مقدمه صحيفه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1) حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الْأَجَلُّ، نَجْمُ الدِّينِ،
بَهَاءُ الشَّرَفِ، أَبُو الْحَسَنِ:
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيٌّ الْحُسَيْنِيٌّ - رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(2) قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ السَّعِيدُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ، الْخَازِنُ لِخِزَانَةِ مَوْلانَا أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِى شَهْرِ
رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قِرَاءَةً
عَلَيْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ.
(3) قَالَ: سَمِعْتُهَا عَنِ الشَّيْخِ الصَّدُوقِ، أَبِى مَنْصُورٍ: مُحَمَّدِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيِّ الْمُعَدِّلِ
- رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ أَبِى الْمُفَضَّلِ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيِّ
(4) قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -
(5) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّابٍ الزَّيَّاتُ
سَنَةَ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ
(6) قَالَ: حَدَّثَنِى خَالِى: عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمُ
(7) قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّلٍ الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ عَنْ
أَبِيهِ: مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ.
(8) قَالَ: لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَ
هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خُرَاسَانَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
(9) فَقَالَ لِى: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ قُلْتُ: مِنَ الْحَجِّ
(10) فَسَأَلَنِى عَنْ أَهْلِهِ وَ بَنِى عَمِّهِ بِالْمَدِينَةِ وَ أَحْفَى
السُّؤَالَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَأ خْبَرْتُهُ
بِخَبَرِهِ وَ خَبَرِهِمْ وَ حُزْنِهِمْ عَلَى أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -
عَلَيْهِ السَّلامُ -
(11) فَقَالَ لِى: قَدْ كَانَ عَمِّى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ
- أَشَارَ عَلَى أَبِى بِتَرْكِ الْخُرُوجِ وَ عَرَّفَهُ إِنْ هُوَ خَرَجَ وَ
فَارَقَ الْمَدِينَةَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ مَصيرُ أَمْرِهِ فَهَلْ لَقِيتَ ابْنَ
عَمِّى جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ -؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
(12) قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئا مِنْ أَمْرِى؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
(13) قَالَ: بِمَ ذَكَرَنِى؟ خَبِّرْنِى، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أُحِبُّ
أَنْ أَسْتَقْبِلَكَ بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
(14) فَقَالَ: أَ بِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِى؟ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ، فَقُلْتُ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّكَ تُقْتَلُ وَ تُصْلَبُ كَمَا قُتِلَ أَبُوكَ وَ صُلِبَ
(15) فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَ قَالَ:يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ
عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ 13: 39،يَا مُتَوَكِّلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ
أَيَّدَ هَذَا الْأَمْرَ بِنَا وَ جَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَ السَّيْفَ فَجُمِعَا
لَنَا وَ خُصَّ بَنُو عَمِّنَا بِالْعِلْمِ وَحْدَهُ.
(16) فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاءَكَ إِنِّى رَأَيْتُ النَّاسَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ
جَعْفَرٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَمْيَلَ مِنْهُمْ إِلَيْكَ وَ إِلَى أَبِيكَ
(17) فَقَالَ: إِنَّ عَمِّى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ ابْنَهُ جَعْفَرا -
عَلَيْهِمَا السَّلامُ - دَعَوَا النَّاسَ إِلَى الْحَيَاةِ وَ نَحْنُ
دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْمَوْتِ
(18) فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ هُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟
فَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ مَلِيّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ: كُلُّنَا لَهُ
عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّ مَا نَعْلَمُ، وَ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا
يَعْلَمُونَ
(19) ثُمَّ قَالَ لِى: أَ كَتَبْتَ مِنِ ابْنِ عَمِّى شَيْئا؟ قُلْتُ: نَعَمْ
(20) قَالَ: أَرِنِيهِ فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ وُجُوها مِنَ الْعِلْمِ وَ أَخْرَجْتُ
لَهُ دُعَاءً أَمْلاهُ عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَ
حَدَّثَنِى أَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ -
أَمْلاهُ عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ دُعَاءِ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ
(21) فَنَظَرَ فِيهِ يَحْيَى حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِ، وَ قَالَ لِى: أَ
تَأْذَنُ فِى نَسْخِهِ؟ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَسْتَأْذِنُ
فِيمَا هُوَ عَنْكُمْ؟
(22) فَقَالَ:
أَمَا لَأُخْرِجَنَّ إِلَيْكَ صَحِيفَةً مِنَ الدُّعَاءِ الْكَامِلِ مِمَّا
حَفِظَهُ أَبِى عَنْ أَبِيهِ وَ إِنَّ أَبِى أَوْصَانِى بِصَوْنِهَا وَ مَنْعِهَا
غَيْرَ أَهْلِهَا.
(23) قَالَ عُمَيْرٌ:
قَالَ أَبِى: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَ قُلْتُ لَهُ: وَ اللَّهِ
يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّى لَأَدِينُ اللَّهَ بِحُبِّكُمْ وَ طَاعَتِكُمْ،
وَ إِنِّى لَأَرْجُو أَنْ يُسْعِدَنِى فِى حَيَاتِى وَ مَمَاتِى بِوَلايَتِكُمْ
(24) فَرَمَى صَحِيفَتِىَ الَّتِى دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ إِلَى غُلامٍ كَانَ مَعَهُ
وَ قَالَ: اكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ بِخَطٍّ بَيِّنٍ حَسَنٍ وَ اعْرِضْهُ عَلَيَّ
لَعَلِّى أَحْفَظُهُ فَإِنِّى كُنْتُ أَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَرٍ - حَفِظَهُ اللَّهُ
- فَيَمْنَعُنِيهِ.
