكِنْ
إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِي فِي الدُّنْيَا- فانْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ
اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَأَبْدَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ
آيَاتِهِ وَ تَجَلَّى رَبُّنَا لِلْجَبَلِ فَتَقَطَّعَ الْجَبَلُ فَصَارَ
رَمِيماً- وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً يَعْنِي مَيِّتاً فَكَانَ عُقُوبَتُهُ
الْمَوْتَ ثُمَّ أَحْيَاهُ اللَّهُ وَ بَعَثَهُ وَ تَابَ عَلَيْهِ فَقَالَ
سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي أَوَّلُ
مُؤْمِنٍ آمَنَ بِكَ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَنْ يَرَاكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ
لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى يَعْنِي
مُحَمَّداً ص كَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى حَيْثُ لَا يَتَجَاوَزُهَا
خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ فِي آخِرِ الآْيَةِ- ما زاغَ الْبَصَرُ
وَ ما طَغى. لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى رَأَى جَبْرَئِيلَ ع
فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ مَرَّةً أُخْرَى وَ ذَلِكَ
أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِيلَ عَظِيمٌ فَهُوَ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ الَّذِينَ لَا
يُدْرِكُ خَلْقَهُمْ وَ صِفَتَهُمْ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَ
أَمَّا قَوْلُهُوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا. يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما
خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً لَا يُحِيطُ الْخَلَائِقُ بِاللَّهِ
عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً إِذْ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ عَلَى
أَبْصَارِ الْقُلُوبِ الْغِطَاءَ فَلَا فَهْمَ يَنَالُهُ بِالْكَيْفِ وَ لَا
قَلْبَ يُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ- فَلَا يَصِفُهُ إِلَّا كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ-
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ- الْأَوَّلُ وَ
الآْخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ- الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ خَلَقَ
الْأَشْيَاءَ فَلَيْسَ مِنَ الْأَشْيَاءِ شَيْءٌ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَ
تَعَالَى- فَقَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّي
عُقْدَةً فَأَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع وَ
أَمَّا قَوْلُهُ- وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً
أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما
يَشاءُ وَ قَوْلُهُ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً وَ قَوْلُهُ وَ
ناداهُما رَبُّهُما وَ قَوْلُهُ يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ
الْجَنَّةَ فَأَمَّا قَوْلُهُ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ فَإِنَّهُ مَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً وَ لَيْسَ بِكَائِنٍ إِلَّا مِنْ وَراءِ
حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ كَذَلِكَ قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً قَدْ كَانَ الرَّسُولُ يُوحَى
إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِ السَّمَاءِ فَيُبَلِّغُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ
الْأَرْضِ وَ قَدْ كَانَ الْكَلَامُ بَيْنَ رُسُلِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ
بَيْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْسِلَ بِالْكَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ
السَّمَاءِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا جَبْرَئِيلُ هَلْ رَأَيْتَ
رَبَّكَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ إِنَّ رَبِّي لَا يُرَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
فَمِنْ أَيْنَ تَأْخُذُ الْوَحْيَ فَقَالَ آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِيلَ فَقَالَ
وَ مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ إِسْرَافِيلُ قَالَ يَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ
مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ قَالَ فَمِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ ذَلِكَ الْمَلَكُ قَالَ
يُقْذَفُ فِي قَلْبِهِ قَذْفاً فَهَذَا وَحْيٌ وَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ
وَ جَلَّ وَ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ مِنْهُ مَا كَلَّمَ
اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَ مِنْهُ
رُؤْيَا يُرِيهَا الرُّسُلَ وَ مِنْهُ وَحْيٌ وَ تَنْزِيلٌ يُتْلَى وَ يُقْرَأُ
فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ
فَإِنَّ مَعْنَى كَلَامِ اللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ فَإِنَّ مِنْهُ مَا
يُبَلِّغُ بِهِ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ- قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي
فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ
أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ- هَلْ
تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَإِنَّ تَأْوِيلَهُ هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً اسْمُهُ
اللَّهُ غَيْرَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَإِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ
الْقُرْآنَ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُ رُبَّ
تَنْزِيلٍ يُشْبِهُ كَلَامَ الْبَشَرِ وَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَ تَأْوِيلُهُ
لَا يُشْبِهُ كَلَامَ الْبَشَرِ كَمَا لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ
كَذَلِكَ لَا يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ
الْبَشَرِ وَ لَا يُشْبِهُ شَيْءٌ مِنْ كَلَامِهِ كَلَامَ الْبِشْرِ فَكَلَامُ
اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ وَ كَلَامُ الْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ
فَلَا تُشَبِّهْ كَلَامَ اللَّهِ بِكَلَامِ الْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ
قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً
فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع وَ أَمَّا
قَوْلُهُ- وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ
لا فِي السَّماءِ كَذَلِكَ رَبُّنَا لَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَ كَيْفَ
يَكُونُ مَنْ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُ مَا خَلَقَ- وَ هُوَ
الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ
الْقِيامَةِ يُخْبِرُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُمْ بِخَيْرٍ وَ قَدْ تَقُولُ
الْعَرَبُ وَ اللَّهِ مَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فُلَانٌ وَ إِنَّمَا يَعْنُونَ
بِذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُنَا مِنْهُ بِخَيْرٍ فَذَلِكَ النَّظَرُ هَاهُنَا
مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ فَنَظَرُهُ إِلَيْهِمْ رَحْمَةٌ مِنْهُ
لَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ- كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَمَحْجُوبُونَ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُمْ
عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ
عَنْكَ وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ فَقَالَ ع وَ
أَمَّا قَوْلُهُ- أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ
الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ
فِي الْأَرْضِ وَ قَوْلُهُ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَ قَوْلُهُ وَ
هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَ قَوْلُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فَكَذَلِكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سُبُّوحاً
قُدُّوساً تَعَالَى أَنْ يَجْرِيَ مِنْهُ مَا يَجْرِي مِنَ الْمَخْلُوقِينَ- وَ
هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ شَيْءٌ
مِمَّا يَنْزِلُ بِخَلْقِهِ وَ هُوَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى عِلْمُهُ شَاهِدٌ
لِكُلِّ نَجْوَى وَ هُوَ الْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَ الْمُيَسِّرُ
لِكُلِّ شَيْءٍ وَ الْمُدَبِّرُ لِلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا تَعَالَى اللَّهُ عَنْ
أَنْ يَكُونَ عَلَى عَرْشِهِ عُلُوّاً كَبِيراً فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ-
وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا
فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ قَوْلُهُ- هَلْ يَنْظُرُونَ
إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ
وَ قَوْلُهُ- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ
يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ
كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَيْسَ لَهُ جَيْئَةٌ كَجَيْئَةِ
الْخَلْقِ وَ قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ رُبَّ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
تَأْوِيلُهُ عَلَى غَيْرِ تَنْزِيلِهِ وَ لَا يُشْبِهُ كَلَامَ الْبَشَرِ وَ
سَأُنَبِّئُكَ بِطَرَفٍ مِنْهُ فَتَكْتَفِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ
قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ ع إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ فَذَهَابُهُ
إِلَى رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ عِبَادَةً وَ اجْتِهَاداً وَ قُرْبُهُ
إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ أَ لَا تَرَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ غَيْرُ
تَنْزِيلِهِ وَ قَالَ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ يَعْنِي
السِّلَاحَ وَ غَيْرَ ذَلِكَ وَ قَوْلُهُ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ
تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ يُخْبِرُ مُحَمَّداً ص عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَ
الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ فَقَالَ
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ حَيْثُ لَمْ
يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ- أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ
بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَعْنِي بِذَلِكَ الْعَذَابَ يَأْتِيهِمْ فِي دَارِ
الدُّنْيَا كَمَا عَذَّبَ الْقُرُونَ الْأَوْلَى فَهَذَا خَبَرٌ يُخْبِرُ بِهِ
النَّبِيَّ ص عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا
يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي
إِيمانِها خَيْراً يَعْنِي مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ هَذِهِ الآْيَةُ وَ
هَذِهِ الآْيَةُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ إِنَّمَا يَكْتَفِي
أُولُو الْأَلْبَابِ وَ الْحِجَى وَ أُولُو النُّهَى أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ
إِذَا انْكَشَفَ الْغِطَاءُ رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ وَ قَالَ فِي آيَةٍ
أُخْرَى- فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا يَعْنِي أَرْسَلَ
عَلَيْهِمْ عَذَاباً وَ كَذَلِكَ إِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَ جَلَّ- فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَإِتْيَانُهُ
بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ وَ كَذَلِكَ
مَا وَصَفَ مِنْ أَمْرِ الآْخِرَةِ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَ تَعَالَى عُلُوّاً
كَبِيراً أَنَّهُ يَجْرِي أُمُورُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي كانَ
مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا يَجْرِي أُمُورُهُ فِي الدُّنْيَا
لَا يَغِيبُ وَ لَا يَأْفِلُ مَعَ الآْفِلِينَ فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ
مِنْ ذَلِكَ مِمَّا جَال الذين قالوا إن الله
ثالث ثلاثة و ما من إله إلا إله واحد فِي صَدْرِكَ مِمَّا وَصَفَ اللَّهُ عَزَّ
وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ وَ لَا تَجْعَلْ كَلَامَهُ كَكَلَامِ الْبَشَرِ هُوَ
أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعَزُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ أَنْ
يَصِفَهُ الْوَاصِفُونَ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَ جَلَّ- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ- قَالَ
فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ
حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ- بَلْ هُمْ بِلِقاءِ
رَبِّهِمْ كافِرُونَ وَ ذِكْرُ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ قَوْلُهُ لِغَيْرِهِمْ- إِلى يَوْمِ
يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَ قَوْلُهُ فَمَنْ كانَ
يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً فَأَمَّا قَوْلُهُ بَلْ
هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ يَعْنِي الْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ
وَ جَلَّ لِقَاءَهُ وَ كَذَلِكَ ذِكْرُ الْمُؤْمِنِينَ- الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ يَعْنِي يُوقِنُونَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ وَ
يُحْشَرُونَ وَ يُحَاسَبُونَ وَ يُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ
فَالظَّنُّ هَاهُنَا الْيَقِينُ خَاصَّةً وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ- فَمَنْ كانَ
يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ قَوْلُهُ مَنْ كانَ
يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ يَعْنِي مَنْ كَانَ
يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ فَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ لآَتٍ مِنَ الثَّوَابِ وَ
الْعِقَابِ فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَيْسَ بِالرُّؤْيَةِ وَ اللِّقَاءُ هُوَ
الْبَعْثُ فَافْهَمْ جَمِيعَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ لِقَائِهِ فَإِنَّهُ
يَعْنِي بِذَلِكَ الْبَعْثَ وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ- تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ يَعْنِي أَنَّهُ لَا يَزُولُ الْإِيمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ
يَوْمَ يُبْعَثُونَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَرَّجَ
اللَّهُ عَنْكَ فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ-
وَ رَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها يَعْنِي
أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي
مُلاقٍ حِسابِيَهْ يَقُولُ إِنِّي أَيْقَنْتُ أَنِّي أُبْعَثُ فَأُحَاسَبُ وَ
كَذَلِكَ قَوْلُهُ- يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ
يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ- وَ أَمَّا قَوْلُهُ
لِلْمُنَافِقِينَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا فَهَذَا الظَّنُّ ظَنُّ
شَكٍّ وَ لَيْسَ ظَنَّ يَقِينٍ وَ الظَّنُّ ظَنَّانِ ظَنُّ شَكٍّ وَ ظَنُّ
يَقِينٍ فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُعَادٍ مِنَ الظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ يَقِينٍ
وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَهُوَ ظَنُّ شَكٍّ فَافْهَمْ مَا
فَسَّرْتُ لَكَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَرَّجَ
اللَّهُ عَنْكَ- فَقَالَ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- وَ
نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ
شَيْئاً فَهُوَ مِيزَانُ الْعَدْلِ يُؤْخَذُ بِهِ الْخَلَائِقُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَدِينُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ
بَعْضٍ بِالْمَوَازِينِ وَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ الْمَوَازِينُ هُمُ
الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَوْصِيَاءُ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَلا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصَّةٌ وَ أَمَّا
قَوْلُهُ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ حَقَّتْ
كَرَامَتِي أَوْ قَالَ مَوَدَّتِي لِمَنْ يُرَاقِبُنِي وَ يَتَحَابُّ
بِجَلَالِي إِنَّ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَى مَنَابِرَ
مِنْ نُورٍ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ قَوْمٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ وَ لَكِنَّهُمْ
تَحَابُّوا بِجَلَالِ اللَّهِ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ
نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ- وَ
أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ وَ خَفَّتْ مَوازِينُهُ
فَإِنَّمَا يَعْنِي الْحِسَابَ تُوزَنُ الْحَسَنَاتُ وَ السَّيِّئَاتُ وَ
الْحَسَنَاتُ ثِقْلُ الْمِيزَانِ وَ السَّيِّئَاتُ خِفَّةُ الْمِيزَانِ فَقَالَ
ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ
بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ وَ قَوْلُهُ اللَّهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ قَوْلُهُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا
يُفَرِّطُونَ وَ قَوْلُهُ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي
أَنْفُسِهِمْ وَ قَوْلُهُ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُدَبِّرُ الْأُمُورَ
كَيْفَ يَشَاءُ وَ يُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ أَمَّا
مَلَكُ الْمَوْتِ فَإِنَّ اللَّهَ يُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ
خَلْقِهِ وَ يُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ خَاصَّةً بِمَنْ يَشَاءُ
مِنْ خَلْقِهِ وَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ
وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ
تَعَالَى يُدَبِّرُ الْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ وَ لَيْسَ كُلُّ الْعِلْمِ
يَسْتَطِيعُ صَاحِبُ الْعِلْمِ أَنْ يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ النَّاسِ لِأَنَّ
مِنْهُمُ الْقَوِيَّ وَ الضَّعِيفَ وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا يُطَاقُ حَمْلُهُ وَ
مِنْهُ مَا لَا يُطَاقُ حَمْلُهُ إِلَّا مَنْ يُسَهِّلُ اللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ
وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ
تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ وَ أَنَّهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَ
غَيْرِهِمْ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ نَفَعَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع
لِلرَّجُلِ إِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ تَبَيَّنْتُ
لَكَ فَأَنْتَ وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ
لِي أَنْ أَعْلَمَ بِأَنِّي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً قَالَ ع لَا يَعْلَمُ
ذَلِكَ إِلَّا مَنْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ص وَ شَهِدَ
لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْجَنَّةِ أَوْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِيَعْلَمَ
مَا فِي الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رُسُلِهِ
وَ أَنْبِيَائِهِ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ
قَالَ مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ فَعَلَيْكَ بِالْعَمَلِ
لِلَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَ عَلَانِيَتِكَ فَلَا شَيْءَ يَعْدِلُ
الْعَمَلَ
قال مصنف هذا الكتاب الدليل على أن الصانع
واحد لا أكثر من ذلك أنهما لو كانا اثنين لم يخل الأمر فيهما من أن يكون كل
واحد منهما قادرا على منع صاحبه مما يريد أو غير قادر فإن كان كذلك فقد جاز
عليهما المنع و من جاز عليه ذلك فمحدث كما أن المصنوع محدث و إن لم يكونا
قادرين لزمهما العجز و النقص و هما من دلالات الحدث فصح أن القديم واحد. و دليل
آخر و هو أن كل واحد منهما لا يخلو من أن يكون قادرا على أن يكتم الآخر شيئا
فإن كان كذلك فالذي جاز الكتمان عليه حادث و إن لم يكن قادرا فهو عاجز و العاجز
حادث لما بيناه و هذا الكلام يحتج به في إبطال قديمين صفة كل واحد منهما صفة
القديم الذي أثبتناه فأما ما ذهب إليه ماني و ابن ديصان من خرافاتهما في
الامتزاج و دانت به المجوس من حماقاتها في أهرمن ففاسد بما يفسد به قدم الأجسام
و لدخولهما في تلك الجملة اقتصرت على هذا الكلام فيهما و لم أفرد كلا منهما بما
يسأل عنه منه
ترجمه :
5. ابو معمر سعدانى مىگويد: مردى به نزد
امير مؤمنان على (عليه السلام) آمد و عرض كرد: اى امير مؤمنان! من در كتاب
خداوند كه نازل شده است شك دارم. آن حضرت فرمودند: چگونه در كتاب خداوند كه
نازل شده است، شك مىكنى؟ عرض كرد: در اين كتاب ديدم كه بعضى از آيات بعضى ديگر
را تكذيب كرده است. (بعضى از آيات با يكديگر در تضاد هستند.) پس چگونه در آن شك
نكنم.
