زندگانى حضرت زهرا (عليهاالسلام )
جلد سوم
ترجمه و تحقيق از جلد ۴۳ بحارالانوار
علامه محمد باقر مجلسى
مترجم و محقق: محمد روحانى زمان آبادى
- ۴ -
َ
و صيغة تكفروا فى كلامها عليهاالسلام اما من الكفران و ترك الشكر - كما هو الظاهر
من سياق الكلام حيث قال تعالى : (اذ تاءذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم ان
عذابى لشديد # و قال موسى ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا فان الله لغنى حميد)
(714) - اءو من الكفر بالمعنى الاخص ، و التغيير فى المعنى لا ينافى
الاقتباس ، مع اءن فى الاية اءيضا يحتمل هذا المعنى ، و المراد ان تكفروا اءنتم و
من فى الارض جميعا من الثقلين فلا يضر ذلك الا اءنفسكم فانه سبحانه غنى عن شكركم و
طاعتكم ، مستحق للحمد فى ذاته ، اءو محمود تحمده الملائكة بل جميع الموجودات بلسان
الحال ، و ضرر الكفران عائد اليكم حيث حرمتم من فضله تعالى و مزيد انعامه و اكرامه
و الحاصل ؛ انكم انما تركتم الامام بالحق و خلعتم بيعته من
رقابكم و رضيتم ببيعة اءبى بكر لعلمكم باءن اءميرالمؤ منين عليه السلام لا يتهاون و
لا يداهن فى دين الله ، و لا تاءخذه فى الله لومة لائم ، و ياءمركم بارتكاب الشدائد
فى الجهاد و غيره ، و ترك ما تشتهون من زخارف الدنيا، و يقسم الفى ء بينكم بالسوية
، و لا يفضل الرؤ سا و الامراء، و ان اءبابكر رجل سلس القياد، مداهن فى الدين
لارضاء العباد، فلذا رفضتم الايمان ، و خرجتم عن طاعته سبحانه الى طاعة الشيطان ، و
لا يعود وباله الا اليكم
َ و فى الكشف : اءلا و قد اءرى والله اءن قد اءخلدتم الى
الخفض ، و ركنتم الى الدعة ، فمججتم الذى اءوعيتم ، و لفظتم الذى سوغتم
َ و فى رواية ابن ابى طاهر: فعجتم عن الدين ... يقال : ركن
اليه - بفتح الكاف و قد يكسر - اءى : مال اليه و سكن و قال الجوهرى : عجت بالمكان
اءعوج ... اءى اقمت به و عجت غيرى ... يتعدى و لا يتعدى ، و عجت البعير... عطفت
راءسه بالزمام ... و العائج : الواقف ... و ذكر ابن الاعرابى : فلان ما يعوج من
(715) شى ء: اءى ما يرجع عنه
(716)
َ اءلا و قد قلت ما قلت على معرفة منى بالخذلة التى خامرتكم
، و الغدرة التى استشعرتها قلوبكم ، و لكنها فيضة النفس ، و نفثة الغيظ، و خور
القنا، و بثة الصدر، و تقدمة الحجة ... الخذلة : ترك النصر
(717) و خامرتكم ... اءى خالطتكم
(718)
َو الغدر: ضد الوفاء.
(719)
َ و استشعره :
(720) اءى لبسه ، و الشعار: الثوب الملاصق للبدن
(721)
َ و الفيض - فى الاصل - كثرة الماء و سيلانه ، يقال : فاض
الخبر... اءى شاع ، و فاض صدره بالسر... اءى باح به و اظهره ، و يقال : فاضت نفسه
... اءى خرجت روحة
(722) و المراد به هنا اظهار المضمر فى النفس لاستيلاء الهم و غلبة الحزن
َ و النفث بالفم شبيه بالنفخ ،
(723) و قد يكون للمغتاظ تنفس عال تسكينا لحر القلب و اطفاء لنائرة الغضب
َ و الخور - بالفتح و التحريك : الضعف .
(724)
و القنا: جمع قناة و هى الرمح ،
(725) و قيل كل عصا مستوية اءو معوجة قناة ،
(726) و لعل المراد بخور القنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة و كتمان
الضر، اءو ضعف ما يعتمد عليه فى النصر على العدو، و الاول اءنسب
َ و البث : النشر و الاظهار،
(727) و الهم الذى لا يقدر صاحبه على كتمانه فيبثه ... اءى يفرقه
(728)
َ و تقدمة الحجة : اعلام الرجل قبل وقت الحاجة قطعا لاعتذاره
بالغفلة .
و الحاصل ؛ اءن استنصارى منكم ، و تظلمى لديكم ، و اقامة الحجة عليكم ، لم يكن رجاء
للعون و المظاهرة بل تسلية للنفس ، و تسكينا للغضب ، و اتماما للحجة ، لئلا تقولوا
يوم القيامة : (انا كنا عن هذا غافلين )
(729)
فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف ، باقية العار، موسومة بغضب الله و شنار
الابد، موصولة ب (نار الله الموقدة # التى تطلع على الافئدة )
(730) فبعين الله ما تفعلون (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون )
(731)...
َ و الحقب - بالتحريك - حبل يشد به الرحل الى بطن البعير،
يقال : احقبت البعير... اءى شددته به ،
(732) و كل ما شد فى مؤ خر رحل اءو قتب فقد احتقب ، و منه قيل : احتقب
فلان الاثم كاءنه جمعه و احتقبه من خلفه ،
(733) فظهر اءن الانسب فى هذا المقام احقبوها - بصيغة الافعال - اءى شدوا
عليها ذلك و هيئوها للركوب ، لكن فيما وصل الينا من الروايات على بناء الافتعال
َ و الدبر - بالتحريك - الجرح فى البعير، و قيل : جرح الدابة
مطلقا
(734)
َو النقب - بالتحريك -: رقة خف البعير.