(25) قَالَ مُتَوَكِّلٌ فَنَدِمْتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ وَ لَمْ أَدْرِ مَا
أَصْنَعُ، وَ لَمْ يَكُنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - تَقَدَّمَ
إِلَيَّ أَلا أَدْفَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.
(26) ثُمَّ دَعَا بِعَيْبَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً مُقْفَلَةً
مَخْتُومَةً فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ وَ قَبَّلَهُ وَ بَكَى، ثُمَّ فَضَّهُ وَ
فَتَحَ الْقُفْلَ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ
أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ.
(27) وَ قَالَ: وَ اللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ لَوْ لا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ
عَمِّى إِنَّنِى أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَ لَكُنْتُ
بِهَا ضَنِينا.
(28) وَ لَكِنِّى أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ أَخَذَهُ عَنْ آبَائِهِ وَ أَنَّهُ
سَيَصِحُّ فَخِفْتُ أَنْ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا الْعِلْمِ إِلَى بَنِى أُمَيَّةَ
فَيَكْتُمُوهُ وَ يَدَّخِرُوهُ فِى خَزَائِنِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ.
(29) فَاقْبِضْهَا وَ اكْفِنِيهَا وَ تَرَبَّصْ بِهَا فَإِذَا قَضَى اللَّهُ مِنْ
أَمْرِى وَ أَمْرِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاضٍ فَهِىَ أَمَانَةٌ لِى
عِنْدَكَ حَتَّى تُوصِلَهَا إِلَى ابْنَيْ عَمِّي: مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ
ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا
السَّلامُ - فَإِنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِى هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي.
(30) قَالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَقَبَضْتُ الصَّحِيفَةَ فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ
زَيْدٍ صِرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ
السَّلامُ - فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى، فَبَكَى وَ اشْتَدَّ وَجْدُهُ
بِهِ.
(31) وَ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ عَمِّى وَ أَلْحَقَهُ بِآبَائِهِ وَ
أَجْدَادِهِ.
(32) وَ اللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ مَا مَنَعَنِى مِنْ دَفْعِ الدُّعَاءِ إِلَيْهِ
إِلا الَّذِى خَافَهُ عَلَى صَحِيفَةِ أَبِيهِ، وَ أَيْنَ الصَّحِيفَةُ؟ فَقُلْتُ
هَا هِىَ، فَفَتَحَهَا وَ قَالَ: هَذَا وَ اللَّهِ خَطُّ عَمِّى زَيْدٍ وَ دُعَاءُ
جَدِّى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ -
(33) ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ: قُمْ يَا إِسْمَاعِيلُ فَأْتِنِى بِالدُّعَاءِ الَّذِى
أَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَ صَوْنِهِ، فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً
كَأَنَّهَا الصَّحِيفَةُ الَّتِى دَفَعَهَا إ لَيَّ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ
(34) فَقَبَّلَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ قَالَ:
هَذَا خَطُّ أَبِى وَ إِمْلاءُ جَدِّى - عَلَيْهِمَا السَّلامُ - بِمَشْهَدٍ
مِنِّى.
(35) فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَعْرِضَهَا مَعَ
صَحِيفَةِ زَيْدٍ وَ يَحْيَى؟ فَأَذِنَ لِى فِى ذَلِكَ وَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُكَ
لِذَلِكَ أَهْلا
(36) فَنَظَرْتُ وَ إِذَا هُمَا أَمْرٌ وَاحِدٌ وَ لَمْ أَجِدْ حَرْفا مِنْها
يُخَالِفُ مَا فِى الصَّحِيفَةِ الْأُخْرَى
(37) ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِى دَفْعِ
الصَّحِيفَةِ إِلَى ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، فَقَالَ:إِنَّ اللّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها 4: 58،نَعَمْ فَادْفَعْهَا
إِلَيْهِمَا.
(38) فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَائِهِمَا قَالَ لِى: مَكَانَكَ.
(39) ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَا فَقَالَ: هَذَا
مِيرَاثُ ابْنِ عَمِّكُمَا يَحْيَى مِنْ أَبِيهِ قَدْ خَصَّكُمْ بِهِ دُونَ
إِخْوَتِهِ وَ نَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُمَا فِيهِ شَرْطا.
(40) فَقَالا: رَحِمَكَ اللَّهُ قُلْ فَقَوْلُكَ الْمَقْبُولُ
(41) فَقَالَ: لا تَخْرُجَا بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ
(42) قَالا: وَ لِمَ ذَاكَ؟
(43) قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيْهَا أَمْرا أَخَافُهُ أَنَا
عَلَيْكُمَا.
(44) قَالا: إِنَّمَا خَافَ عَلَيْهَا حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ يُقْتَلُ.
(45) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: وَ أَنْتُمَا فَلا
تَأْمَنَّا فَوَ اللَّهِ إِنِّى لَأَعْلَمُ أَنَّكُمَا سَتَخْرُجَانِ كَمَا خَرَجَ،
وَ سَتُقْتَلانِ كَمَا قُتِلَ.
(46) فَقَامَا وَ هُمَا يَقُولانِ: لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ
الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
(47) فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: يَا
مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قَالَ لَكَ يَحْيَى إِنَّ عَمِّى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ
ابْنَهُ جَعْفَرا دَعَوَا النَّاسَ إِلَى الْحَيَاةِ وَ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى
الْمَوْتِ؟
(48) قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَدْ قَالَ لِىَ ابْنُ عَمِّكَ يَحْيَى:
ذَلِكَ
(49) فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ يَحْيَى، إِنَّ أَبِى حَدَّثَنِى عَنْ أَبِيهِ عَنْ
جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلامُ -:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - أَخَذَتْهُ نَعْسَةٌ
وَ هُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ.