آن حضرت فرمودند: آيات قرآنى همديگر را
تصديق مىكنند نه اين كه تكذيب نمايند، اما به تو عقل داده نشده تا به وسيله آن
سود ببرى. در كداميك از آيات شك دارى. آن مرد عرض كرد: در قرآن آمده است:
امروز، شما را فراموش مىكنيم، همان طورى كه ديدار خداوند
را در روز (قيامت) انكار كردند.
و نيز فرموده است: آنها خداوند را فراموش كردند، خداوند
نيز آنها را فراموش نمود.
و فرموده است: پروردگار تو فراموش كننده نيست.
پس يك جا خبر مىدهد كه خداوند فراموش مىكند و درجاى ديگر مىگويد: خداوند
فراموش نمىكند. اى امير مؤمنان! اين چگونه ممكن است؟ آن حضرت فرمودند: ديگر در
چه آياتى شك دارى؟ جواب داد: ديدم كه خداوند فرموده است:
رزوى كه روح و فرشتگان به صف مىايستند و به جز كسى كه خداى مهربان اجازه داده
است و راست بگويد، كسى ديگر حرف نمىزند.
و فرموده است: سخن بگوييد و آنها مىگويند: قسم به خدايى
كه پروردگارمان است، از مشركان نبوديم.
و فرموده است: در روز قيامت بعضى از شما نسبت به بعضى ديگر
كفر مىورزيد و بعضى از شما بعضى ديگر را نفرين مىكنيد.
و فرموده است: حقيقتا آن حق است و اهل آتش با يكديگر دشمنى
مىكنند.
و فرموده است: نزد من با يكديگر نجنگيد و از قبل به شما
هشدار داده بودم.
و فرموده است: بر دهانشان مهر مىزنيم و دستهايشان با ما
سخن مىگويند و پاهايشان نسبت به آن چه انجام مىدهند، شهادت مىدهند.
در اين آيات نيز بك بار مىگويد: آنها مىگويند، در جاى ديگر مىگويد: به جز با
اجازه از خداوند و كسى كه سخن راست مىگويد، سخن نمىگويند و بار ديگر خبر
مىدهد كه مخلوقات حرف نمىزنند و از زبان آنها مىگويد:
قسم به خدايى كه پروردگارمان است، ما مشرك نبوديم. و بار ديگر خبر
مىدهد كه اهل جهنم با هم دشمنى مىكنند. اى امير مؤمنان! اين چگونه ممكن است؟
و چگونه در آن چه شنيديد، شك نكنم. آن حضرت فرمودند: واى بر تو! ديگر در چه
آياتى شك دارى؟ عرض كرد: ديدم كه خداوند مىفرمايد: در آن
روز چهرههايى خوشحال است و به پروردگار خود نگاه مىكنند.
و در جاى ديگر فرموده است: چشمها او را نمىبينند و او
چشمها را مىبيند و لطيف و دانا است.
و مىفرمايد: بار ديگر هم او را نزد سدرة المنتهى ديده
است.
و مىفرمايد: روزى كه شفاعت كسى نفعى ندارد، مگر كسى كه
خداوند به او اجازه دهد و از سخن او راضى باشد و آن چه در مقابل و پشت سر دارند
را مىداند در حالى كه آنها دانشى به آن نداشتند.
و كسى كه چشمها او را مىبينند، نسبت به آن علم به دست مىآورند. اى امير
مؤمنان اين چگونه ممكن است؟ و چگونه شك نكنم؟ آن حضرت فرمودند: واى بر تو ديگر
در چه آياتى شك دارى؟ عرض كردم: ديدم كه خداوند مىفرمايد:
هيچ بشرى نيست كه خداوند با او سخن گفته باشد مگر از پشت پرده يا به وسيله
فرستادهاى كه مىفرستد و با اجازه او هر چه مىخواهد وحى مىكند.
و فرموده است: و خداوند با موسى به خوبى سخن گفت.
و فرمود: پروردگارشان آنها را صدا زد.
و فرموده است: اى پيامبر! به زنان و دخترانت بگو.
و مىفرمايد: اى پيامبر! آن چه از سوى پروردگارت به تو
رسيده است را بيان كن.
اى امير مؤمنان! چگونه ممكن است به آياتى كه شنيدى شك نكنم؟ حضرت فرمود: واى بر
تو! ديگر در چه آياتى شك دارى؟ عرض كرد: خداوند مىفرمايد:
آيا براى خداوند هم نامى مىشناسى؟
و گاهى انسان را شنوا، بينا، پادشاه و پرورش دهنده ناميده است و يك بار خبر
داده است كه خداوند داراى نامهاى زياد و مشترك (بين خدا و انسان) مىباشد و
ديگر مىگويد: آيا براى خداوند هم نامى مىشناسى؟
اى امير مؤمنان! چگونه در اين شك نكنم؟ حضرت فرمود: واى بر تو! ديگر در چه
آياتى شك دارى؟ عرض كرد: خداوند مىفرمايد: از پروردگار تو
ذرهاى در زمين و آسمان چيزى مخفى نمىماند.
و مىفرمايد: روز قيامت به آنها نگاه نمىكند و آنها را
پاك نمىسازد.
و مىگويد: اين گونه نيست، آنها در آن روز از پروردگارشان
دور هستند.
چگونه كسى كه از او به دور هستند، به سوى آنها نگاه مىكند؟ اى امير مؤمنان!
اين چگونه ممكن است؟ و چگونه در آياتى كه شنيديد شك نكنم؟ حضرت فرمودند: ديگر
در چه آياتى شك دارى؟ عرض كرد: خداوند مىفرمايد: آيا از
كسى كه در آسمان است، اطمينان پيدا كرديد كه شما را در زمين فرو برد و ناگهان
زمين لرزيد.
و فرموده است: خداوند مهربان بر عرش تسلط دارد.
و فرمود: او در آسمانها و زمين پروردگار است و راز آشكار
شما را مىداند.
و فرموده: خداوند) آشكار و پنهان است.
و فرمود: و او هر جا كه باشيد، با شما است.
و فرمود: ما از رگ گردن به او نزديكتر هستيم.
پس اى امير مؤمنان! اين چطور ممكن است؟ و چگونه در آياتى كه شنيديد شك نكنم
حضرت فرمودند: واى بر تو! آيا آيات ديگر هست كه در آنها شك كنى؟ عرض كرد:
خداوند مىفرمايد: پروردگار تو و فرشتهها صف به صف
مىآيند.
و فرموده: همانطور كه شما را براى اولين بار آفريد، براى
مرتبه ديگر هم مىآفريند.
و فرمود: آيا غير از اين است كه فرشتگان، در سايبانهايى
از ابر سفيد به سوى آنها بيايند.