(735)
َو العار الباقى : عيب لا يكون فى معرض الزوال .
َو وسمته وسما وسمة : اذا اثرت فيه بسمة و كى .
(736)
َو الشنار: العيب و العار.
(737)
َو نار الله الموقدة ... المؤ ججة على الدوام .
َ و الاطلاع على الافئدة ... اشرافها على القلوب بحيث يبلغها
اءلمها كما يبلغ ظواهر البدن ، و قيل معناه : ان هذه النار تخرج من الباطن الى
الظاهر بخلاف نيران الدنيا
َ و فى الكشف : انها عليهم موصدة - و الموصدة : المطبقة
(738)
َ و بعين الله ما تفعلون ... اءى متلبس بعلم الله اءعمالكم ،
و يطلع عليها كما يعلم اءحدكم ما يراه و يبصره ، و قيل فى قوله تعالى : (تجرى
باءعيننا)
(739) ان المعنى تجرى باءعين اءوليائنا من الملائكة و الحفظة
َ و المنقلب : المرجع و المنصرف ،
(740) و اءى منصوب عل اءنه صفة مصدر محذوف و العامل فيه ينقلبون ، لان ما
قبل الاستفهام لا يعمل فيه ، و انما يعمل فيه ما بعده ، و التقدير سيعلم الذين
ظلموا ينقلبون انقلابا اءى انقلاب ؟...
َ و اءنا ابنة نذير لكم ... اءى اءنا ابنة من اءنذركم بعذاب
الله على ظلمكم ، فقد تمت الحجة عليكم ، و الامر فى اعملوا و انتظروا للتهديد
و اءما قول الملعون :
و الرائد لا يكذب اءهله ... فهو مثل
(741) استشهد به فى صدق الخبر الذى افتراه على النبى صلى الله عليه و آله
، و الرائد: من يتقدم القوم يبصر لهم الكلا و مساقط الكلا و مساقط الغيث ،
(742)
جعل نفسه - لاحتماله الخلافة التى هى الرئاسة العامة - بمنزلة الرائد للامة الذى
يجب عليه اءن ينصحهم و يخبرهم بالصدق
َو المجالدة : المضاربة بالسيوف
(743)
َو استبد فلان بالراءى ... اى انفرد به
(744) و استقل .
َو لا نزوى عنك ... اءى : لا نقبض و لا نصرف .
َ و لا نوضع من فرعك و اءضلك ... اءى لانحط درجتك
(745) و لا ننكر فضل اصولك و اءجدادك و فروعك و اءولادك
َو ترين - من الراءى - بمعنى الاعتقاد.
(746)
َ و قولها صلوات الله عليها: سبحان الله ! ما كان رسول الله
صلى الله عليه و آله عن كتاب الله صادفا، و لاحكامه مخالفا، بل كان يتبع اءثره
ويقفو سوره ، اءفتجمعون الى الغدر اعتلالا عليه بالزور...؟!
َالصادف عن الشى ء: المعرض عنه .
(747)
َ و الاثر - بالتحريك و بالكسر -: اثر القدم .
(748)
و القفو: الاتباع
(749)
َ و السور - بالضم - كل مرتفع عال ، و منه سور المدينة ،
(750) و يكون جمع سورة ، و هى كل منزلة من البناء و منه سورة القرآن ،
لانها منزلة بعد منزلة ، و تجمع
(751) على : سور - بفتح الواو -.
(752) و فى العبارة يحتملها،
(753) و الضمائر المجرورة تعود الى الله تعالى اءو الى كتابه ، و الثانى
اءظهر
َو الاعتدال : ابداء العلة و الاعتذار.
(754)
َ و الزور: الكذب .
(755)
و هذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل فى حياته ... .
البغى : الطلب .
(756)
و الغوائل : اءلمهالك
(757) و الدواهى ،
(758) اشارت عليهاالسلام الى ما دبروا - لعنهم الله - فى اهلاك النبى صلى
الله عليه و آله و استئصال اءهل بيته عليهم السلام فى العقبتين و غيرهما مما
اءوردناه فى هذا الكتاب متفرقا.
(759)
هذا كتاب الله حكما عدلا، و ناطقا فصلا، يقول : (يرثنى و يرث من آل يعقوب )
(760) و (ورث سليمان داود)
(761) فبين عزوجل وزع عليه من الاقساط، و شرع من الفرائض و الميراث ، و
اءباح من حظ الذكران و الاناث ، ما اءزاح علة المبطلين ، و اءزال التظنى و الشبهات
فى الغابرين ، كلا (بل سولت لكم اءنفسكم امرا اءنفسكم امرا فصبر جميل والله
المستعان على ما تصفون )
(762)
اقول : سياءتى الكلام فى مواريث الانبياء فى باب المطاعن - ان شاءالله تعالى
َو التوزيع : التقسيم
(763)
َو القسط - بالكسر - الحصة و النصيب
(764)
َو الازاحة : الاذهاب و الابعاد.
(765)
َو التظنى : اعمال الظن ؛ و اصله : التظنن
(766)
َ و الغابر: الباقى .