(50) فَرَأَى فِى مَنَامِهِ رِجَالا يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ
يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى
(51) فَاسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - جَالِسا وَ
الْحُزْنُ يُعْرَفُ فِى وَجْهِهِ.
(52) فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِهَذِهِ الاْيَةِ:((وَ ما
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْناكَ إِلا فِتْنَةً لِلنّاسِ وَ الشَّجَرَةَ
الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيانا
كَبِيرا)) 17: يَعْنِى بَنِى أُمَيَّةَ.
(53) قَالَ: يَا جِبْرِيلُ أَ عَلَى عَهْدِى يَكُونُونَ وَ فِى زَمَنِى؟
(54) قَالَ: لا، وَ لَكِنْ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلامِ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ
بِذَلِكَ عَشْرا، ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الْإِسْلامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَ
ثَلاثِينَ مِنْ مُهَاجَرِكَ فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ خَمْسا، ثُمَّ لا بُدَّ مِنْ رَحَى
ضَلالَةٍ هِىَ قَائِمَةٌ عَلَى قُطْبِهَا، ثُمَّ مُلْكُ الْفَرَاعِنَةِ
(55) قَالَ: وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِى ذَلِكَ:((إِنّا أَنْزَلْناهُ فِى
لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)) 97: 1 - 3تَمْلِكُهَا بَنُو أُمَيَّةَ لَيْسَ فِيهَا
لَيْلَةُ الْقَدْرِ.
(56) قَالَ: فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ -
أَنَّ بَنِى أُمَيَّةَ تَمْلِكُ سُلْطَانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مُلْكَهَا طُولَ
هَذِهِ الْمُدَّةِ
(57) فَلَوْ طَاوَلَتْهُمُ الْجِبَالُ لَطَالُوا عَلَيْهَا حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ
تَعَالَى بِزَوَالِ مُلْكِهِمْ، وَ هُمْ فِى ذَلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَدَاوَتَنَا
أَهْلَ الْبَيْتِ وَ بُغْضَنَا.
(58) أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِمَا يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلُ
مَوَدَّتِهِمْ وَ شِيعَتُهُمْ مِنْهُمْ فِى أَيَّامِهِمْ وَ مُلْكِهِمْ.
(59) قَالَ:
وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ:((أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا
نِعْمَتَ اللّهِ كُفْرا وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ
يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ)) 14: 28 - 39.
(60) وَ نِعْمَةُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ
يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، وَ بُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ يُدْخِلُ النَّارَ
(61) فَأَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - ذَلِكَ إِلَى
عَلِيٍّ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ.
(62) قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: مَا خَرَجَ
وَ لا يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَى قِيَامِ قَائِمِنَا أَحَدٌ
لِيَدْفَعَ ظُلْما أَوْ يَنْعَشَ حَقّا إ لا اصْطَلَمَتْهُ الْبَلِيَّةُ، وَ كَانَ
قِيَامُهُ زِيَادَةً فِى مَكْرُوهِنَا وَ شِيعَتِنَا.
(63) قَالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هَارُونَ: ثُمَّ أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - الْأَدْعِيَةَ وَ هِىَ خَمْسَةٌ وَ سَبْعُونَ
بَابا، سَقَطَ عَنِّى مِنْهَا أَحَدَ عَشَرَ بَابا، وَ حَفِظْتُ مِنْهَا نَيِّفا وَ
سِتِّينَ بَابا
(64) وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ قَالَ: وَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ رُوزْبِهَ أَبُو بَكْرٍ الْمَدَائِنِيُّ الْكَاتِبُ نَزِيلُ
الرَّحْبَةِ فِى دَارِهِ
(65) قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُطَهَّرِيُّ
(66) قَالَ:
حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مُتَوَكِّلٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ أَبِيهِ
الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ
(67) قَالَ:لَقِيتُ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِمَا السَّلامُ -
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ إِلَى رُؤْيَا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ آلِهِ - الَّتِى ذَكَرَهَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ -
صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ -
(68) وَ فِى رِوَايَةِ الْمُطَهَّرِيِّ ذِكْرُ الْأَبْوَابِ وَ هِىَ:
1. التَّحْمِيدُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ 2. الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ 3.
الصَّلاةُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ 4. الصَّلاةُ عَلَى مُصَدِّقِى الرُّسُلِ 5.
دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَ خَاصَّتِهِ 6. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَ الْمَسَاءِ
7. دُعَاؤُهُ فِى الْمُهِمَّاتِ 8. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِعَاذَةِ 9. دُعَاؤُهُ فِى
الاشْتِيَاقِ 10. دُعَاؤُهُ فِى اللَّجَإِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى 11. دُعَاؤُهُ
بِخَوَاتِمِ الْخَيْرِ 12. دُعَاؤُهُ فِى الاعْتِرَافِ
13. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ الْحَوَائِجِ
14. دُعَاؤُهُ فِى الظُّلامَاتِ
15. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الْمَرَضِ
16. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِقَالَةِ
17. دُعَاؤُهُ عَلَى الشَّيْطَانِ
18. دُعَاؤُهُ فِى الْمَحْذُورَاتِ
19. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِسْقَاءِ
20. دُعَاؤُهُ فِى مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ
21. دُعَاؤُهُ إِذَا حَزَنَهُ أَمْرٌ
22. دُعَاؤُهُ عِنْدَ الشِّدَّةِ
23. دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَةِ
24. دُعَاؤُهُ لِأَبَوَيْهِ
25. دُعَاؤُهُ لِوُلْدِهِ
26. دُعَاؤُهُ لِجِيرَانِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ
27. دُعَاؤُهُ لِأَهْلِ الثُّغُورِ
28. دُعَاؤُهُ فِى التَّفَزُّعِ
29. دُعَاؤُهُ إِذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ
30. دُعَاؤُهُ فِى الْمَعُونَةِ عَلَى قَضَاءِ الدَّيْنِ
31. دُعَاؤُهُ بِالتَّوْبَةِ
32. دُعَاؤُهُ فِى صَلاةِ اللَّيْلِ
33. دُعَاؤُهُ فِى الاسْتِخَارَةِ
34. دُعَاؤُهُ إِذَا ابْتُلِىَ أَوْ رَأَى مُبْتَلًى بِفَضِيحَةٍ بِذَنْبٍ
35. دُعَاؤُهُ فِى الرِّضَا بِالْقَضَاءِ
36. دُعَاؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ
37. دُعَاؤُهُ فِى الشُّكْرِ
38. دُعَاؤُهُ فِى الاعْتِذَارِ
39. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ الْعَفْوِ
40. دُعَاؤُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ
41. دُعَاؤُهُ فِى طَلَبِ السَّتْرِ وَ الْوِقَايَةِ
42. دُعَاؤُهُ عِنْدَ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ
43. دُعَاؤُهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلالِ
44. دُعَاؤُهُ لِدُخُوْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ
45. دُعَاؤُهُ لِوَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ
46. دُعَاؤُهُ فِى عِيدِ الْفِطْرِ وَ الْجُمُعَةِ
47. دُعَاؤُهُ فِى يَوْمِ عَرَفَةَ
48. دُعَاؤُهُ فِى يَوْمِ الْأَضْحَى وَ الْجُمُعَةِ
49. دُعَاؤُهُ فِى دَفْعِ كَيْدِ الْأَعْدَاءِ
50. دُعَاؤُهُ فِى الرَّهْبَةِ
51. دُعَاؤُهُ فِى التَّضَرُّعِ وَ الاسْتِكَانَةِ
52. دُعَاؤُهُ فِى الْإِلْحَاحِ
53. دُعَاؤُهُ فِى التَّذَلُّلِ
54. دُعَاؤُهُ فِى اسْتِكْشَافِ الْهُمُومِ
(69) وَ بَاقِى الْأَبْوَابِ بِلَفْظِ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ -
رَحِمَهُ اللَّهُ -
(70) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ
(71) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّابٍ الزَّيَّاتُ
(72) قَالَ حَدَّثَنِى خَالِى عَلِيُّ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمُ
(73) قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّلٍ الثَّقَفِيُّ الْبَلْخِيُّ عَنْ
أَبِيهِ مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ
(74) قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ سَيِّدِى الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ
(75) قَالَ: أَمْلَى جَدِّى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى أَبِى مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ - عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلامُ - بِمَشْهَدٍ مِنِّى.
مقدمه صحيفه سجاديه
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث كرد(2)
ما را سيد بزروگوار نجم الدين بهاء الشرف ابوالحسن محمد ابن حسن ابن احمد بن على بن
محمد بن عمر بن يحيى العلوى الحسينى رحمة الله
(3) گفت: خبر داد ما را شيخ سعيد ابوعبدالله محمد بن احمد بن شهريار
خزينه دار مولانا اميرالمؤمنين على بن ابى طالب (عليه السلام) در ماه ربيع الاول
سال پانصد و شانزده، بر او مى خواندم و من مى شنيدم.
گفت: شنيدم آن را هنگام قرائت بر شيخ صدوق ابى منصور محمد بن محمد بن احمد بن
عبدالعزيز عكبرى المعدل رحمه الله
(4) از ابى المفضل محمد بن عبدالله بن مطلب شيبانى،(5)
گفت: حديث كرد مرا شريف ابوعبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن بن حسن بن
اميرالمؤمنين على بن ابى طالب (عليه السلام)،(6)
گفت: حديث كرد ما را عبدالله بن عمر بن خطاب الزيات به سال دويست و شصت و پنج،
(7) گفت: حديث كرد مرا خال من على بن نعمان اعلم. گفت: حديث كرد مرا
عمير بن متوكل الثقفى البلخى از پدرش متوكل بن هارون،(8)
گفت: ديدم يحيى بن زيد بن على (عليه السلام) را، و و پس از كشته شدن پدرش به خراسان
مى رفت. بر او سلام كردم پرسيد: از كجا مى آيى؟ گفتم: از حج،، از كسان و پسر عمان
خويش كه در مدينه اند حال بپرسيد و در سؤ ال از حال جعفر بن محمد (عليه السلام)
مبالغه كرد، خبر او و ايشان را گفتم و اندوه آنان را در مصيبت پدرش زيد پدر يحيى بن
على بيان كردم، يحيى گفت: عم من محمد بن على باقر (عليه السلام) كجا شد آيا پسرعم
من جعفر بن محمد (عليهما السلام) را ديدار كردى؟ گفتم: آرى، گفت: آيا شنيدى درباره
من سخنى به زبان آرد. گفتم: آرى، گفت: چه فرمود؟ گفتم فداى تو شوم دوست ندارم آن چه
از او شنيدم پيش روى شما بگويم. تبسمى كرد و گفت: آيا مرا از مرگ مى ترسانى؟ هر چه
شنيدى باز گوى.