و فرموده: آيا غير از اين كه فرشتگان به سوى آنها بيايند
يا پروردگار تو خود بيايد يا تعدادى از نشانههاى پروردگار تو بيايد؟ روزى كه
بعضى از نشانههاى پروردگار تو بيايد، كسى كه قبلا ايمان نياورده يا خيرى در
ايمان آوردنش نيست، ايمان آوردن او سودى نخواهد داشت.
پس يك بار مىگويد: روزى كه پروردگار تو مىآيد. و
مىگويد: روزى كه بعضى از آيات پروردگار تو بيايد.
پس اى امير مؤمنان! چه طور اين ممكن است؟ و چگونه در آياتى كه شما شنيديد شك
نكنم؟ آن حضرت فرمودند: واى بر تو! آيا آيات ديگرى هست كه در آن شك دارى؟ عرض
كرد: خداوند مىفرمايد: بلكه آنها نسبت به ديدار
پروردگارشان كافر شدند.
و از مؤمنان ياد كرده و فرموده: كسانى كه گمان مىكنند با
پروردگار خود ديدار كرده و به سوى او بازگشت مىكنند.
و فرمود: درود آنها در روزى كه او را ملاقت مىكنند، سلام
است.
و فرموده: كسى كه به ديدار خداوند اميد دارد (مىداند) كه
زمان مرگ از طرف خداوند آمدنى است.
و مىفرمايد: كسى كه به ديدار پروردگار خود اميدوار است،
بايد كار نيك انجام دهد.
پس يك مرتبه خبر مىدهد كه خدا را ديدار
مىكنند و ديگر بار مىگويد: چشمها او را نمىبينند ولى او چشمها را مىبيند
و بار ديگر مىفرماييد: هيچ دانشى بر او تسلط ندارد.
پس اى امير مؤمنان! اين چه طور ممكن است و چگونه شك نكنم. آن حضرت فرمودند: واى
بر تو! ديگر در چه آياتى شك دارى؟ عرض كرد: ديدم كه خداوند مىفرمايد:
گنهكاران آتش جهنم را مىبينند و مىفهمند كه در آن داخل
مىشوند.
و فرموده است: در آن روز خداوند پاداش كارهايشان را مىدهد
و مىدانند كه خداوند بر حق و آشكار است.
و فرمود: نسبت به خدا گمانها مىبرند.
پس يك بار خبر مىدهند كه گمان مىكنند و بار ديگر خبر مىدهد كه يقين دارند و
گمان همان شك است. پس اى امير مؤنان! چه طور اين ممكن است و چگونه شك نكنم؟ آن
حضرت فرمودند: ديگر در چه آياتى شك دارى؟ عرض كرد: ديدم كه خداوند مىفرمايد:
ترازوهاى عدل را در روز قيامت مىگذاريم و ذرهاى به كسى
ظلم نمىشود.
و فرموده است: در روز قيامت براى آنها ترازوهايى قرار
نمىدهيم.
و مىفرمايد: نيكو كاران وارد بهشت مىشوند وبدون حساب
روزى داده مىشوند.
و فرموده است: ترازو در روز قيامت حق است، پس كسانى كه
كارهاى خوبشان سنگين باشد، رستگاران هستند و كسانى كه كارهايشان سبك باشد،
خودشان زيان كردهاند، زيرا نسبت به آيات ما ستم كردند.
پس اى امير مؤمنان! اين چه طور ممكن است؟ و چگونه نسبت به آنها شك نكنم؟ حضرت
فرمودند: ديگر در چه آياتى شك دارى؟ عرض كرد: ديدم كه خداوند مىفرمايد:
اى پيامبر! بگو: فرشته مرگى كه نگهبانتان است شما را
مىميراند، سپس به سوى پروردگار خود بر مىگرديد.
و فرموده است: خداوند، جانها را به هنگام مرگ مىگيرد.
و فرمود: فرستادگان ما، جانها را بدون هيچ زياده روى
مىگيرند.
و مىفرمايد: كسانى كه فرشتگان پاكيزه جانشان را مىگيرند.
و فرموده است: كسانى كه فرشتگان جانشان را مىگيرند در
حالى كه به خود ستم مىكنند.
پس اى امير مؤمنان! چه طور اين ممكن است؟ و چگونه نسبت به آنها شك نكنم؟ و اگر
به من ترحم نفرماييد و سينهام را گشاده نسازيد كه اميدوارم اين كار به دستان
شما انجام بگيرد، پس اگر پروردگار، قرآن و پيامبران بر حق هستند، (با اين سخنان
و عقائدى كه دارم،) نابود شده و زيان كردهام و اگر پيامبران باطل باشند، هيچ
اشكالى بر من نيست و نجات يافتهام. حضرت فرمودند: پروردگار ما مقدس، والا تبار
و بزرگ است. شهادت مىدهم كه او هميشگى بوده و از بين نمىرود و هيچ شكى در او
نداريم و مانند او چيزى نيست و او شنواى بينا است. قرآن، پيامبران، پاداش و
عذاب حق است. پس اگر نسبت به ايمان، فراوانى و محروميت به تو برسد، همه به دست
خداوند است كه اگر بخواهد به تو روزى داده و اگر بخواهد محروم مىسازد. ولى تو
نسبت به آن چه شك دارى، آموزش مىدهم و هيچ نيرويى به جز خداوند وجود ندارد كه
اگر او خير تو را بخواهد، علمش را به تو مىآموزد و تو را ثابت قدم نگه مىدارد
و اگر بدى بخواهد، تو را گمراه كرده و نابود مىسازد. اما سخن خداوند كه فرمود:
آنها خداوند را فراموش كردند و خداوند آنها را فراموش كرد.
به اين معنا است كه آنها در دنيا خدا را فراموش كردند و از او اطاعت نكردند، و
خداوند آنها را در آخرت فراموش مىكند، يعنى از ثواب خود، چيزى براى آنها قرار
نمىدهد و از نيكى جزء فراموش شدگان مىگردند و تفسير اين سخن خداوند نيز همين
است كه فرمود: امروز آنها را فراموش مىكنيم، همان طورى كه
آنها ديدار امروز (روز قيامت) را فراموش كردند. يعنى خدا را فراموش
كردند و آن گونه ثوابى كه به دوستان الهى كه در دنيا جزء ياد آوران الهى و
اطاعت كنندگان بودند، به آنها نمىرسد، زيرا دوستان الهى به او و پيامبرانش
ايمان آورند و از غيب (جهان پس از مرگ) مىترسند. اما اين كه فرموده است:
پروردگار تو فراموش كار نيست. يعنى او بزرگتر از
اين است كه فراموش كند و غفلت بورزد، بلكه او نگه دار و آگاه است. گاهى عرب
زبانان در مورد فراموشى مىگويند: فلانى ما را فراموش كرده است يعنى براى ما
كار خيرى انجام نمىدهد و ما را به خوبى ياد نمىكند. آيا آن چه خداوند فرموده
است را فهميدى؟ عرض كرد: بله، مشكل مرا حل كردى، خداوند گره از كار شما باز كند
و گره از كار گشودى، خداوند به شما پاداش فراوان بدهد. آن حضرت فرمودند: اما
سخن خداوند كه فرمود: روزى كه روح و فرشتگان به صف
مىايستند و به جز كسى كه از سوى خداى مهربان اجازه دارد و راست مىگويد، كسى
ديگر حرف نمىزند و اين كه فرمود: قسم به خدا كه
پروردگارمان است، ما مشرك نبوديم. و اين كه فرمود:
در روز قيامت بعضى نسبت به بعضى كافر شده و بعضى به ديگرى نفرين مىكند.