(767)
و قد يطلق على الماضى
(768)
َ و التسويل : تحسين ما ليس بحسن و تزيينه و تحبيبه الى
الانسان ليفعله او يقوله ،
(769) و قيل : هو تقدير معنى فى النفس على الطمع فى تمامه
َ فصبر جميل ... اءى فصبرى جميل ، اءو الصبر الجميل اءولى من
الجزع الذى لا يغنى شيئا، و قيل : انما يكون الصبر جميلا اذا قصد به وجه الله ،
عالى ، و فعل للوجه الذى وجب ، ذكره السيد المرتضى رضى الله عنه ،
(770) و خطابك ، فى قول اءبى بكر - من المصدر المضاف الى الفاعل - و
مراده بما تقلدو ما اءخذ
(771) فك الخلافة ... اءى اءخذت الخلافة بقول المسلمين و اتفاقهم فاز منى
القيام بحدودها التى من جملتها اءخذ فدك ، للحديث المذكر
َو المكابرة : المغالبة .
(772)
َو الاستبداد: الاستئثار.
(773) و الانفراد بالشى ء.
(774)
َ قولها صلوات الله عليها: معاشر الناس المسرعة الى قيل
الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر، (اءفلا يتدبرون
(775) القرآن اءم على قلوب اءقفالها)
(776) (كلا بل ران على قلوبهم )
(777) ما اءساءتم من اءعمالكم فاءخذ بسمعكم و اءبصاركم ، و لبئس ما
تاءولتم ، و ساء به ما اءشرتم ، و شر ما منه اعتضتم ...
َ القيل : بمعنى القول و كذا القال .
(778)
و قيل : القول فى الخير، و القيل و القال اسمان له
(779)
َ و الاغضاء: ادناء الجفون ،
(780) و اغضى على الشى ء اءى سكت
(781) و رضى به ، و روى عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام فى الاية اءن
المعنى (اءفلا يتدبرون القرآن )
(782) فيقضوا بما عليهم من الحق .
(783) و تنكير القلوب لا رادة قلوب هؤ لاء و من كان مثلهم من غيرهم
َ و الرين : الطبع ، و التغطية
(784) و اصله : الغلبة
(785)
َ و التاءول و التاءويل : التصيير و الارجاع و نقل الشى ء عن
موضعه ، و منه تاءويل الالفاظ... اءى نقل اللفظ عن الظاهر
(786)
َو الاشارة : الامر باحسن الوجوه فى امر.
(787)
َو شر - كفر - بمعنى ساء.
(788)
َ و الاعتياض : اخذ العوض
(789) و الرضابه ، و المعنى ساء ما اءخذتم منه عوضا عما تركتم
َ لتجدن والله محمله ثقيلا، و غبه وبيلا، اذا كشف لكم الغطاء
و بان ماوراءه الضراء و بدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون ، و خسر هنا لك
المبطلون ...
َالمحمل - كمجلس - مصدر.
َو الغب - بالكسر - العاقبة .
(790)
َ و الوبال - فى الاصل -: الثقل و المكروه ، و يراد به فى
عرف الشرع : عذاب الاخرة ،
(791) و العذاب الوبيل : الشديد
(792)
َ و الضراء - بالفتح و التخفيف -: الشجر الملتف - كما مر -
(793)
يقال : توارى الصيد منى ضراء
(794)
َو الوراء: يكون بمعنى قدام كما يكون بمعنى خلف
(795) و بالاول فسر قوله تعالى : (و كان وراءهم ملك ياءخذ كل سفينة غصبا)
(796) و يحتمل اءن تكون الهاء
(797) زيدت من النساخ اءو الهمزة ، فيكون على الاخير بتشديد الراء من
قولهم : و رى الشى ء تورية ... اءى اخفاه ،
(798) و على التقادير فالمعنى : و ظهر لكم ما ستره عنكم الضراء
َ و بدا لكم من ربكم لم تكونوا تحتسبون ...: اءى ظهر لكم
(799) من صنوف العذاب ما لم تكونوا تنتظرونه ، و لا تظنونه واصلا اليكم ،
و لم يكن فى حسبانكم
َو المبطل : صاحب الباطل من ابطل الرجل اذا اتى بالباطل .
(800)
قد كان بعدك اءنباء و هنبثة | | |
لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب |
انا فقدناك فقد الارض وابلها | | |
و اختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
(801) |
فى الكشف : ثم التفتت الى قبر اءبيها متمثلة بقول هند ابنة اءثاثة ... ثم ذكر
الابيات
َ و قال فى النهاية : الهنبثة واحدة الهنابث و هى الامور
الشداد المختلفة ، والهنبثة : الاختلاط فى القول و النون زائدة ،
(802) و ذكر فيه : اءن فاطمة عليهاالسلام قالت بعد موت النبى صلى الله
عليه و آله : قد كان بعدك اءنباء... الى آخر البيتين ،
(803) الا انه قال : فاشهدهم و لا تغب
(804)
َو الشهود: الحظور.
(805)
َ و الخطب - بالفتح -: الامر الذى تقع فيه المخاطبة ، و
الشاءن و الحال
(806)
َ و الوابل : المطر الشديد.
(807)
و نكب فلان عن الطريق كنصر - و فرح -
(808) اءى ... عدل و مال .
(809)
و كل اءهل له قربى و منزلة | | |
عند الاله على الاذنين مقرب |
َالقربى - فى الاصل - القرابة فى الرحم .
(810)
َو المنزلة : المرتبة
(811) و الدرجة و لا تجمع .
(812)
َ و الاذنين : هم الاقربون ،
(813) و اقترب اءى تقارب .
(814)
و قال فى مجمع البيان :
(815) فى اقترب زيادة مبالغة على قرب ، كما اءن فى اقتدر زيادة مبالغة
على قدر.