گفتم: شنيدم كه مى فرمود: تو را مى كشند و به دار مى آويزند چنان كه پدرت را كشتند
و به دار آويختند. رنگ رويش بگرديد و گفت: يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام
الكتاب يعنى: خداى هر چه را خواهد محو كند و هر چه را بخواهد اثبات مى كند و كتاب
بزرگ نزد اوست.(9)
اى متوكل، خداى عز و جل اين امر را به ما تاءكيد فرمود: و به ما هم دانش و هم
شمشير، هر دو با هم و عموزادگان ما را دانش داد و پس گفتم: فداى تو شوم مردم را مى
بينم كه به پسر عم تو جعفر (عليه السلام) راغب ترند از تو و پدرت. گفت: عم من محمد
بن على و پسرش جعفر (عليهما السلام) مردم را به زندگى مى خواندند و ما آنها را به
زندگى مى خوانيم. گفتم: يابن رسول الله صلى الله عليه وَ آلِهِ و سلم آيا آن ها
داناترند يا شما؟
زمانى سر به زير افكند، آنگاه سر برآورد و گفت: همه ما داناييم و آن گاه گفت: آيا
از گفته هاى پسر عم من جعفر چيزى نوشتى؟ گفتم: آرى، گفت: به من باز نماى! مسائلى
چند كه نوشته بودم بيرون آوردم. از جمله دعايى بود كه حضرت اباعبدالله (عليه
السلام) بر من املا فرموده، و گفت: پدرش محمد بن على (عليه السلام) بر او املا كرده
است و از دعاهاى على بن الحسين (عليه السلام) است از صحيفه كامله.
يحيى در آن دعا نگريست از اول تا آخر و گفت: آيا اذن مى دهى از آن نسخه برگيرم،
گفتم: يابن رسول الله اين چيزى است از ناحيت شما به ما رسيده است، آيا براى آن اذن
بايد گرفت؟ پس فرمود: اكنون صحيفه اى از دعاى كامل براى تو بيرون آرم كه پدرم از
پدرش فرا گرفت و مرا فرمود نگاه دارم و به غير اهل نسپارم، عمير گفت: پدرم گفت:
برخاستم و سر او را بوسه دادم و گفتم: يابن رسول الله دين من دوستى و طاعت شما است،
و اميدوارم همين مرا تا زنده ام پس از مرگ سعادتمند گرداند. پس آن صفحه كاغذ كه من
به او داده بودم سوى غلامى كه همراه او بود افكند و گفت: اين دعا را به خطى روشن و
نيكو بنويس و بر من عرضه دار، شايد آن را بر كنيم كه آن را از جعفر حفظه الله مى
خواستم و به من نمى داد.
متوكل گفت: من از كرده پشيمان شدم و ندانستم چه كنم و حضرت ابى عبدالله (عليه
السلام) پيش از اين نفرمود آن را به كسى ندهم.(10)
آن گاه يحيى صندوقچه اى خواست آوردند و از آن صحيفه اى قفل كرده و مهر زده بيرون
آورد(11)
و در مهر آن نگريست و بوسيد و بگريست و مهر را بشكست و قفل را بگشود و صحيفه را باز
كرد و بر ديده نهاد و بر روى كشيد و گفت: اى متوكل، به خدا سوگند، اگر گفته پسرعمم
نبود كه گفتى من كشته و به دار آويخته مى شوم، اين صحيفه را به تو نمى دادم و بر آن
بخل مى ورزيدم، لكن من مى دانم كه گفتار او راست است، از پدران ما به او رسيده و به
زودى سخن او درست آيد و ترسيدم چنين عليمى به دست بنى اميه لعنهم الله بيفتد و
پنهان كند و در خزائن خود نگهدارند، پس آن را بگير و مرا از انديشه آن آسوده ساز و
منتظر باش تا حكم خداوند درباره من و اينان به انجام رسد. اين صحيفه نزد تو به
امانت باشد و به دو پسر عم من محمد و ابراهيم و پسران عبدالله بن حسن بن حسن بن على
(عليهما السلام) برسان كه در امامت جانشين من هستند.
متوكل گفت: پس صحيفه را گرفتم و چون يحيى بن زيد كشته شد به مدينه رفتم و خدمت ابى
عبدالله (عليه السلام) رسيدم، و خبر يحيى باز گفتم ، بگريست و اندوهش افزون گشت و
گفت: خداى پسرعم مرا رحمت كند و او را به آباء و اجدادش ملحق گرداند، به خدا سوگند
كه مرا از دادن دعا به يحى باز نداشت مگر هم آن چه او بر صحيفه پدرش مى ترسيد،
اكنون آن صحيفه كجا است؟ گفتم: اين است، آنرا بگشود و گفت: به خدا قسم كه اين خط عم
من زيد و دعاى جد من على بن الحسين (عليه السلام) است.
آنگاه فرزند خويش را گفت: اى اسماعيل برخيز و آن دعا كه تو را دستور دادم حفظ كنى و
نگهدارى، بياور!
اسماعيل برخاست و صحيفه را آورد مانند همان صحيفه كه يحيى بن زيد به من داده بود.
ابوعبدالله (عليه السلام) آن را بوسيد و بر چشم خود نهاد و گفت: اين خط پدر من است
و املاى جد من (عليهما السلام) در حضور من. گفتم: يابن رسول الله دستورى هست آن را
با صحيفه زيد و يحيى مقابله كنم؟ اذن داد و گفت: تو را سزاوار آن ديدم، پس من در آن
نگريستم، هر دو يكى بود و يك حرف آن را بر خلاف ديگرى نيافتم، آن گاه از ابى
عبدالله دستورى خواستم كه صحيفه اول را بر دو فرزند عبدالله بن حسن برسانم.