و اين كه فرمود: به طور يقين آن حق است و اهل آتش (جهنم)
با يكديگر دشمنى مىكنند. و ديگر فرموده است: نزد
من دشمنى نكنيد، زيرا از قبل به شما هشدار داده بودم. و ديگر اين كه
فرمود: امروز بر دهانشان مهر مىزنيم و دستهايشان با ما
حرف مىزند و پاهايشان به آن چه انجام دادند، شهادت مىدهد. اين موارد
هر كدام در جاهايى غير از مكانهاى ديگر قيامت است كه مقدار آن پنجاه هزار سال
است كه خداوند بندگان را در آن روز در مكانهاى گوناگون دور هم جمع مىكند. به
طورى كه گروهى با گروهى ديگر سخن مىگويند و بعضى از آنان نسبت به بعضى ديگر در
خواست بخشش مىكنند. آنها كسانى هستند كه در دنيا از بزرگان (پيامبران و
امامان) پيروى مىكردند و گنهكارانى كه كينه ورزيده و در دنيا بر اساس ظلم و
دشمنى از يكديگر حمايت مىكردند، (در جهنم) به همديگر نفرين كرده و مستكبران و
مستضعفان نيز همديگر را كافر كرده و نفرين مىكنند و منظور از كفر در اين آيه،
بيزارى (از يكديگر) است، كه مىگويد: بعضى از بعضى ديگر بيزارى مىجويند و
مانند آن در سوره ابراهيم از قول شيطان آمده است: من از
قبل نسبت به آنچه شما شريك قرار مىدادى، بيزارى جستم. سپس در جاى ديگر
جمع مىشوند و در آنجا گريه مىكنند و اگر آن صداها براى اهل دنيا آشكار گردد
همه مردم از زندگى خود دست مىكشند و دلهايشان مىلرزد مگر كسى كه خدا بخواهد و
هميشه خون گريه مىكنند. سپس در جاى ديگر جمع مىشوند و مىگويند:
قسم به خدا كه پروردگارمان است، ما مشرك نبوديم. پس
خداوند بر دهانشان مهر زده و دستها، پاها و پوستها را به سخن مىگيرد و به هر
گناهى كه از آنان سر زده گواهى مىدهند.
سپس مهر از زبانشان برداشته مىشود و آنان
به پوست خودشان مىگويند: چرا بر ضد ما شهادت داديد.
گفتند: خداوندى كه هر چيزى را به سخن مىآورد ما را به سخن خواهد آورد.
سپس آنها را در جاى ديگر جمع مىكند و مورد باز خواست قرار مىگيرند و در آن جا
بعضى از بعضى ديگر فرار مىكنند و اين همان معناى سخن خداوند است كه فرموده
است: روزى كه شخص از برادرش، مادر، پدر، همسر و فرزندانش
فرار مىكند.
آنها به سخن گفتن دعوت شدند و جز آن كه خدا به او اجازه داده سخن نمىگويد و او
درست مىگويد و فرستادگان الهى در اين جايگاه توقف مىكنند و بر آن شهادت
مىدهند و اين تفسير سخن خداوند است كه مىفرمايد: پس
چگونه است زمانى كه از هر امتى شاهدى مىآوريم و تو را بر آنان شاهد قرار
مىدهيم.
سپس در جاى ديگر جمع مىشوند كه آن مقام محمد است كه همان مقام محمود مىباشد.
در آن جا پيامبر اكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) آن گونه ستايش مىكند كه قبل
از ايشان كسى اين چنين خداوند را ستايش نكرده است و سپس بر همه فرشتگان درود
مىفرستد و فرشتهاى نمىماند مگر اين كه آن حضرت بر او درود فرستاده باشد. و
سپس بر پيامبران درود مىفرستد و از صديقين و شهيدان شروع كرده و بعد به
انسانهاى شايسته درود مىفرستد. اهل آسمان و زمين او را مورد ستايش قرار
مىدهند و اين تفسير سخن خداوند است كه مىفرمايد: اميد
است كه پروردگارت، تو را به مقام و جايگاهى ستايش شده بر انگيزاند.
خوشا به حال كسى كه در آن مقام بهرهاى داشته باشد و واى به حال كسى كه هيچ
بهرهاى از آن ندارد. سپس در جاى ديگرى جمع مىشوند و بعضى از بعضى ديگر چنين
بهرهاى را دريافت مىكنند و همه اينها قبل از حساب مىباشد و زمانى كه براى
حساب برده مىشوند، همه به فكر خود هستند و از خداوند بركت آن روز را در خواست
مىكنيم. آن شخص عرض كرد: اى امير مؤمنان! مشكلم را حل كردى كه خداوند مشكل تو
را نيز حل كند و گره از كارم گشودى كه خداوند پاداش تو را زياد كند. آن حضرت
فرمودند: اما سخن خداوند كه فرمود: در آن روز صورتهايى
شاد هستند و به پروردگار خود نگاه مىكنند. و اين كه فرمود:
چشمها خداوند را نمىبينند، ولى او چشمها را مىبيند.
و فرموده است: و حقيقتا بار ديگر او را نزد سدرة المنتهى
ديد. و فرمود: در آن روز (قيامت) شفاعت سودى ندارد
مگر كسى كه خداوند به او اجازه داده و از سخنش راضى باشد و آن چه در مقابل و
پشت سرش است و علم، او را در بر نمىگيرد، مىداند. اما سخن خداوند كه
فرمود: در آن روز صورتهايى شاد هستند و به پروردگار خود
نگاه مىكنند. و آن در جايى است كه دوستان الهى پس از پايان حساب به آن
جا مىروند، همان جايى كه (حَيَوان) نام دارد و در آن غسل كرده، آب آن را
مىنوشند و چهرههايشان از نور مىدرخشد و از هر پليدى و بدى پاك شده و سپس به
آنها دستور ورود به بهشت داده مىشود. به همين دليل به پروردگار خود نگاه
مىكنند كه چگونه به آنها پاداش داده و وارد بهشت مىسازد و اين تفسير همان سخن
خداوند است كه درباره سلام دادن فرشتگان به آنها مىفرمايد:
سلام بر شما، خوش آمديد در بهشت براى هميشه داخل شويد.
در اين هنگام به داخل شدن در بهشت و نگاه به آن چه كه پروردگار وعده داده بود،
يقين پيدا مىكنند و اين معناى سخن خداوند است كه فرمود:
به پروردگار خود نگاه مىكنند. و منظور از نگاه به خداوند، نگاه به
پاداش الهى است. اما سخن خداوند كه فرموده است: چشمها او
را نمىبينند،، اما او چشمها را مىبيند. خداوند همان است كه
مىفرمايد: چشمها او را نمىبينند. يعنى ذهنها بر
او غلبه نمىكنند و (او چشمها را مىبيند). يعنى او بر آنها تسلط دارد و او
لطيف و آگاه است و اين ستايشى است كه پروردگار ما خود را به وسيله آن ستايش
كرده است و او مبارك، برتر و مقدس است. حضرت موسى از خداوند در خواست كرد و از
سپاس خداوند اين سخن بر زبان او جارى شد كه: پروردگارا!
خود را به من نشان بده تا به سوى تو نگاه كنم.
اين در خواست، سنگين و موضوع بزرگى بود كه به خاطر آن مجازات شد. خداوند فرموده
است: هرگز مرا در دنيا تا زمانى كه نمردهاى نمىبينى، اما اگر مىخواهى مرا در
دنيا ببينى، به كوه نگاه كن كه اگر در جاى خود ثابت ماند مرا خواهى ديد. پس
خداوند قسمتى از نشانه خود را آشكار ساخت و پروردگار ما بر كوه تجلى پيدا كرد،
كوه از هم جدا شد و به صورت نرم (شن) در آمد. حضرت موسى
بىهوش افتاد. سپس خداوند او را به هوش آورد و آن حضرت توبه كرد و عرض
كرد: پروردگارا! تو پاكيزه هستى و به سوى تو توبه مىكنم و
من اولين انسان مؤمن هستم. يعنى من اولين انسان مؤمنى هستم كه ايمان
دارم كه تو با چشم ديده نمىشوى و اما سخن خداوند كه فرمود:
حقيقتا براى بار ديگر نزد سدرة المنتهى او را مشاهده كرد.