و يمكن تصحيح تركيب البيت و تاءويل معناه على وجوه :
الاول : و هو الاظهر، اءن جملة (له قربى ) صفة لاهل ، و التنوين فى (منزلة )
للتعظيم ، و الظرفان متعلقان بالمنزلة لما فيها من معنى الزيادة و الرجحان ، و
(مقترب ) خبر لكل ، اءى ذوالقرب الحقيقى ، اءو عند ذى الاهل ، كل اءهل كانت له مزية
و زيادة على غيره من الاقربين عندالله تعالى .
و الثانى : تعلق الظرفين بقولها: (مقترب )، اءى كل اءهل له قرب و منزلة من ذى الاهل
، فهو عندالله تعالى مقترب مفضل على سائر الادنين .
و الثالث : تعلق الظرف الاول ب (المنزلة ) و الثانى ب (المقترب )، اءى كل اءهل اتصف
بالقربى بالرجل و بالمنزلة عندالله ، فهو مفضل على من هو اءبعد منه .
و الرابع : اءن يكون جملة : (له قربى ) خبر للكل ، (و مقترب ) خبرا ثانيا، و فى
الظرفين يجرى الاحتمالات السابقة ، و المعنى اءن كل اءهل نبى من الانبياء له قرب و
منزلة عندالله ، و مفضل على سائر الاقارب عند الامة .
اءبدت رجال لنا نجوى صدورهم | | |
لما مضيت و حالت دونك الترب |
َبدا الامر بدوا: ظهر، و ابداه اظهره .
(816)
َ و النجوى : الاسم من نجوته اذا ساورته ،
(817) و نجوى صدورهم : ما اءضمروه فى نفوسهم من العداوة و لم يتمكنوا فى
اظهاره فى حياته صلى الله عليه و آله ، و فى بعض النسخ : فحوى صدورهم ، و فحوى
القول : معناه ،
(818) و المآل واحد.
و قال الفيروزآبادى : الترب و التراب و التربة ... معروف ، و جمع التراب : اءتربة و
تربان ، و لم يسمع لسائرها
(819) بجمع ، انتهى .
(820) فيمكن اءن يكون بصيغة المفرد، و التاءنيث بتاءويل الارض كما قيل ،
و الاظهر اءنه - بضم التاء و فتح الراء - جمع تربة ، قال فى مصباح اللغة : التربة :
المقبرة ، و الجمع ترب مثل غرفة و غرف
(821)
َ و حال الشى ء بينى و بينك ... اءى منعنى من الوصول اليك
(822)
َ و دون الشى ء: قريب منه ،
(823)
يقال : دون النهر جماعة ... اءى قبل اءن تصل اليه
َو التهجم : الاستقبال بالوجه الكريه .
(824)
َو المغتصب - على بناء المفعول - المغصوب .
(825)
َو المحتجب - على بناء الفاعل .
َو صادفه : وجده و لقيه .
(826)
َ و الكثب - بضمتين : جمع كثيب و هو التل من الرمل
(827)
َ و الرزء - بالضم مهموزا: المصيبة بفقد الاعزة .
(828) و رزئنا - على بناء المجهول
َو الشجن - بالتحريك - الحزن .
(829)
َ و فى القاموس : العجم - بالضم و بالتحريك -
(830) خلاف العرب
(831)
َ قوله : ثم انكفاءت ...
اءقول : وجدت فى نسخة قديمة لكشف الغمة منقولة من خط المصنف مكتوب على هامشها بعد
ايراد خطبتها صلوات الله عليها ما هذا لفظه : وجد بخط السيد المرتضى علم الهدى
الموسوى قدس الله روحه اءنه لما خرجت فاطمة عليهاالسلام من عند اءبى بكر - حين ردها
عن فدك - استقبلها اءميرالمؤ منين عليه السلام فجعلت تعنفه ، ثم قالت : اشتملت ...
الى آخر كلامها عليهاالسلام
َو الانكفاء: الرجوع .
(832)
َ و توقعت الشى ء و استوقعته ... اءى انتظرت وقوعه
(833)
َ و طلعت على القوم : اتيتهم ،
(834) و تطلع الطلوع : انتظاره
َ فلما استقرت بها الدار... اءى سكنت
(835) كاءنها اضطربت و تحركت بخروجها، اءو على سبيل القلب ، و هذا شائع ،
يقال استقرت نوى اليوم و استقرت بهم النوى ... اءى اقاموا
(836)
َاشتملت شملة الجنين و قعدت حجرة الظنين ... .
َ اشتمل بالثوب ... اءى اءداره على جسد كله ، و الشملة -
بالفتح - كساء يشتمل به ، و الشملة - بالكسر هيئة الاشتمال ،
(837) فالشملة اما مفعول مطلق من غير الباب كقوله تعالى : (نباتا)
(838) او فى الكلام حذف و ايصال
َ و فى رواية السيد: مشيمة الجنين ... و هى محل الولد فى
الرحم
(839) و لعله اءظهر
َو الجنين : الولد ما دام فى البطن .
(840)
َ و الحجرة - بالضم - حظيرة الابل ، و منه حجرة الدار
(841)
و الظنين : المتهم ،
(842) و المعنى اختفيت عن الناس كالجنين ، و قعدت عن طلب الحق ، و نزلت
منزلة الخائف المتهم
َ و فى رواية السيد: الحجزة - بالزاء المعجمة -، و فى بعض
النسخ : قعدت حجزة الظنين ، و قال النهاية
(843) الحجزة : موضع شد الازار، ثم قيل للازار: حجزة للمجاورة ، و فى
القاموس :
(844) الحجزة - معقد الازار... و من الفرس مركب مؤ خر الصفاق بالحقو، و
قال : شدة الحجزة : كناية عن الصبر
َنقضت قادمة الاجدل فخانك رييش الاعزل .
َ قوادم الطير: مقاديم ريشه و هى عشر فى كل جناح ،
(845) واحدتها قادمة
(846)
َو الاجدل : الصقر.
(847)
َ و الاعزل : الذى لا سلاح معه .
(848)
قيل : لعلها صلوات الله عليها شبهت الصفر الذى نقضت قوادمه بمن لا المعنى ترك طلب
الخلافة فى اءول الامر قبل اءن يتمكنوا منها و يشيدوا اءركانها، و ظننت اءن الناس
لا يرون غيرك اءهلا للخلافة ، و لا يقدمون عليك اءحدا، فكنت كمن يتوقع الطيران من
صقر منقوضة القوادم .
اءقول : و يحتمل اءن يكون المراد اءنك نازلت الابطال ، و خضت الاهوال ، و لم تبال
بكثرة الرجال حتى نقضت شوكتهم ، و اليوم غلبت من هؤ لاء الضعفاء و الاراذل ، و سلمت
لهم الامر و لا تنازعهم و على هذا، الاظهر اءنه كانه فى الاصل : خاتك - بالتاء
المثناة الفوقانية - فصحف ، قال الجوهرى : خات البازى و اختات اءى انقض ...
(849) لياءخذه ، و قال الشاعر:
(850)
يخوتون اخرى القوم خوت الاجادل
َ و الخائتة : العاقب اذا انقضت فسمعت صوت انقضاضها، و
الخوات ... دوى جناح العقاب ... و الخوات - بالتشديد - الرجل الجرى ،
(851)، و فى رواية السيد: نفضت - بالفاء - و هو يؤ يد المعنى الاول
َهذا ابن اءبى قحافة يبتزنى نحيلة اءبى ، و بلغة ابنى ، لقد اءجهر فى خصامى ، و
اءلفيته اءلد فى كلامى ...
قحافة - بضم القاف و تخفيف المهملة
(852)
َ و الابتزاز: الاستلاب ،
(853) و اخذ الشى ء بقهر
(854) و غلبة من البز بمعنى السلب
(855)
َ و النحيلة - فعيلة بمعنى مفعول - من النحلة - بالكسر -
بمعنى الهبة
(856) و العطية عن طيبة نفس من غير مطالبة
(857) اءو من غير عوض
(858)
َ و البلغة - بالتصغير - فالتصغير فى النحيلة اءيضا اءنسب
َو ابنى اما بتخفيف الياء فالمراد به الجنس ، اءو تشديدها على التثبية
َو اظهار الشى ء: اعلانه .
(859)
َ و الخصام - مصدر - كالمخاصمة ، و يحتمل اءن يكون جمع خصم
(860) اءى اءجهر العداوة اءو الكلام لى بين الخصام ، و الاول اءظهر
َ و الفيته ... اءى وجدته .
(861)
و الالد: شديد الخصومة ،
(862) و ليس فعلا ماضيا، فان فعله على بناء المجرد، و الاضافة فى (كلامى
) اما من قبيل الاضافة الى المخاطب اءو الى المتكلم ، و فى : للظرفية اءو السبية .
و فى رواية السيد: هذا بنى
(863) ابى قحافة ... الى قوله :
(864)
لقد اءجهد فى ضلامتى و اءلد فى خصامتى
َ قال الجزرى يقال جهد الرجل فى الامر: اذا جد و بالغ فيه ،
(865) و اجهد دابته : اذا حمل عليها فى السير فوق طاقتها
(866)
َ حتى حبستنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة
دونى طرفها، فلا دافع و لا مانع ...
َ قيلة - بالفتح - اسم قديمة لقبيلتى
(867) الانصار،
(868)، و المراد: بنوقيلة .
و فى رواية السيد: حين منعتنى الانصار نصرها... و موصوف المهاجرة : الطائفة اءو
نحوها، و المراد بوصلها: عونها
َو الطرف - بالفتح - العين .
(869)
َو غضة : خفظه .
(870)
َ و فى رواية السيد - بعد قولها: و لا مانع -: و لا ناصر و
لا شافع
َخرجت كاظمة و عدت راغمة ... .
َ كظم الغيظ: تجرعه و الصبر عليه .
(871)
و رغم فلان - بالفتح - اذا ذل ،
(872) و عجز عن الانتصاب ممن ظلمه ،
(873) و الظاهر من الخروج : الخروج من البيت و هو لا يناسب كاظمة ، الا
اءن يراد بها الامتلاء من الغيظ فانه من لوازم الكظم ، و يحتمل اءن يكون المراد
الخروج من المسجد المعبر عنه ثانيا بالعود، كما قيل
َو
(874) فى رواية السيد مكان عدت : رجعت .
َ اءضرعت خدك يوم اءضعت حدك ، افترست الذئاب ، و افترشت
التراب ...
َ ضرع الرجل - مثلثة -
(875) خضع و ذل و اضرعه غيره ،
(876) و اسناد الضراعة الى الخذلان اءظهر اءفرادها وضع الخد على التراب ،
اءو لان الذل يظهر فى الوجه
َ و اضاعة الشى ء و تضييعه : اهماله و اهلاكه .