فرمود: ان الله ياءمركم اءن تؤ دّوا الامانات الى اءهلها
آرى! صحيفه را به آن ها ده و چون برخاستم كه به ديدار آن ها روم، فرمود:: بر جاى
باش و كس نزد محمد و ابراهيم فرستاد، حاضر آمدند و گفت: اين ميراث پسر عم شما يحيى
است از پدرش، آن را مخصوص شما گردانيده و از برادران خود دريغ داشته است، بگيريد
اما من بر شما شرطى دارم، گفتند: رحمات الله بفرماى كه فرمان شما پذيرفته است.
فرمود: اين صحيفه را از مدينه بيرون نبريد، گفتند: براى چه؟ فرمود: پسر عم شما بر
آن ترسيد از چيزى كه من هم بر شما از همان مى ترسم.
گفتند: شما هم ايمن نباشيد، به خدا سوگند كه من مى دانم شما مانند او خروج مى كنيد
و كشته مى شويد.
ايشان برخاستند و لا حول و لا قوة الا بالله گويان
بيرون رفتند.(12)
ابوعبدالله (عليه السلام) به من گفت: اى متوكل يحيى با تو چه گفت: عم من محمد بن
على و پسرش جعفر مردم را به زندگى مى خواندند و ما آنها را سوى مرگ مى خوانيم؟
گفتم: آرى، اصلحك الله پسر عمت يحيى به من چنين گفت؛
آن حضرت فرمود: خداى رحمت كند يحيى را، پدر من حديث كرد مرا از پدرش و از جدش از
على (عليه السلام) كه رسول خددا صلى الله عليه وَ آلِهِ و سلم را بر منبر حال خلسه
و انصرافى دست داد(13)
در آن حال مردانى ديد مانند بوزينه بر منبر او مى جهند و مردم را كه روى بر منبر
دارند به پشت مى گردانند، رسول خدا(صلى الله عليه و آله و سلم)راست بنشست و اندوه
در چهره او هويدا بود، جبرئيل اين آيت را آورد: وَ ما
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْناكَ إِلا فِتْنَةً لِلنّاسِ(14)
وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ
إِلا طُغْيانا كَبِيرا)).
و مقصود از شجره ملعونه بنى اميه است. پيغمبر گفت: آيا اينان به عهد من و در زمان
من باشند؟ جبرئيل گفت: نه و لكن آسياى اسلام تا ده سال از هجرت تو بر مى گردد و پس
از آن باز مى گردد تا بيست و پنج سال از هجرت تو و پنج سال يعنى باز همچنان باشد،
آن گاه آسياى ضلالت به گردش آيد كه بر قطب خود پايدار بود و از آن پس ملك فرعون ها
باشد(15)
و امام صادق (عليه السلام) فرمود: خداوند درباره دولت آن ها اين آيات را فرستاد:
انا انزلناه فى ليلة القدر و ما ادريك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر.
شب قدر بهتر از هزار ماه است كه بنى اميه در آن پادشاهى كنند(16)
اگر در آن هزار ماه شب قدر نباشد و فرمود: خداوند پيغمبر خود را آگاه گردانيد كه
بنى اميه پادشاهى امت را به دست آرند و در اين مدت فرمانروا باشند، اگر كوه ها بر
آنان سر كشند دشمنى و كينه ما اهل بيت را در دل مى پرورانند و خداوند پيغمبرش را
خبر داد كه خاندان او و دوستان و پيروان ايشان در روزگار ملك بنى اميه چه شكنجه ها
خواهند كشيد، باز امام صادق (عليه السلام) فرمود: خداوند درباره ايشانفرستاد:
الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا و احلوا قومهم دار
البوار جهنم يصلونها و بئس القرار.
نعمت خدا محمد خاندان اويند (صلوات الله عليهم اجمعين) دوستى ايشان ايمان است و
دوستدار را به بهشت در آورد و دشمنى ايشان كفر است و نفاق و دشمن را به آتش برد.
پيغمبر خدا(صلى الله عليه و آله و سلم)اين راز با على (عليه السلام) و خاندان او
باز گفت.
متوكل گويد: آن گاه ابوعبدالله (عليه السلام) گفت: هيچ يك از خاندان ما براى دفع
ستم يا اقامه حق پيش از قيام قائم خروج نكرده و نخواهد كرد، مگر از پاى در آيد و
فتار و شكنجه و آزار ما و شيعيان ما را بيشتر گرداند.
متوكل بن هارون گفت: پس از آن ابوعبدالله (عليه السلام) دعاها را املاء فرمود: و آن
ها هفتاد و پنج باب است
(17) يازده باب از دست رفت و چند باب را نگاه داشتم.
حديث كرد ما را ابوالفض،(18)
گفت: حديث كرد مرا محمد بن حسن بن روزبه
(19) ابوبكر مدائنى كاتب ساكن رحبه
(20) در سراى خود گفت : حديث كرد مرا محمد ابن احمد بن مسلم مطهرى.
گفت: حديث كرد مرا پدرم از عمير بن متوكل بلخى از پدرش متوكل بن هارون گفت: ملاقات
كردم يحيى بن زيد بن على را و همين حديث را بالتمام نقل كرد تا رؤ ياى پيغمبر(صلى
الله عليه و آله و سلم)كه جعفر بن محمد (عليهما السلام) از پدرانش روايت كرده، و در
روايت مطهرى ابواب را به خصوص ذكر كرده است كه عبارتند از:
1- سپاس خداوند جل و اعلا.
2- درود بر محمد و آل محمّد او.
3- درود بر حاملان عرش.
4- درود بر مؤمنين به پيغمبران.
5- دعاى درباره خود و كسان خود.
6- دعاى هنگام صبح و شام.
7- دعاى در حوائج مهمه.
8- دعاى در پناه بردن به خدا.
9- دعاى در اظهار شوق آمرزش.
10- دعاى در التجاء به خداوند.
11- دعاى طلب عاقبت خير.