يعنى حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) را كه در كنار سدرة المنتهى بود و
هيچ آفريدهاى از آفريدگان الهى از آن جا عبور نكرده بود و در آيه ديگر فرمود:
چشم منحرف نشد و از حد خود نگذشت. حقيقتا بعضى از آيات
بزرگ پروردگارش را ديد. آن حضرت جبرئيل را دو بار در چهرهاش ديد، اين
بار و مرتبه ديگر و اين كه آفرينش جبرئيل بزرگ است و او از روحانيونى است كه جز
خداوند كه پروردگار جهانيان است، اوصاف آنان را درك نمىكند و اما سخن خداوند
كه فرمود: در آن روز شفاعت كسى نفعى ندارد، مگر كسى كه
خداوند به او اجازه داده و از سخن او راضى است و آن چه در مقابل و پشت سر است و
آنچه نسبت به آن آگاهى دارد، تسلط دارد. يعنى اين كه آفريدهها به
خداوند علم ندارند، زيرا خداوند بر چشم دلها پرده انداخته است. پس هيچ دركى به
چگونگى او ندارند و هيچ قبلى نمىتواند اندازه او را ثابت كند. فقط آن گونه كه
خداوند خود را توصيف كرده، مىتوان او را وصف نمود. چيزى مثل او نيست و او
شنوا، بينا، اول، آخر، آشكار، پنهان، آفريننده، به وجود آورنده و چهره پرداز
است. چيزها را آفريد و هيچ كدام از آنها مثل خدا نيست. آن مرد عرض كرد: اى امير
مؤمنان! غصه مرا بر طرف كردى كه خداوند غصه تو را از بين ببرد و گره از كار من
گشودى، خداوند گره از كار شما باز كند. آن حضرت فرمودند: اما خداوند كه فرمود:
خداوند با هيچ بشرى سخن نمىگويد، مگر با وحى يا از پشت
پرده يا به وسيله فرستادهاى كه به اذن خدا هر چه را بخواهد به صورت وحى
مىفرستد. و فرمود: و خداوند با حضرت موسى به روشنى
سخن گفت. و فرموده است: پروردگارشان به آنها ندا
داد. و مىفرمايد: اى آدم! تو و همسرت در بهشت ساكن
شويد. اما اين كه فرموده است: خداوند با بشرى سخن
نمىگويد، مگر به صورت وحى يا از پشت پرده يعنى اين كه براى بشر جايز
نيست كه جز از راه وحى، خداوند با او سخن بگويد و چنين چيزى جز از پشت پرده
نيست و يا اين كه رسولى فرستاده و آن چه مىخواهد به اذن خود بر او وحى كند.
خداوند چنين فرموده است: رسول خدا گاهى اين چنين بود كه از سوى رسولان آسمان به
او وحى مىشد و رسولان آسمان به رسولان زمين مىرساندند و گاهى، سخن بين خدا و
رسولان روى زمين به شكل فرستادن سخن توسط رسولان آسمان نبود. رسول خدا به
جبرئيل فرمود: اى جبرئيل! آيا پروردگار خود را ديدهاى؟ عرض كرد: پروردگار من
ديدنى نيست. رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) پرسيدند: پس وحى را از كجا
دريافت مىكنى؟ عرض كرد: آن را از اسرافيل مىگيريم. دوباره پرسيدند: اسرافيل
از كجا مىگيرد؟ عرض كرد: از فرشتهاى بالاتر از خود از عالم روحانى مىگيرد.
پرسيدند: آن فرشته از كجا مىگيرد؟ عرض كرد: به طور آشكار دلش افكنده مىشود و
اين همان وحى است كه سخن خداوند مىباشد. پس سخن خداوند به يك نوع نيست. گاهى
با رسولان سخن مىگويد و گاهى در دل آنان افكنده مىشود و گاهى آن را در خواب
مىبينند و گاهى وحى و فرستادن است كه براى آنها خوانده مىشود. اين موارد همگى
كلام خداوند هستند و به آن چه از سخن خداوند براى تو توصيف كردم، قناعت كن،
زيرا معناى سخن خداوند به يك نوع نيست و بعضى از آنها سخنانى است كه رسولان
آسمان به رسولان زمين مىرسانند. آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان! مشكلم را حل
كردى و گره از كارم گشودى،، خداوند گره از كار شما بگشايد. آن حضرت فرمودند:
اما اين كه خداوند فرمود: آيا براى او هم نامى مىشناسى؟
تفسيرش اين است كه آيا كسى را به جز خداوند مىشناسى كه نام او (الله) باشد. پس
بترس از آن كه قرآن را به نظر خود تفسير كنى، تا آن كه آن را از دانشمندان
بياموزى، زيرا خيلى مواقع اتفاق مىافتد كه كلام وحى، مانند سخن بشر است، در
حالى كه كلام خداوند است، اما تفسير آن مانند سخن بشر نمىباشد، همان طورى كه
چيزى از آفريدههاى خداوند مانند خودش نيست و كارهاى خداوند نيز شبيه كارهاى
بشرى نمىباشد و چيزى از سخنان او مانند سخن بشر نيست. كلام خداوند، صفت او است
و كلام بشر كار او مىباشد، بنابراين سخن خداوند را به سخن بشر تشبيه مكن، زيرا
گمراه و نابود خواهى شد. آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان! مشكل مرا گشودى،
خداوند مشكل شما را بگشايد و گره از كار من باز كردى، خداوند گره از كار شما
باز كند. آن حضرت فرمودند: اما سخن خداوند كه فرموده است:
ذرهاى از آن چه در آسمان و زمين است از پروردگار تو پوشيده نيست. بله
پروردگار ما اين چنين است و هيچ چيز از او پنهان نيست. چگونه كسى كه اشياء را
آفريده و آفريدگار دانايى مىباشد نداند كه چه چيزى آفريده است؟ اما اين كه
مىفرمايد: خداوند در روز قيامت به آنها نگاه نمىكند.
با اين آيه خبر مىدهد كه خيرى به آنان نمىرسد. عرب زبانان مىگويند: قسم به
خدا كه فلانى به ما نگاه نمىكند و منظورشان اين است كه از او خيرى به ما
نمىرسد. در اين جا نيز، نظر خداوند بر بندگان است. پس منظور از نگاه خداوند،
يعنى خداوند با رحمت به آنها نگاه مىكند.
و اما اين كه فرموده است:
هرگز اين گونه نيست، حقيقتا آنها در روز (قيامت) از
پروردگار خود دور هستند. يعنى در روز قيامت از ثواب پروردگارشان دور
مىباشند. آن مرد عرض كرد: مشكل مرا گشودى خداوند مشكل تو را بگشايد و گره از
كار من باز كردى، خداوند به تو پاداش بزرگ بدهد و آن حضرت فرمودند: اما اين كه
خداوند فرموده است: آيا از كسى كه در آسمان است اطمينان
داريد، كه شما را در زمين فرو برد و ناگهان زمين به لرزه افتاد. و نيز
فرموده است: خداوند مهربان بر عرش تسلط دارد. و
مىفرمايد: هر كجا كه باشيد، خداوند با شما است. و
فرمود: ما به او از رگ گردن نزديكتر هستيم. بلكه،
خداوند چنين است، پاكيزه و مقدس است. منزه از آن است كه آن چه بر مخلوقاتش جارى
است بر خود او جارى باشد و او لطيف و آگاه است و برتر از آن است كه سختىاى به
بندگانش مىرسد، به او هم برسد. دانش او بر عرش تسلط پيدا كرده است، شاهد هر
بيان كننده راز و نگهبان همه چيزها است و هر چيزى را به راه مىاندازد و سامان
دهنده هر چيزى است. خداوند برتر از آن است كه بر روى عرش قرار بگيرد و آن حضرت
فرمودند: اما سخن خداوند كه فرموده است: پروردگار تو و
فرشتگان صف به صف آمدند. و مىفرمايد: همان طورى كه
شما را بار اول آفريديم، فقط به سوى ما مىآييد. و فرموده است:
مگر انتظارشان غير از اين است كه فرشتگان به سوى آنها
بيايند، يا بعضى از نشانههاى پروردگارت بيايد. اين آن گونه است كه
خداوند فرموده است بر حق است و آمدن او مانند آمدن مردم نيست. به تو ياد دادم
كه تفسير قرآن بر خلاف ظاهر آن باشد و مثل سخن انسان نيست. اميدوارم همين مقدار
براى تو كافى باشد، مانند سخن حضرت ابراهيم كه فرمود: من
به سوى پروردگار خود حركت مىكنم و او مرا هدايت مىكند.