(877)
و حد الرجل - بالحاء المهملة -: باءسه
(878) و بطشه ، و فى بعض النسخ بالجيم ... اءى تركت اهتمامك و سعيك
َ و فى رواية السيد: فقد اءضعت جدك يوم اءصرعت خدك
َ و فرس الاسد فريسته - كضرب - و افترسها: دق عنقها، و
يستعمل فى كل قتل ،
(879) و يمكن اءن يقراء بصيغة الغائب ، فالذئاب مرفوع ، و المعنى : قعدت
عن طلب الخلافة ولزمت الارض مع اءنك اءسدالله ،
(880) و الخلافة كانت فريستك حتى افترسها و اءخذها الذئب الغاصب لها، و
يحتمل اءن يكون بصيغة الخطاب ... اءى كنت تفترس الذئاب و اليوم افترشت التراب ، و
فى بعض النسخ : الذباب - بالباءين الموحدتين - جمع ذبابة ،
(881)
فيتعين الاول ، و فى بعضها: افترست الذئاب و افترستك الذئاب .
و فى رواية السيد مكانهما: و توسدعت الوراء كالوزغ و مستك الهناة و النزغ ...
َو الوراء بمعنى خلف .
(882)
َو الهناة : الشدة و الفتنة .
(883)
َ و التزغ :
(884) الطعن و الفساد.
(885)
ما كففت قائلا، و لا اءغنيت باطلا و لا خيار لى ، ليتنى مت قبل هينتى و دون زلتى
َالكف : المنع .
(886)
َ و الاغناء: الصرف و الكف ، يقال : اغن عنى شرك ... اءى
اصرفه و كفه ،
(887) و به فسر قوله سبحانه : (انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا)
(888)
َ و فى رواية السيد: و لا اءغنيت طائلا... و هو اءظهر، قال
الجوهرى : يقال : هذا اءمر لا طائل فيه اذا لم يكن فيه غناء و مزية .
(889)
فالمراد بالغناء: النفع
(890) و يقال : ما يغنى عنك هذا... اءى ما يجديك و ما ينفعك
(891)
َ و الهينة - بالفتح -: العادة فى الرفق و السكون ،
(892) و يقال : امش على هينتك ... اءى على رسلك ،
(893) اءى ليتنى مت قبل هذا اليوم الذى لابد لى من الصبر على ظلمهم ، و
لا محيص لى عن الرفق
َ و الزلة - بفتح الزاى - كما فى النسخ : الاسم
(894) من قولك : زللت فى طين اءو منطق : اذا زلقت ،
(895) و يكون بمعنى السقطة ،
(896) و المراد بها عدم القدرة على دفع الظلم ، و لو كانت الكلمة بالذال
المعجمة كان اءظهر و اءوضح ، كما فى رواية السيد، فان فيها:
َو الهفتاه !
(897) ليتنى مت قبل ذلتى ، و دون هينتى ، عذيرى الله منك عاديا، و منك
حاميا...
َ العذير: بمعنى العاذر
(898) كالسميع ، اءو بمعنى العذر
(899)
كالاليم
َ و قولها: منك ... اءى من اءجل الاساءة اليك و ايذائك
َ و عذيرى الله ... مرفوعان بالابتدائية و الخبرية
َ و عاديا... اما من قولهم : عدوت فلانا من الامر... اءى
صرفته عنه ،
(900) و يحتمل اءن يكون اعانتى و الذب عنى ، و الحماية عن الرجل : الدفع
عنه ،
(901) و يحتمل اءن يكون عذيرى منصوبا - كما هو الشايع فى هذه الكلمة -، و
(لله ) مجرورا بالقسم ، يقال : عذيرك من فلان ... اءى هات من يعذرك فيه ، و منه قول
اميرالمؤ منين عليه السلام حين نظر الى ابن ملجم لعنه الله : عذيرك من خليلك من
مراد...،
(902) و الاول اءظهر
َ ويلاى الى ربى ، اللهم اءنت اءشد قوة و حولا و اءحد باءسا
و تنكيلا... .
قال الجوهرى : ويل : كلمة مثل : ويح ، الا انها كلمة عذاب يقال : ويله و ويلك و
ويلى ، و فى الندبة ويلاه .
(903) و لعله جمع فيها بين الف الندبة و ياء المتكلم ، و يحتمل اءن يكون
بصيغة التثنية فيكون مبتداء و الظرف خبره و المراد به تكرر الويل .
و فى رواية السيد: ويلاه فى كل شارق ، ويلاه فى كل غارب ، ويلاه ! مات العمد و ذل
العضد... الى قولها عليهاالسلام اللهم اءنت اءشد قوة و بطشا
َ و الشارق : الشمس ... اءى عند كل شروق و طلوع صباح كل يوم
. قال الجوهرى :
(904) الشرق : المشرق ، و الشرق : الشمس يقال طلع الشرق و لا اتيك ما ذر
شارق ... و شرقت الشمس تشرق شروقا و شرقا - اءيضا - اءى طلعت ، و اشرقت اءى ...
اضاءت
َ و العمد - بالتحريك و بضمتين - جمع العمود
(905) و لعل المراد هنا ما يعتمد عليه فى الامور
َ و للشكوى : الاسم من قولك : شكوت فلانا شكاية
(906)
َ و العدوى : طلبك الى وال لينقتم لك ممن ظلمك
(907)
َ و الحول : القوة و الحيلة و الدفع و المنع ،
(908) و الكل هنا محتمل
َو الباءس : العذاب .
(909)
َ و التنكيل : العقوبة ، و جعل الرجل نكالا
(910) و عبرة لغيره
(911)
َ الويل لشانئك ... اءى العذاب ، و الشر
(912) لمبغضك ، و الشناءة : البغض
(913)
و فى رواية السيد: لمن اءحزنك
َ و نهنهت الرجل عن الشى ء فتنهنه ... اءى كففته و زجرته فكف
(914)
َ و الوجد: الغضب
(915) اءى امنع نفسك عن غضبك .
و فى بعض النسخ : تنهنهى ، و هو اءظهر
َ و الصفوة - مثلثه -
(916) خلاصة الشى ء و خياره
(917)
َ و الونى - كفتى - الضعف و الفتور و الكلال ، و الفعل -
كوقى - يقى
(918)... اءى ما عجزت عن القيام بما اءمرنى به ربى و ما تركت ما دخل تحت
قدرتى
َ و البلغة - بالضم - ما يتبلغ
(919) به من العيش
(920)
و الضامن و الكفيل للرزق هو الله تعالى ، و ما اءعد لها هو ثواب الاخرة
َ و الاحتساب : الاعتداد، و يقال لمن ينوى وجه الله تعالى :
احتسبه
(921)... اءى اصبرى و ادخرى ثوابه عندالله تعالى
َ و فى رواية السيد: فقال لها اءميرالمؤ منين عليه السلام :
لا ويل لك بل الويل لمن اءحزنك ، نهنهى عن وجدك يا بنية الصفوة ، و بقية النبوة ،
فماونيت عن حظك ، و لا اءخطاءت فقد ترين مقدرتى ،
(922) فان ترزى حقك فرزقك مضمون ، و كفيلك ماءمون ، و ما عندالله خير لك
مما قطع عنك .
فرفعت يدها الكريمة فقالت : رضيت و سلمت
َ قال فى القاموس : رزاءه ماله كجعله و عمله رزاء - بالضم -:
اءصاب منه شيئا.
(923)
اءقول : روى الشيخ
(924) كلامها الاخير مع جوابه قريبا مما رواه السيد، و لنذكره بسنده :
9 - قال اءخبرنا محمد
(925) بن اءحمد بن شاذان ، عن
(926) محمد بن على بن المفضل ،
(927) عن محمد بن على بن معمر،
(928) عن محمد بن الحسين الزيات ،
(929) عن اءحمد بن محمد، عن اءبان بن عثمان ،
(930)
عن اءبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد علهيماالسلام قال :
لما انصرفت فاطمة عليهاالسلام من عند اءبى بكر اءقبلت على اءميرالمؤ منين عليه
السلام .
فقالت له :
(931) يابن اءبى طالب ! اشتملت مشيمة الجنين ، و قعدت حجرة الظنين ، نقضت
قادمة الاجدل ، فخانك ريش الاعزل ، هذا ابن اءبى قحافة قد ابتزنى نحيلة اءبى و
بليغة ابنى ، والله لقد اءجد فى ظلامتى ،
(932) و اءلد فى خصامى ، حتى منعتنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت
الجماعة دونى طرفها، فلا مانع و لا دافع ، خرجت - والله - كاظمة ، و عدت راغمة ، و
ليتنى لاخيار
(933) لى ، ليتنى مت قبل ذلك
(934) مت قبل ذلتى !
(935) و توفيت قبل منيتى ! عذيرى فيك الله حاميا، و منك عاديا، ويلاه فى
كل شارق ! ويلاه ! مات المعتمد و وهن العضد! شكواى الى ربى ، و عدواى الى اءبى ،
اللهم اءنت اءشد قوة .
فاءجابها اءميرالمؤ منين عليه السلام : لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، نهنهى من
غربك
(936) يا بنت الصفوة و بقية النبوة ، فوالله ماونيت فى دينى ، و لا
اءخطاءت مقدورى ، فان كنت ترزئين البلغة فرزقك مضمون ، و لعيلتك ماءمون ، و ما اءعد
لك خير مما قطع عنك ، فاحتسبى .
فقالت : حسبى الله و نعم الوكيل .
و لندفع الاشكال الذى فلما لا يخطر بالبال عند سماع هذا الجواب و السؤ ال ، و هو:
اءن اعتراض فاطمة عليهاالسلام على اءميرالمؤ منين عليه السلام فى ترك التعرض
للخلافة ، و عدم نصرتها، و تخطئته فيهما - مع علمها بامامته ، و وجوب اتباعه و
عصمته ، اءنه لم يفعل شيئا الا بامره تعالى و وصيته الرسول صلى الله عليه و آله -
مما ينافى عصمتها و جلالتها.
فاءقول : يمكن اءن يجاب عنه : باءن هذه الكلمات صدرت منها عليهاالسلام لبعض المصالح
، و لم تكن واقعا منكرة لما فعله ، بل كانت راضية ، و انما كان غرضها اءن يتبين
للناس قبح اءعمالهم و شناعة اءفعالهم ، و اءن سكوته عليه السلام ليس لرضاه بما
اءتوا به .
و مثل هذا كثيرا ما يقع فى العادات و المحاورات ، كما اءن ملكا يعاتب بعض خواصه فى
اءمر بعض الرعايا، مع علمه ببراءته من جنايتهم ، ليظهر لهم عظم جرمهم ، و اءنه مما
استوجب به اءخص الناس بالملك منه المعاتبة .
و نظير ذلك ما فعله موسى عليه السلام - لما رجع الى قومه غضبان اسفا - من القائه
الالواح ، و اءخذه براءس اءخيه يجره اليه - و لم يكن غرضه الانكار على هارون ، بل
اءراد بذلك اءن يعرف القوم عظم جنايتهم ، و شدة جرمهم ، كما مر الكلام فيه .
(937)
و اءما حمله على اءن شدة الغضب و الاسف و الغيظ حملتها على ذلك - مع علمها بحقية ما
ارتكبه عليه السلام - فلا ينفع فى دفع الفساد، و ينافى عصمتها و جلالتها التى عجزت
من ادراكها اءحلام العباد.
بقى هاهنا اشكال آخر، و هو:
اءن طلب الحق و المبالغة فيه و ان لم يكن منافيا للعصمة ، لكن زهدها صلوات الله
عليها، و تركها للدنيا، و عدم اعتدادها بنعيمها و لذاتها، و كمال عرفانها و يقينها
بفناء الدنيا، و توجه نفسها القدسية ، و انصراف همتها العالية دائما الى اللذات
المعنوية و الدرجات الاخروية ، لا تناسب مثل هذا الاهتمام فى اءمر فدك ، و الخروج
الى مجمع الناس ، و المنازعة مع المنافقين فى تحصيله .
و الجواب عنه منه وجهين :
الاول : اءن ذلك لم يكن مخصوصا لا، بل كان اءولادها البررة الكرام مشاركين لها فيه
، فلم يكن يجوز لها المداهنة و المساهلة و المحاباة و عدم المبالاة فى ذلك ، ليصير
سببا لتضييع حقوق جماعة من الائمة الاعلام و الاشراف الكرام .
نعم كان مختصا بها كان لها تركه و الزاهد فيه و عدم التاءثر من فوته .
الثانى :
(938) اءن تلك الامور لم تكن لمحبة فدك و حب الدنيا، بل كان الغرض اظهار
ظلمهم و جورهم و كفرهم و نفاقهم ، و هذا كان من اءهم اءمور الدين و اءعظم الحقوق
على المسلمين .
و يؤ يده اءنها صلوات الله عليها صرحت فى آخر الكلام حيث قالت : قلت ما قلت على
معرفة منى بالخذلة ... .
و كفى بهذه الخطبة بينة على كفرهم و نفاقهم .
و نشيد ذلك بايراد رواية بعض المخالفين فى ذلك :
10 - روى ابن اءبى الحديد -
(939) عن اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى :
اءن اءبابكر لما سمع خطبة فاطمة عليهاالسلام فى فدك شق عليه
(940)
مقالتها، فصعد المنبر فقال : اءيها الناس ! ما هذه الرعة الى كل قالة ! اءين كانت
هذه الامانى فى عهد رسول الله صلى الله عليه و آله ! اءلا من سمع فليقل ، و من شهد
فليتكلم ، انما هو ثعالة شهيدة ذنبه ، مرب بكل
(941) فتنة ، هو الذى يقول كروها جذعة بعد ما هرمت ، تستعينون بالضعفة و
تستنصرون
(942) بالنساء، كاءم طحال اءحب اهلها اليها البغى . اءلا انى لو اءشاء
اءن اءقول لقلت ، و لو قلت لبحت ، انى ساكت ما تركت .
ثم التفت الى الانصار فقال : قد بلغنى يا معاشر
(943) الانصار مقالة سفهائكم ، و اءحق من لزم عهد رسول الله صلى الله
عليه و آله و سلم اءنتم ، فقد جاءكم فآويتم و نصرتم ، اءلا و انى لست باسطا يدا و
لسانا
(944) على من لم يستحق ذلك منا... ثم نزل .
فانصرفت فاطمة عليهاالسلام الى منزلها.
ثم قال ابن اءبى الحديد:
(945) قراءت هذا الكلام على النقيب يحيى بن اءبى زيد البصرى . فقلت له :
(946) بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح .
قلت : لو صرح لم اءساءلك ؟ فضحك و قال : بعلى بن اءبى طالب عليه السلام .
قلت : اءهذا الكلام كله لعلى عليه السلام ؟! قال :
(947) نعم انه الملك يا بنى !
قلت : فما مقالة الانصار؟ قال : هتفوا بذكر على فخاف من اضطراب الامر عليه
(948) فنهاهم .
فساءلته عن غريبه
َ فقال : ما هذه الرعة
(949) - بالتخفيف - اءى : الاستماع و الاصغاء
(950)
َو القالة : القول .
(951)
َ و ثعالة : اسم للثعلب
(952) علم غير مصروف ، مثل ذؤ الة للذئب
َ و شهيده ذنبه ... اءى : لا شاهد على ما يدعى الا بعضه و
جزء منه ، و اءصله مثل ، قالوا: ان الثعلب اءراد يغرى الاسد بالذئب ، فقال : انه
اءكل الشاة التى اءعددتها لنفسك ، قال :
(953) فمن يشهد لك بذلك ؟ فرفع و عليه دم ، و كان الاسد قد افتقد الشاة ،
فقبل شهادته و قتل الذئب
َو مرب : ملازم ، اءرب : لازم
(954) بالمكان :
َ و كروها جذعة : اءعيدوها الى الحال الاولى ، يعنى الفتنة و
الهرج
َو اءم طحال : امراءة بغى فى الجاهلية ، فضرب بها المثل ، يقال :
(955) اءزنى من اءم طحال ، انتهى .
اءقول : الرعة - بالراء - كما فى نسخ الشرح ، بمعنى : الاستماع ، لم نجده فى كلام
اللغويين ،
(956) و يمكن اءن يكون بالدال المهملة بمعنى السكون ،
(957) و يكون الغلط من النساخ ، و يكون تفسير النقيب بيانا لحاصل المعنى
11 - و روى
(958) اءيضا عن اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى ، عن هشام بن محمد، عن اءبيه
قال : قالت فاطمة عليهاالسلام : ان اءم ايمن تشهد اءن رسول الله صلى الله عليه و
آله اءعطانى فدك .
|