12- دعاى در اعتراف به قصور.
13- دعاى در حاجت خواستن.
14- دعاى در شكايت از ظالمان.
15- دعاى هنگام بيمارى.
16- دعاى در طلب آمرزش.
17- نفرين بر شيطان.
18- دعاى در دفع محذورات.
19- دعاى در طلب باران.
20- دعاى براى تحصيل اخلاق نيك.
21- دعاى هنگامى كه اندوهگين مى شد.
22- دعاى در سختى.
23- دعاى در طلب عافيت.
24- دعاى درباره پدر و مادر.
25- دعاى درباره فرزندانش.
26- دعاى براى همسايگان.
27- دعاى براى مرزداران.
28- دعاى در اظهار ترس و خوف.
29- دعاى هنگامى كه روزى بر او تنگ ميشد.
30- دعاى در استعانت براى اداى دين.
31- دعاى در توبه.
32- دعاى در نماز شب.
33- دعاى در استخاره.
34- دعاى وقتى كسى را مبتلا به رسوايى گناه مى ديد.
35- دعاى در رضا به قضا.
36- دعاى هنگام شنيدن رعد.
37- دعاى در شكر خداوند.
38- دعاى در عذر خواهى.
39- دعاى در طلب عفو.
40- دعاى چون ياد مرگ مى كرد.
41- دعاى در طلب ستر و محفوظ ماندن.
42- دعاى ختم قرآن.
43- دعاى هنگام ديدن ماه نو.
44- دعاى براى آمدن ماه رمضان.
45- دعاى وداع ماه رمضان.
46- دعاى عيدين فطر و جمعه.
47- دعاى روز عرفه.
48- دعاى عيد قربان و جمعه.
49- دعاى براى دفع مكر دشمنان.
50- دعاى هنگام ترس.
51- دعاى هنگام تضرع و زارى.
52- دعاى در الحاح و استرحام.
53- دعا در فروتنى.
54- دعا در طلب رفع غم.
باب هاى ديگر به لفظ اءبى عبد اللَّه حسنى رحمه اللَّه است.
حديث كرد ما را اءبو عبد اللَّه جعفر بن محمّد حسنى.
گويد: حديث كرد براى ما عبد اللَّه بن عمر بن خطاب زيّات.
گفت: حديث كرد مرا خال من على بن نعمان اعلم.
گفت: حديث كرد مرا عمير بن متوكل ثقفى بلخى، از پدرش متوكل بن هارون.
گفت: املا كرد بر من سيد من اءبو عبد اللَّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
گفت: املا كرد جد من على بن الحسين بر پدرم محمّد بن على (عليهما السلام) در حضور
من اين (اين دعاها را).
1 وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا
ابْتَدَأَ بِالدُّعَاءِ بَدَأَ بِالتَّحْمِيدِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ
الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فَقَالَ:
(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ بِلا أَوَّلٍ كَانَ
قَبْلَهُ، وَ الاْخِرِ بِلا آخِرٍ يَكُونُ بَعْدَهُ
(2) الَّذِى قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ
نَعْتِهِ أَوْهَامُ الْوَاصِفِينَ.
(3) ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِدَاعا، وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى
مَشِيَّتِهِ اخْتِرَاعا.
(4) ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إِرَادَتِهِ، وَ بَعَثَهُمْ فِى سَبِيلِ
مَحَبَّتِهِ، لا يَمْلِكُونَ تاءخيرا عَمَّا قَدَّمَهُمْ إِلَيْهِ، وَ لا
يَسْتَطِيعُونَ تَقَدُّما إِلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ.
(5) وَ جَعَلَ لِكُلِّ رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتا مَعْلُوما مَقْسُوما مِنْ رِزْقِهِ، لا
يَنْقُصُ مَنْ زَادَهُ نَاقِصٌ، وَ لا يَزِيدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زَائِدٌ.
(6) ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِى الْحَيَاةِ أَجَلا مَوْقُوتا، وَ نَصَبَ لَهُ أَمَدا
مَحْدُودا، يَتَخَطَّأ هُ إِلَيْهِ بِأَيَّامِ عُمُرِهِ، وَ يَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ
دَهْرِهِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، وَ اسْتَوْعَبَ حِسَابَ عُمُرِهِ،
قَبَضَهُ إِلَى مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ، أَوْ مَحْذُورِ
عِقَابِهِ، لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى.
(7) عَدْلا مِنْهُ، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، وَ تَظاهَرَتْ آلاؤُهُ، لا يُسْأَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ.
(8) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ
عَلَى مَا أَبْلاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ، وَ أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ
نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ، لَتَصَرَّفُوا فِى مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ، وَ
تَوَسَّعُوا فِى رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ.
(9) وَ لَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى
حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ فَكَانُوا كَمَا وَصَفَ فِى مُحْكَمِ كِتَابِهِ:((إِنْ هُمْ
إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا.))
(10) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا عَرَّفَنَا مِنْ نَفْسِهِ، وَ أَلْهَمَنَا
مِنْ شُكْرِهِ، وَ فَتَحَ لَنَا مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيَّتِهِ، وَ
دَلَّنَا عَلَيْهِ مِنَ الْإِخْلاصِ لَهُ فِى تَوْحِيدِهِ، وَ جَنَّبَنَا مِنَ
الْإِلْحَادِ وَ الشَّكِّ فِى أَمْرِهِ.
(11) حَمْدا نُعَمَّرُ بِهِ فِيمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ نَسْبِقُ بِهِ مَنْ
سَبَقَ إِلَى رِضَاهُ وَ عَفْوِهِ.