پس رفتن او به سوى خداوند، رو آوردن به سوى خداوند از نظر عبادت و تلاش و نزديك
شدن به خداوند است. مگر نمىبينى كه تفسير آن غير از نازل شدن آن مىباشد و
خداوند فرموده: ما آهن را فرستاديم كه در آن براى مردم
خطرى سخت است. و منظور اسلحه و غير از آن مىباشد. و فرموده است:
آيا غير از اين انتظار دارند كه فرشتگان به سوى آنها
بيايند. و به حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) از مشركان و
منافقانى خبر مىدهد كه خدا و رسول او را نپذيرفتند، مىفرمايد:
آيا غير از اين است كه فرشتگان به سوى آنها بيايند.
زيرا آنها به خدا و رسولش پاسخ مناسب ندادند. و يا آن كه
پروردگارت و يا بعضى از نشانههاى او بيايد. و منظورش از نشانهها عذاب
است كه در دنيا بر آنان نازل مىشود همان طورى كه در مراحل اول عذاب شدند. اين
خبرى است كه خداوند از آنان به پيامبر خبر مىدهد. سپس فرمود:
روزى كه قسمتى از نشانههاى پروردگارت مىآيد، كسى كه قبلا
ايمان نياورده و يا خيرى در ايمان آوردن خود به دست نياورده، ايمان آوردنش سودى
نمىدهد. يعنى قبل از فرستادن اين نشانه است و اين نشانه، طلوع خورشيد
از مغرب است. انديشمندان و اهل فكر و هوشمندان مىدانند. زمانى كه پرده بيفتد،
آن چه را كه وعده داده شدهاند، مىبينند. و ديگر فرموده است:
خداوند از آن جا كه گمان نداشتند به نزدشان آمد.
يعنى بر آنها عذاب فرستاد. بر آوردن بنيانشان هم به همين معنا مىباشد كه
خداوند مىفرمايد: و خداوند از ريشه، بنيانشان را از بين
برد.
پس كندن بنيان از ريشه به معناى فرستادن عذاب بر آنان است و همين طور آن چه كه
خداوند در توصيف آخرت آورده است و در آن روز كه مقدار آن پنجاه هزار سال است،
كارهايش را همان طورى كه در دنيا به جلو مىبرد، به پيش خواهد برد نه اين كه
پنهان باشد و يا به همراه نابود شدگان از بين برود. در مورد آن چه كه در دل خود
از آن چه كه خداوند در كتابش توصيف كرده، مىگذرد. به آن چه توصيف كردم، اكتفا
كن و سخن خداوند را مثل سخن بشر قرار نده. او بزرگتر، برتر، بزرگوارتر و
عزيزتر از آن است كه توصيف كنندگان مىگويند. و خود را توصيف كرده و فرمود:
چيزى مثل او نيست و او شنوا و بينا است.
آن مرد گفت: اى امير مؤمنان! مشكل مرا بر طرف كردى، خداوند مشكل تو را بر طرف
سازد و گره از كار من باز كردى، خداوند گره از كار تو بگشايد. آن حضرت فرمودند:
اما سخن خداوند كه فرمود: بلكه آنها نسبت به پروردگار خود
كفر ورزيدند. و مؤمنان را ياد كرده است: كسانى كه
گمان مىكنند كه آنها با پروردگارشان ديدار كردند. و به غير مؤمنان
فرموده است: در مقابل آنچه كه با خداوند خلف وعده كردند،
تا روزى كه با او ديدار نمايند.
و فرموده است: پس كسى كه به ديدار پروردگارش اميد داشته
باشد، بايد كار شايسته انجام دهد. اما سخن خداوند كه فرمود:
بلكه آنها به ديدار پروردگارشان كافر شدند. منظور،
روز قيامت است كه خداوند آن را روز ديدار با خود ناميده است و در ياد مؤمنان
مىفرمايد: كسانى كه گمان مىكنند كه پروردگارشان را
ملاقات مىكنند. يعنى يقين دارند كه برانگيخته مىشوند، محشور مىگردند،
پاداش و كيفر مىبينند. پس منظور از گمان در اين جا يقين مخصوص است و همين طور
خداوند مىفرمايد: كسى كه به ديدار پروردگار خود اميد
دارد، بايد كارهاى شايسته انجام دهد. و نيز فرموده است:
كسى كه اميد به ديدار پروردگار دارد، زمان (مرگ از سوى)
خدا خواهد آمد. منظور در اين آيه كسى است كه به خداوند ايمان دارد و (و
در روز قيامت) بر انگيخته خواهد شد، زيرا وعده خداوند در مورد پاداش (به اهل
ايمان) و عذاب (به گنهكاران) خواهد رسيد. پس منظور از ديدار خداوند در اين
آيات، به معناى (نفس) ديدار نيست، بلكه به معناى برانگيخته شدن است و خوب بفهم
هر چه در قرآن پيرامون ديدار خداوند آمده است، منظور از آن برانگيخته شدن
مىباشد و منظور كلام خداوند كه مىفرمايد: درود آنها در
روز ملاقاتشان (با خداوند) سلام است. يعنى اين كه ايمان از درون آنها در
روزى كه برانگيخته مىشوند، از بين نمىرود. آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان!
مشكل مرا حل كردى، خداوند مشكل شما را برطرف نمايد و گره از كار من باز كردى،
خداوند گره از كار شما باز كند. آن حضرت فرمودند: اما سخن خداوند كه فرموده
است: انسانهاى گنهكار جهنم را ديدند و گمان كردند كه در
آن قرار خواهند گرفت. منظور از (گمان كردن) يعنى اين كه يقين كردند كه
در آن داخل مىشوند و مىفرمايد: من گمان كردم كه ديدار
كننده حساب او هستم. يعنى من يقين دارم كه (روز قيامت) بر انگيخته خواهم
شد و مورد سؤال و جواب قرار مىگيرم. و سخن خداوند كه فرمود:
در آن روز (قيامت) خداوند جزاى شايسته آنها را به طور كامل
مىدهد و مىفهمند كه خداوند همان حقيقت روشن است. نيز به همان معنا
مىباشد و در مورد سخن او به منافقين كه فرموده است: و بر
خداوند گمانهايى مىبرند. كلمه گمان به معناى شك مىباشد و معناى يقين
منظور نيست.
دو نوع گمان وجود دارد: به معناى شك و به
معناى يقين. گمانى كه در مورد جهان پس از مرگ است، به معنى يقين و گمانى كه در
مورد امور دنياى است، به معناى شك است. پس آن چه تفسيرش را به تو گفتم، خوب درك
كن. آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان، مشكل مرا برطرف كردى، خداوند مشكل تو را
برطرف سازد. آن حضرت فرمودند: اما سخن خداوند كه فرموده است:
در روز قيامت، ترازوى عدالت بر پا مىكنيم و به كسى ظلمى
نخواهد شد. منظور از اين ترازو، ترازوى عدالت و انصاف است كه مردم در
روز قيامت به وسيله آن مورد مؤاخذه قرار مىگيرند و خداوند به وسيله اين ترازو،
حق افراد را از يكديگر مىگيرد. و اما سخن خداوند كه فرمود:
در روز قيامت براى آنان ارزشى نمىگذاريم. معناى
خاصى دارد و مىفرمايد: آنها وارد بهشت مىشوند و بودن
حساب در آن جا روزى داده مىشوند. رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم)
فرمودند: خداوند فرموده است: بزرگى من (يا اين كه فرمود: محبت من) براى كسى كه
مرا در نظر داشته و به بزرگى من علاقه داشته باشد، واجب خواهد شد. صورتهايشان
در روز قيامت از نور است كه بر منبرى از نور قرار دارند و لباس سبز پوشيدهاند.
از ايشان سؤال شد: اى رسول خدا! اينها چه كسانى هستند؟ فرمود: آنها گروهى
هستند كه از پيامبران و شهيدان نيستند، اما همديگر را به خاطر بزرگى خداوند
دوست دارند و بدون حساب وارد بهشت مىشوند و از خداوند مىخواهيم كه ما را به
رحمت خود از آنان قرار دهد. و اما اين كه خداوند فرموده است:
كسى كه ترازوى عمل او سنگين باشد. و
كسى كه ترازوى عمل او سبك باشد. منظور از آن حساب
است كه خوبىها و بدىها وزن مىشوند و خوبىها قسمت سنگين و بدىها قسمت سبك
ترازو مىباشند. امام على (عليه السلام) (در ادامه) فرمودند: اما اين كه خداوند
فرموده است: اى پيامبر! بگو: فرشتههاى مرگ كه بر شما
گماشته شده است، روح از بدنتان مىگيرند و سپس به سوى پروردگارتان برگردانده
مىشويد. و مىفرمايد: خداوند! هنگام مرگ جسمهاى
آنها را مىگيرد. و فرمود: فرستادگان ما، جان او را
مىگيرند و در اين كار زياده روى نمىكنند. و فرموده است:
فرشتگان، جان هايشان را مىگيرند، در حالى كه نسبت به
خودشان ظالم بودند. و مىفرمايد: كسانى كه فرشتگان
پاكيزه، جانهايشان را مىگيرند، مىگويند: سلام بر شما. پس به طور يقين
خداوند كارها را آن گونه كه مىخواهد، سامان مىدهد و از آفريدههايش هر كدام
را كه به هر كارى كه بخواهد، مأمور مىكند. فرشته مرگ را به قسمت ويژهاى از
بندگانش كه مىخواهد مأمور مىسازد و فرستادگان از ميان فرشتگان خود را به
كسانى از بندگانش كه مىخواهد و دستور مىدهد و فرشتگانى كه خداوند نام برده و
به افراد خاصى از بندگانش كه مىخواهد مأمور مىكند و خداوند كارها را به هر
صورتى كه بخواهد سامان مىدهد. دانشمند نمىتواند دانش را براى تمام مردم تفسير
كند، زيرا در ميان آنها انسانهاى قدرتمند و ناتوان وجود دارند، از اين جهت كه
بعضى از دانشها قابل تحمل بوده ولى بعضى قابل تحمل نيستند، مگر از سوى كسانى
مخصوص كه جزء دوستان خدا هستند كه خداوند بر دوش كشيدن آن علم را بر او آسان
كرده و نسبت بر آن كار يارى مىكند و براى تو همين بس كه بدانى خداوند زنده
كننده و مرگ دهنده است و جانها را به دست كسانى از مخلوقات خود كه جزء فرشتگان
يا غير آنان است مىدهد. آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان! مشكل مرا بر طرف
كردى، خداوند مشكل شما را رفع كند و به وسيله شما به مسلمانان سود برساند. امام
على (عليه السلام) به آن مرد فرمودند: اگر به وسيله سخنانى كه به تو گفتم،
خداوند سينه تو را وسيع نمايد، قسم به كسى كه دانه را شكافت و مرد را آفريد،
جزء مؤمنان واقعى شدهاى. آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان! از كجا بدانم كه جزء
مؤمنان واقعى شدهام؟ آن حضرت فرمودند: آن را كسى نمىداند مگر كسى كه خداوند
آن را به زبان پيامبر اكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) آگاه كرده است و رسول
خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) براى او به بهشت شهادت داده و يا درون او را
باز كرده است تا آن چه را كه خداوند بر پيامبران و رسولان خود فرستاده است،
بداند.
آن مرد عرض كرد: اى امير مؤمنان! چه كسى
طاقت اين مسئله را دارد؟ آن حضرت فرمودند: كسى كه خداوند سينه او را گشاد نموده
و نسبت به آن كار توفيق داده است. پس بر تو لازم است كه در پنهانى و آشكار براى
خدا كار بكنى كه هيچ چيزى با عمل شايسته برابرى نمىكند.
(شيخ صدوق، نويسنده كتاب مىگويد: دليل اين
كه سازنده، يكى است و بيشتر از آن نيست، اين است كه اگر دو نفر بودند، يا هر
كدام از آن دو نسبت به جلوگيرى از ديگرى كه براى كارى اراده كرده است، قدرت
دارد و يا چنين قدرتى ندارد. اگر قدرت داشته باشد، پس مىتوانند جلوگيرى كنند و
كسى كه در مقابل كارهاى او ممانعت مىشود، آفريده شده است، همان طورى كه شىء
ساخته شده، آفريده شده است و اگر قدرت بر اين كار نداشته باشد، هر دو ناتوان
خواهند بود و اين نيز جزء چيزهايى است كه نشان مىدهد آفريده شدهاند، در حالى
كه قديم يكى است. دليل ديگر بر يگانه بودن سازنده و آفريدگار اين است كه هر
كدام از آن دو يا قدرت بر پنهان ساختن چيزى از ديگرى دارد كه در اين صورت كسى
كه بتوان از او چيزى را پنهان ساخت، حادث خواهد بود و اگر قدرت بر پنهان ساختن
چيزى از ديگرى را نداشته باشد، ناتوان است و موجود ناتوان آفريده شده است. چنين
دليلى در باطل كردن دو موجود قديمى كه هر كدام از آن دو، صفت قديمى باشد كه ما
اثبات كرديم، كاربرد دارد. اما اعتقادى كه مانى و ابن ديصان در مخلوط كردن
مىدانند، از نادانيشان است و مجوس به دليل نادانى پيرامون اعتقاد به اهريمن،
همگى اعتقاد به قديمى بودن اجاسم دارند، چنين اعتقادى باطل است و به همين دليل
كه اين بحث در مورد مباحثى است كه بيان كرديم و ديگر كافى دانسته و بسنده
مىكنيم و درباره هر كدام پرسشهايى كه وجود دارد، بحث مستقل بيان نكرديم.
6 حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْعَطَّارُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنَيْسَابُورَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَ خَمْسِينَ وَ
ثَلَاثَمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ
النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ سَأَلَ
رَجُلٌ مِنَ الثَّنَوِيَّةِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا ع وَ
أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أَقُولُ إِنَّ صَانِعَ الْعَالَمِ اثْنَانِ
فَمَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ فَقَالَ قَوْلُكَ إِنَّهُ اثْنَانِ
دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ لِأَنَّكَ لَمْ تَدَّعِ الثَّانِيَ إِلَّا
بَعْدَ إِثْبَاتِكَ الْوَاحِدَ فَالْوَاحِدُ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ وَ أَكْثَرُ
مِنْ وَاحِدٍ مُخْتَلَفٌ فِيهِ
ترجمه :
6. فضل بن شاذان مىگويد: مردى از امام رضا
(عليه السلام) درباره دو گانه پرستى پرسيد (و من آن جا حاضر بودم.) و آن شخص
عرض كرد: من اعتقاد دارم كه آفريدگار جهان دو تا است و شما چه دليلى داريد كه
او يكى است؟ آن حضرت فرمودند: اين كه مىگويى: خداوند دو تا است، خود دليلى است
كه خداوند يكى است، زيرا تو ادعا نمىكنى كه خداى دومى وجود دارد مگر اين كه
خداوند اول را اثبات مىكنى و خداوند اول مورد اتفاق است و در مورد خداى دومى
اختلاف وجود دارد.