(12) حَمْدا يُضِى ءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ، وَ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا
بِهِ سَبِيلَ الْمَبْعَثِ، وَ يُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ
الْأَشْهَادِ، يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ،
يَوْمَ لا يُغْنِى مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئا وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ.
(13) حَمْدا يَرْتَفِعُ مِنَّا إِلَى أَعْلَى عِلِّيِّينَ فِى كِتَابٍ مَرْقُومٍ
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ.
(14) حَمْدا تَقَرُّ بِهِ عُيُونُنَا إِذَا بَرِقَتِ الْأَبْصَارُ، وَ تَبْيَضُّ
بِهِ وُجُوهُنَا إِذَا اسْوَدَّتِ الْأَبْشَارُ.
(15) حَمْدا نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِيمِ نَارِ اللَّهِ إِلَى كَرِيمِ جِوَارِ
اللَّهِ.
(16) حَمْدا نُزَاحِمُ بِهِ مَلائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ، وَ نُضَامُّ بِهِ
أَنْبِيَاءَهُ الْمُرْسَلِينَ فِى دَارِ الْمُقَامَةِ الَّتِى لا تَزُولُ، وَ
مَحَلِّ كَرَامَتِهِ الَّتِى لا تَحُولُ.
(17) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ، وَ أَجْرَى
عَلَيْنَا طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ.
(18) وَ جَعَلَ لَنَا الْفَضِيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَكُلُّ
خَلِيقَتِهِ مُنْقَادَةٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ، وَ صَائِرَةٌ إِلَى طَاعَتِنَا
بِعِزَّتِهِ.
(19) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَاجَةِ إِلا
إِلَيْهِ، فَكَيْفَ نُطِيقُ حَمْدَهُ؟ أَمْ مَتَى نُؤَدِّى شُكْرَهُ؟ لا، مَتَى؟.
(20) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى رَكَّبَ فِينَا آلاتِ الْبَسْطِ، وَ جَعَلَ
لَنَا أَدَوَاتِ الْقَبْضِ، وَ مَتَّعَنَا بِأَرْوَاحِ الْحَيَاةِ، وَ أَثْبَتَ
فِينَا جَوَارِحَ الْأَعْمَالِ، وَ غَذَّانَا بِطَيِّبَاتِ الرِّزْقِ، وَ
أَغْنَانَا بِفَضْلِهِ، وَ أَقْنَانَا بِمَنِّهِ.
(21) ثُمَّ أَمَرَنَا لِيَخْتَبِرَ طَاعَتَنَا، وَ نَهَانَا لِيَبْتَلِىَ
شُكْرَنَا، فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِيقِ أَمْرِهِ، وَ رَكِبْنَا مُتُونَ زَجْرِهِ،
فَلَمْ يَبْتَدِرْنَا بِعُقُوبَتِهِ، وَ لَمْ يُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ، بَلْ
تَأَنَّانَا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّما، وَ انْتَظَرَ مُرَاجَعَتَنَا بِرَأْفَتِهِ
حِلْما.
(22) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى دَلَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتِى لَمْ
نُفِدْهَا إِلا مِنْ فَضْلِهِ، فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إِلا بِهَا
لَقَدْ حَسُنَ بَلاؤُهُ عِنْدَنَا، وَ جَلَّ إِحْسَانُهُ إِلَيْنَا وَ جَسُمَ
فَضْلُهُ عَلَيْنَا
(23) فَمَا هَكَذَا كَانَتْ سُنَّتُهُ فِى التَّوْبَةِ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا،
لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَ لَمْ يُكَلِّفْنَا إِلا
وُسْعا، وَ لَمْ يُجَشِّمْنَا إِلا يُسْرا، وَ لَمْ يَدَعْ لِأَحَدٍ مِنَّا حُجَّةً
وَ لا عُذْرا.
(24) فَالْهَالِكُ مِنَّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ، وَ السَّعِيدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ
إِلَيْهِ
(25) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِكُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أَدْنَى مَلائِكَتِهِ
إِلَيْهِ وَ أَكْرَمُ خَلِيقَتِهِ عَلَيْهِ وَ أَرْضَى حَامِدِيهِ لَدَيْهِ
(26) حَمْدا يَفْضُلُ سَائِرَ الْحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ.
(27) ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَكَانَ كُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ
عِبَادِهِ الْمَاضِينَ وَ الْبَاقِينَ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ
جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ، وَ مَكَانَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَدَدُهَا أَضْعَافا
مُضَاعَفَةً أَبَدا سَرْمَدا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(28) حَمْدا لا مُنْتَهَى لِحَدِّهِ، وَ لا حِسَابَ لِعَدَدِهِ، وَ لا مَبْلَغَ
لِغَايَتِهِ، وَ لا انْقِطَاعَ لِأَمَدِهِ
(29) حَمْدا يَكُونُ وُصْلَةً إِلَى طَاعَتِهِ وَ عَفْوِهِ، وَ سَبَبا إِلَى
رِضْوَانِهِ، وَ ذَرِيعَةً إِلَى مَغْفِرَتِهِ، وَ طَرِيقا إِلَى جَنَّتِهِ، وَ
خَفِيرا مِنْ نَقِمَتِهِ، وَ أَمْنا مِنْ غَضَبِهِ، وَ ظَهِيرا عَلَى طَاعَتِهِ، وَ
حَاجِزا عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَ عَوْنا عَلَى تَأْدِيَةِ حَقِّهِ وَ وَظَائِفِهِ.
(30) حَمْدا نَسْعَدُ بِهِ فِى السُّعَدَاءِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ، وَ نَصِيرُ بِهِ
فِى نَظْمِ الشُّهَدَاءِ بِسُيُوفِ أَعْدَائِهِ، إِنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيدٌ.