نظام نامه حكومت

محمدكاظم بن محمد فاضل مشهدى

- ۳ -


و اعلم ان طبقات لا يصلح بعضها الا ببعض و لا غنى ببغضها عن بعض: فمنها جنود الله و منها كتاب العامه و الخاصه و منها قضاء العدل و منها عمال الانصاف و الرفق و منها اهل الجزيه و الخراج من اهل الذمه و مسلمه الناس و منها التجار و اهل الصناعات و منها الطبقه السفلى من ذوى الحاجه و المسكنه و كل قد سمى الله له سهمه و وضع على حده فريضه فى كتابه او سنه نبيه- صلى الله عليه و آله و سلم- عهدا منه عندنا محفوظا.

فالجنود باذن الله: حصون الرعيه و زين الولاه و عز الدين و سبل الامن، و ليس تقوم الرعيه الا بهم. ثم لا قوام للجنود الا بما يخرج الله لهم من الخراج الذى يقوون به على جهاد عدوهم و يعتمدون عليه فيما يصلحهم و يكون من وراء حاجتهم. ثم لا قوام لهذين الصنفين الا بالصنف الثالث من القضاه و العمال و الكتاب، لما يحكمون من المعاقد و يجمعون من المنافع و يوتمنون عليه من خواص الامور و عوامها. و لا قوام لهم جميعا الا بالتجار و ذوى الصناعات، فيما يجتمعون عليه من مرافقهم و يقيمونه من اسواقهم و يكفونهم من الترفق بايديهم ما لا يبلغه رفق غير هم. ثم الطبقه السفلى من اهل الحاجه و المسكنه الذين يحق رفدهم و معونتهم. و فى الله لكل سعه و لكل على الوالى حق بقدر ما يصلحه و ليس يخرج الوالى من حقيقه ما الزمه الله من ذلك الا باهتمام و الاستعانه بالله و توطين نفسه على لزوم الحق و الصبر عليه فيما خف عليه او ثقل من جنودك انصحهم فى نفسك لله و لرسوله و لامامك، وانقاهم جيبا و افضلهم حلما، ممن يبطى على الاقوياء و ممن لا يثيره العنف و لا يقعد به الضعف. ثم الصق بذوى المروءات و الاحساب و اهل البيوتات الصالحه و السوابق الحسنه، ثم اهل النجده و الشجاعه و السخاء و السماحه، فانهم جماع من الكرم و شعب من العرف. ثم بفقد من امورهم ما يتفقد الولدان من ولدهما، و لا يتفا قمن فى نفسك شى ء قويتهم به و لا تحقرن لطفا تعاهدتهم به و ان قل، فانه داعيه لهم الى بذل النصيحه لك و حسن الظن بك. و لا تدع تفقد لطيف امورهم اتكالا على جسيمها، فان لليسير. من لطفك موضعا ينتفعون به و للجسيم موقعا لا ييتغنون عنه.

و ليكن اثر رووس جندك عندك من واساهم فى معونته و افضل عليهم من جدته، بما يسعهم و يسع من وراءهم من خلوف اهليهم، حتى يكون همهم هما واحدا فى الجهاد العدو، فان عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك و ان افضل قره عين الولاه استقامه العدل فى البلاد و ظهور موده الرعيه و انه لا تظهر مودتهم الا بسلامه صدورهم و لا تصح نصحتهم الا بحطتهم على ولاه الامور و قله استثقال دولهم و ترك استبطاء انقطاع مدتهم، فافسح فى امالهم و واصل فى حسن الثناء عليهم و تعديد ما ابلى ذوو البلاء منهم، فان كثره الذكر لحسن افعالهم تهز الشجاع و تحرض الناكل، ان شاء الله.

ثم اعرف لكل امرى منهم ما ابلى و لا تضمن بلاء امرى الخى غيره و لا تقصرن به دون غايه بلائه و لا يدعونك شرف امرى الى ان تعظم من بلائه ما كان صغيرا و لا ضعه امرى الى ان تستصغر من بلائه ما كان عظيما. و اردد الى الله و رسوله ما يضلعك من الخطوب و يشتبه عليك من الامور، فقد قال الله تعالى لقوم احب ارشادهم: "يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول و اولى الامر منكم، فان تنازعتم فى شى ء فردوده الى الله و الرسول" فالرد الى الله: الاخذ بمحكم كتابه و الرد الى الرسول: الاخذ بسنته الجامعه غير المفرقه.

ثم اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك فى نفسك، ممن لا تضيق به الامور و لا تحكمه الخصوم و لا يتمادى فى الزله و لا يحصر من الفى ء الى الحق اذا عرفه، و لا تشرف نفسه على طمع و لا يكتفى باذنى فهم دون اقصاه و اوقفهم فى الشبهات و اخذهم بالحجج و اقلهم تبرما بمراجعه الخصم و اصبرهم على تكشف الامور و اتصرمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه اطراء و لا يستيله اغراء و اولئك قليل. ثم اكثر تعاهد قضائه و افسح له فى البذل ما يزيل علته و تقل معه حاجته الى الناس. و اعطه من المنزله لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك، ليامن بذلك اغتيال الرجال له عندك. فانظر فى ذلك نظرا بليغا، فان هذا الدين قد كان اسيرا فى ايدى الاشرار، يعمل فيه الهوى و تطلب به الدنيا.

ثم النظر فى امور عمالك فاستعملهم اختيارا و لا تولهم محاباه و اثره، فانهما جماع من شعب الجور و الخيانه. و توخ منهم اهل التجربه و الحياء، من اهل البيوتات الصالحه و القدم فى الاسلام المتقدمه، فانهم اكرم اخلاقا و اصح اعراضا، فى المطامع اشراقا و ابلغ فى عواقب الامور نظرا. ثم اسبغ عليهم الارزاق، فان ذلك قوه لهم على استصلاح انفسهم و غنى لهم عن تناول ما تحت ايديهم و حجه عليهم ان خلفوا امرك او ثلموا امانتك. ثم تفقد اعمالهم و اتبعث العيون من اهل الصدق امرك او ثلموا امانتك. ثم تفقد اعمالهم و ابعث العيون من اهل الصدق و الوفاء عليهم، فان تعاهدك فى السر لامورهم حدوده لهم على استعمال الامانه و الرفق بالرعيه. و تحفظ من الاعوان، فان احد منهم بسط يده الى خيانه اجتمعت بها عليه عندك اخبار عيونك ، اكتفيت بذلك شاهدا، فبسطت عليه العقوبه فى بدنه و اخذته بما اصاب من عمله، ثم نصبته بمقام المذله و وسمته بالخيانه و قلدته عار التهمه.

و تفقد امر الخراج بما يصلح اهله، فان فى صلاحه و صلاحهم صلاحا لمن سواهم و لا صلاح لمن سواهم الا بهم، لان الناس كلهم عيال على الخراج و اهله و ليكن نظرك فى عماره الارض ابلغ من نظرك فى استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعماره و من طلب الخراج بغير عماره اخرب البلاد و اهلك العباد و لم يستقلم امره الا قليلا. فان شكوا ثقلا او عله، او انقطاع شرب او باله، او احاصه ارض اغتمرها غرق، او اجحف بها عطش، خففت عنهم بما ترجو ان يصلح به امرهم و لا يثقلن عليك شى ء خففت به الموونه عنهم. فانه ذخر يعودون به عليك فى عماره بلادك و تزيين ولايتك، مع استجلالك حسن ثنائهم و تبجحك باستفاضه العدل فيهم. معتمدا فضل قوتهم، بما ذخرت عندهم من اجمامك لهم، والثقه منهم بما عودتهم من عدلك عليهم و رفقك بهم. فربما حدث من الامور ما اذا عولت فيه عليهم من بعد احتملوه طيبه انفسهم به، فان العمران محمل ما حملته و انما يوتى خراب الارض من اعواز اهلها. و انما يعوز اهلها لاشراف انفس الولاه على الجمع و سوء ظنهم بالبقاء و قله انتفاعهم بالعبر.

ثم انظر فى حال كتابك فول على امورك خيرهم و اخصص رسائلك التى تدخل فيها مكائدك و اسرارك باجمعهم لوجوه صالح الاخلاق ممن لا تبطره الكرامه، فيجترى بها عليك فى خلافك لك بحضره ملا و لا تقصر به الغفله عن ايراد مكاتبات عمالك عليك و اصدار جواباتها على الصواب عنك، فيما ياخذ لك و يعطى منك و لا يضعف عقدا اعتقده لك و لا يعجز عن اطلاق ما عقد عليك و لا يجهل مبلغ قدر نفسه فى الامور، فان الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره اجهل. ثم لا يكن اختيارك اياهم على فراستك واستنامتك و حسن الظن منك، فان الرجال يتعرضون لفراسات الولاه بتصنعهم و حسن خدمتهم و ليس وراء ذلك من النصيحه و الامانه شى ء. و لكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك، فاعمد لاحسنهم كان فى العامه اثرا و اعرفهم بالامانه وجها. فان ذلك دليل على نصيحتك لله و لمن وليت امره. و اجعل لراس كل امر من امورك راسا منهم. لا يقهره كبيرها و لا يتشتت عليه كثيرها. و مهما كان فى كتابك من عيب فتغابيت عنه الزمته.

ثم استوص بالتجار و ذوى الصناعات و اوص بهم خيرا: المقيم منهم و المضطرب بماله و المترفق ببدنه، فانهم مواد المنافع و اسباب المرافق، وجلابها من المباعد و المطارح، فى برك و بحرك و سهلك و جبلك، و حيث لا بلتئم الناس لواضعها و لا يجترون عليها، فانهم سلم لا تخاف بائقته، و صلح لا تخشى غائلته. و تفقد امورهم بحضرتك و فى حواشى بلادك. واعلم- مع ذلك- ان فى كثير منهم ضيقا فاحشا، للعامه و عيب على الولاه. فامنع من الاحتكار، فان رسول الله- صلى الله عليه و آله و سلم- منع منه. و ليكن البيع بيعا سمحا: بموازين عدل و اسعار لا تجحف بالفريقين من البائع و المبتاع. فمن قارف حكره بعد نهيك اياه فنكل به وعاقبه فى غير اسراف.

ثم الله الله فى الطبقه السفلى من الذين لا حيله لهم، من المساكين و المحتاجين واهل البوسى و الزمنى، فان فى هذه الطبقه قانعا و معترا و احفظ لله ما استحفظك من حقه فيهم و اجعل لهم قسما من بيت مالك و قسما من غلات صوافى الاسلام فى كل بلد، فان للاقصى منهم مثل الذى للادنى، وكل قد استرعيت حقه، فلا يشغلنك عنهم بطر، فانك لا تعذر بتضييعك التافه لاحكامك الكثير المهم. فلا تشخص همك عنهم و لا تصعر خدك لهم و تفقد امور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون و تحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقلتك من اهل الخشيه و التواضع، فليرفع اليك امورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار الى الله يوم تلقاه، فان هولاء من بين الرعيه احوج الى الانصاف من غير هم و كل فاعذر الى الله فى تاديه حقه اليه. و تعهد اهل اليتم و ذوى الرقه فى السن ممن لا حيله له و لا ينصب للمساله نفسه و ذلك على الولاه ثقيل و الحق كله ثقيل و قد يخففه الله على اقوام طلبوا العاقبه فصبروا انفسهم و و ثقوا بصدق موعود الله لهم.

و اجعل لذوى الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك و تجلس لهم مجلسا عاما عاما فتتواضع فيه الله الذى خلقك و تقعد عنهم جندك و اعوانك من احراسك و شرطك، حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع، فانى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله و سلم- يقول فى غير موطن: 'لن تقدست امه لا يوخذ للضعيف فيها حقه من القوى غير متتعتع'. ثم احتمل الخرق منهم والعى. و نح عنهم الضيق و الانف يبسط الله عليك بذلك اكتاف رحمته و يوجب لك ثواب طاعته. و اعط ما اعطيت هنيئا، وامنع فى اجمال و اعذار!

ثم امر من امورك لا بد لك من مباشرتها: منها اجابه عمالك بما يعيا عنه كتابك و منها اصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك بما تحرج به صدور اعوانك. وامض لكل يوم عمله، فان لكل يوم ما فيه. و اجعل لنفسك فيما بينك و بين الله افضل تلك المواقيت و اجزل تلك الاقسام، وان كانت كلها لله اذا صلحت فيها النيه و سلمت منها الرعيه.

و ليكن فى خاصه ما تخلص به لله دينك: اقامه فرائضه التى هى له خاصه، فاعط الله من بدنك فى ليلك و نهارك و وف ما تقربت به الى الله من ذلك كاملا غير مثلوم و لا منقوص، بالغا من بدنك ما بلغ. و اذا قمت فى صلاتك للناس، فلا تكونن منفرا و لا مصيعا، فان فى الناس من به العله و له الحاجه. و قد سالت رسول الله- صلى الله عليه و آله و سلم- حين وجهنى الى اليمن كيف اصلى بهم؟ فقال: 'صل بهم كصلاه اضعفهم و كن بالمومنين رحيما'.

و اما بعد، فلا تطولن احتجابك عن رعيتك، فان احتجاب الولاه عن الرعيه شعبه من الضيق و قله علم بالامور و الاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير و يعظم الصغير و يقبح الحسن و يحسن القبيح، و يشاب الحق بالباطل. و انما الوالى بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الامور و ليستا على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب و انما انت احد رجلين: اما امرو سخت نفسك بالبذل فى الحق، ففيم احتجابك من واجب حق تعطيه، او فعل كريم تسديه! او مبتلى بالمنع، فما اسرع كف الناس عن مسالتك اذا يسوا من بذلك! مع ان اكثر حاجات الناس اليك مما لا موونه فيه عليك، من شكاه مظلمه، او طلب انصاف فى معامله.

ثم ان للوالى خاصه و بطانه، فيهم استئثار و تطاول و له انصاف فى معامله، فاحسم ماده اولئك بقطع اسباب تلك الاحوال. و لا تقطعن لاحد من حاشيتك و حامتك قطيعه و لا يطمعن منك فى اعتقاد عقده، تضر بمن يليها من الناس، فى شرب او عمل مشترك يحملون موونته على غيرهم، فيكون مهنا ذلك لهم دونك و عيبه عليك فى الدنيا و الاخره.

و الزم الحق من لزمه من القريب و البعيد و كن فى ذلك صابرا محتسبا، واقعا ذلك من قرابتك و خاصتك حيث وقع و ابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه، فان مغبه ذلك محموده.

و ان ظنت الرعيه بك حيفا فاصحر لهم بعذرك و اعدل عنك ظنونهم باصحارك، فان فى ذلك رياضه منك لنفسك و رفقا برعيتك و اعذاررا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق.

و لا تدفعن صلحا دعاك اليه عدوك و لله فيه رضى، فان فى الصلح دعه لجنودك، و راحه من همومك و امنا لبلادك و لكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فان العدو ربما قارب ليتغفل. فخذ بالحزم و اتهم فى ذلك حسن الظن. و ان عقدت بينك و بين عدوك عقده، او البسته منك ذمه، فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالامانه و اجعل نفسك جنه دون ما اعطيت فانه ليس من فرائض الله شى ء الناس اشد عليه اجتماعا، مع تفرق اهوائهم و تشتت ارائهم، من تعظيم الوفاء بالعهود. و قد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون لما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن بعهدك و لا تختلن عدوك، فانه لا يجترى على الله الا و حريما يسكنون الى متعته و يستفيضون الى جواره، فلا اذغال و لا مدالسه و لا خداع فيه و لا تعقد عقدا تجوز فيه العلل و لا تعولن على لحن قول بعد التاكيد و التوثقه. و لا يدعونك ضيق امر، لزمك فيه عهد الله، الى طلب انفساخه بغير الحق فان صبرك على ضيق امر ترجو انفراجه و فضل عاقبته، خير من غدر تخاف تبعته و ان تحيط بك من الله فيه طلبه، لا تستقبل فيها دنياك و لا آخرتك. اياك و الدماء و سفكها بغير حلها، فانه ليس شى ء ادنى لنقمه و لا اعظم لتبعه و لا احرى بزوال نعمه و انقطاع مده، من سفك الدماء بغير حقها. و الله سبحانه مبتدى بالحكم بين العباد، فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامه ، فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام، فان ذلك مما يضعفه و يوهنه، بل يزيله و ينقله. و لا عذر لك عند الله و لا عندى فى قتل العمد، لان فيه قود البدن. و ان ابتليت بخطا و افرط عليك سوطك او سيفك او يدك بالعقوبه، فان فى الوكزه فما فوقها مقتله، فلا تطمحن بك نخوه سلطانك عن ان تودى الى اولياء المقتول حقهم.

و اياك و الاعجاب بنفسك و الثقه بما يعجبك منها و حب الاطراء، فان ذلك من اوثق فرص الشيطان فى نفسه ليمحق ما يكون من احسان المحسنين.

و اياك و المن على رعيتك باحسانك، او التزيد فيما كان من فعلك، او ان تعدهم فتتبع موعدك بخلفك، فان المن يبطل الاحسان و التزيد يذهب بنور الحق ، و الخلف يوجب المقت عندالله و الناس. قال الله تعالى: "كبر مقتا عندالله ان تقولوا ما لا تفعلون".

و اياك والعجله بالامور قبل اوانها، او التسقط فيها عند امكانها، او اللجاجه فيها اذا تنكرت، او الوهن عنها اذا استوضحت. فضع كل امر موضعه، و اوقع كل امر موقعه.

و اياك و الاستئثار بما الناس فيه اسوه و التغابى عما تعنى به مما قد وضح للعيون، فانه ما خوذ منك لغيرك و عما قليل تنكشف عنك اغطيه الامور و ينتصف منك للمظلوم. املك حميه انفك و سوره حدك و سطوه يدك. و غرب لسانك و احترس من كل ذلك بكف البادره و تاخير السطوه، حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار: و لن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد الى ربك.

و الواجب عليك ان تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومه عادله، او سنه فاضله، او اثر عن نبينا- صلى الله عليه و آله و سلم- او فريضه فى كتاب الله، فتقدى بما شاهدت مما عملنا به فيها و تجتهد لنفسك فى اتباع ما عهدت اليك فى عهدى هذا و استوثقت به من الحجه لنفسى عليك، لكيلا تكون لك عله عند تسرع نفسك الى هواها. و انا اسال الله بسعه رحمته و عظيم قدرته على اعطاء كل رغبه، ان يوفقنى و اياك لما فيه رضاه من الاقامه على العذر الواضح اليه و الى النعمه و تضعيف الكرامه و ان يختم لى ولك بالسعاده و الشهاده ''''انا اليه راجعون''''. و السلام على رسول الله- صلى الله عليه و آله و سلم- الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا و السلام.

مقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله مالك مصر الايجاد [ عرصه آفرينش. ] و مدينه الوجود و الصلوه على من ولاه على العباد [ و درود بر آن كه او را ولايت بر بندگان قرار داد. ] و اعطاه العهود [ و به او عهدها سپرد. ] و السلام على اهل بيته ولاه الامر [ واليان امر حكومت. ] و مخازن الجود [ و منبع جود و سخاوت. ] طراز [ ميزان- الگو. ] خطبه ى ايمان و امتياز رتبه بنى نوع انسان، بحمد و سپاس و شكر فزون از قياس حضرت مالك الملكى است، جل شانه، كه كلك [ قلم. ] حكمت كامله اش عهدنامه ميثاق شديد الايثاق الست [ اشاره به روزى است كه خدا پيمان توحيد فطرى "الست بربكم... آيه 171 سوره ى اعراف" را از بشر گرفت. ] را بقلم ابداع [ نوآورى. ] و خامه اختراع [ قلم ايجاد. ] بر ورق زرافشان عالم زر ثبت فرمود، مقربان بارگاه احديت را به مناصب رفيعه پيغمبرى، "..." [ كذا در الف و ب. ] و منسوبان [ در اصل ''''منثوبان'''' مى باشد. ] دودمان نبوت را بمرتبه منيعه سرورى و خلافت "..." [ كذا در الف و ب. ] و سلطان عظيم ايشان نفس ناطقه را كه والى ولايت تن "..." [ كذا در الف و ب. ] بسردارى عساكر حواس و قوى و فرمانفرمائى ممالك جوارح و اعضاء تعيين نموده ، مثال اقبالش را بتوقيع رفيع "..." [ كذا در الف و ب. ] موشح [ مزين. ] و منشور بر نور اجلالش را به طغراى [ فرمان، منشور. ] والاى "..." [ كذا در الف و ب. ] مزين گردانيده، تاج تجرد بر سرش نهاد و خلعت نطقش پوشانيد.

تبارك كريمى كه به وزيدن نسيم عنايتش گل هميشه بهار وجود برقع خفا از چهره ى هستى برانداخت و به دميدن صبح كرامتش آفتاب هدايت لواى ضياء در بسيط عالم دلها برافروخت، چراغ دلفروز سخن در وادى ايمن دهن افروخته انوار فيض اوست، و شجره ى مباركه زبان در طور سيناء دهان از لطف او در گفتگو، كنه ذات مقدسش از انديشه خيال و وهم محروس [ دور. ] و عقول منزه دانشمندان از ادراك صفات با جلالش نااميد و مايوس، عندليبان [ هزاردستان كه به آوازهاى رنگارنگ بانك كند، هزار آوا. ] چمن سخن سرائى در گلشن حمد و ثنايش به اداى نغمه اعتراف به عجز سحر خيز، و گلگون سواران ميدان عبارت آرائى در مضمار شكر فزون از قياسش، از هجوم خيل شرمسارى مهياى گريز، "..." [ كذا در الف و ب. ]

ولالى صلواه [ بهترين درودها. ] نامعدود و جواهر تحيات [ تحيت ها، درودها. ] غير محدود، نثار مرقد مطهر و ضريح منور حضرت سيدالبشر و شفيع يوم الحشر، مالك ممالك رسالات و والى مداين هدايات، برازنده خلعت نبوت و طرازنده ديباچه كتاب مروت، گوش آشناى نداى جبرئيل و بهجت افزاى حدايق باغ خليل، سايه نشين سدره المنتهى [ بالاترين مكان بهشت. ] و تجلى پذير طور دنى فتدلى [ قله قرب بحق با اشاره به آيه 18 از سوره ى نجم. ] ثابت قدم مضمار جاهد الكفار و رجز خوان ميدان انا ادعوكم الى عزيز الغفار [ اشاره به دو صفت از صفات پروردگار ''''قدرتمند بخشنده''''. ] دست دعايش آرام بخش زلزله الساعه [ اشاره به زلزله پيش از قيامت كه بگفته قرآن جهان را نابود مى سازد. در اين باره به موارد قيامت در سوره هاى "عبس، نازعات، نبا، واقعه حاقه،" قرآن مراجعه كنيد. ] و خاكپاش داروى بى هوش اهوال قيامت.

خاتم رسالتش انگشتر زنهار گنه كاران و عروه [ دست آويز. ] شفاعتش دست آويز نجات اهل جهل و عصيان، فجر هدايت مطلع قصيده مديحش و طوطى ناطقه ى شيرين كام شكرستان بيان فصيحش، تاثير آفتاب رايش نقطه شكر اله شبنم ديجور جاهليت بود، از صفايح دلها زدود و خرام سيلاب سخايش قدم ارباب كرم را از جاده اعتبار فرسود.

يعنى سيدكونين و فخر خافقين [ مشرق و مغرب. ] صاحب مقام محمود و باعث ايجاد هر موجود، پيشخرام شفيعان حشر و چراغ دودمان ابوالبشر، حبيب حضرت اله و طبيب علت گناه، سيد انبياء و المرسلين، ابوالقاسم محمد بن عبدالله عليه و آله السلام، من الافئده و الافواه [ از دلها و دهان "زبان" ها. ] و درودى بيرون از كوتاهى و ثنائى فزون از حد توانائى، تحفه ى انجمن جنت مثال و مجلس فردوس همال، [ قرين، نظير، همتا. ] اهلبيت رسالت و بروج آسمان هدايت، ولات مصر دين مبين، ودعات شرايع [ دعوت كنندگان احكام و مقررات دين. ]

خاتم النبيين و آلا درجاتيكه از روى وصف قطره ى از قطرات بحار مكارم اطوارشان، در خيال خامه ى تحرير گذرد دريا دريا گوهر گرانمايه معنى از يكرشحه [ يك قطره. ] مداد بر صفحه صحيفه بريزد.

و اگر اظهار دره ى "اى" به رخشندگى با شعله ى خورشيد تابان بر ستيزد، گنجوران خزائن علم الهى و منظوران نظر الطاف نامتناهى امت و سطى [ اشاره به آيه 143 سوره ى بقره "و جعلناكم امه وسطا" امت و مردم عدالت جو. ] و عروه وثقى [ دست آويز استوار. ] ائمه هدى و مورد آيه اولى القربى [ اشاره به آيات 8 سوره ى نساء و 113 سوره ى توبه و 22 سوره ى نور. ] عليهم سلام الله الملك الاعلى، لا سيما على اولهم و اكملهم اميرالمومنين وامام المتقين سيد الاوصياء و سند الاصفياء و الغرايب اسد الله الغالب على بن ابى طالب عليه السلام الله ما دامت المشارق مقبله المغارب كه منشور ولايتش بتوقيع رفيع ''''انا و على من نور واحد'''' [ مشارق انوار اليقين: ص 160 و بحار الانوار: ج 26 ص 3 و 4. ] رسيده و عهدنامه خلافتش به طغراى والاى ''''من كنت مولاه فهذا على مولاه'''' [ امالى صدوق: ص 160 مجلس 26 ح 1 و الغدير: ج 1 ص 275 از مناقب ابن مغازلى. ] مزين و محلى گرديده، دست سخاوتش لولو شفاعت بدامان قيامت ريخته ريخته و پاى همتش در راه رضا، بند نعلين دو كون را در كام اول گسيخته، پايه فكرت را در پيش رفعت قمر مدحتش چه نمايش و ظرف حوصله را وسعت قطره "اى" از بحر منقبش چه گنجايش، بر قامت توصيف اطوارش چه جامه قلمى طويل الذيل تحرير نارسا و كوتاه و پرتو نور شبستان عبادتش آسمان از روزن ماه چشم خورشيد گشوده حيران نگاه، كلام معجز نظامش ثانى اثنين قرآن و گفتار در نثارش چهره ى پيراى شاهد ايمان، جواهر كلمات آبدارش لالى منظوم رشته اعجاز و عندليب مقال گهربارش با مرغان رياض قدس هم آواز، لمعات مواعظ دلفروزش چون قباب طور و جذوات نصايح جهانسوزش مصابيح مشكات نور.

هر خطبه والا رتبه اش منتخبى از ديوان فصاحت و هر موعظه ى عالى مرتبه اش ماه تمامى در آسمان بلاغت، على الخصوص اين عهدنامه همايون و مجموعه بلاغت مشحون فيض مقرون، كه چون ايالت و امارت ولايت مصر و توابع آن حسب الفرمان واجب الاذعان، بعهده ى عمده و منصوب آن دودمان خلافت و زبده ى فدويان خاندان امامت، ثابت قدم معارك جدال [ صحنه هاى جنگ. ] و جهاد، غلام با اخلاص صاحب اعتقاد يعنى منظور نظر انور، مالك ابن الحارث الاشتر مقرر فرمودند، جهت تعليم آداب سلطنت و رعيت پرورى و تعيين قوانين امارت و معدلت گسترى و كيفيت سلوك با خواص و عوام و اهتمام در انتظار امور كافه انام [ عامه ى مردم. ] بطريق عهد و پيمان بر لوح تحرير و بيان، سمت نگارش داده، مرقوم قلم اعجاز رقم محرران ديوان خلافت گرديده و به مهر آثار اعجاز سمت زينت و امتياز يافته به ثبت دفاتر قلوب ارباب عقول رسيده "است". و در اين ايام ميمنت آغاز فرخنده انجام و اوقات مشحونه البركات [ پر از بركتها و خير و خوبيها. ] فيض فرجام كه ملاذ [ پناه. ] اعاظم الوزراء فى الافاق و ملجا افاخم الامراء بالارث و الاستحقاق، اعتضاد السلطنه البهيه السلطانيه و اعتماد الدوله العليه الخاقانيه دستور عاليقدر دوران و آصف والا رتبه وارث سليمان خان عظيم الشان شاهقلى خان... از صدق عقيدت و خلوص نيت وارد مشهد مقدس اعلى و مورد فيوضات نامتناهى آيت عتبه عليه عرش اعتلا گرديده بود.

اين مشغول الذمه الطاف و مراحم و مصروف الهمه، دعاى بى رياى ذات كثير المكارم محمد كاظم بن محمد فاضل المدرس الخادم، به شكرانه ظهور استجابت دعا و حصول نعمت بلند قيمت اين مدعا كه موهبتى است نسبت به كافه انام عام و نعمتى است بر خواص و عوام اهل ايمان تمام، جبهه ساى زمين عبوديت و جبين فرساى طريق ستايش و محمدت گرديده، بعد از تقديم سجدات شكر الهى و قيام به مراسم تهنيت و مباركباد فوز نامتناهى به ترجمه ى و تفسير آن خطبه بلندمرتبه موفق و فائز گرديد، به دست فكرت، نقاب حجاب در مستور آن معانى ابكارش گشوده و بنيان بيان و سرانگشت بنان حل و عقده و مشكلاتش نموده شاهد مضامين بلاغت آئينش را لباس لغت فرس [ مقصود زبان فارسى است. ] كه اكثر ناس را به آن انس بيشتر است پوشانيده، لالى معانى اعجاز قرينش را از اصداف [ جمع صدف كه در آن مرواريد خفى باشد. ] عبارات عربى در سلك زبان عجم كه متعارف و مانوس اكثر عموم است منتظم گردانيد تا فوايدش عام و منافعش تمام گرديده همگى طوايف انام از خواص و عوام اهل ايمان تمام از موائد [ جمع "مائد" و مونت آن "مائده". ] عوائد [ منفعت و بهره. ] آن بهره مند و منتفع گردند.

و بجهت فرمانفرمايان روزگار و امراء ذوى الاقتدار و حكام كرام معدلت شعار دستور العملى بوده در مراسم سلوك با سپاهى و رعايا و انتظام امور كافه خلايق و برايا بمضنون فيض مقرون آن عمل نموده از فرمان واجب الاذعان تخلف نورزند.

مصنف كتاب مستطاب نهج البلاغه كه ناقل اين عهدنامه مباركهخ است يعنى سيد سند عالم مستغنب از ذكر محمدت و مكرمت مهر سپهر فضيلت وافضال بدر منير فلك افادت و كمال زبده المحققين و قدوه المدقفين [ سرمشق باريك بنيان، دقيق. ] مروج دين مبين المرضى عندالعلماء و المجتهدين عليه الرحمه خلاصه السادات الفايز بالسعادت سيد رضى الدين [سيد رضى نامش محمد در سال 359 در بغداد بدنيا آمد. پدرش حسين بن احمد معروف به طاهر ذوالمناقب نامى ترين شخصيت علوى عصر خود كه بارها به منصب نقابت و سرپرستى علويان رسيد. مادرش فاطمه دختر با فضيلت حسين بن احمد علوى معروف به ''''داعى صغير'''' است. سيد رضى از جانب پدر با چهار واسطه با امام موسى بن جعفر و از طرف مادر با شش واسطه به امام سجاد "ع" نسبت مى رساند. نزد دانشمندان مشهور عصر خود همچون ''''ابوسعيد سيرافى و ابوعلى فارسى و ابو الفتح ابن جنى و ابوعبدالله مرزبانى و شيخ مفيد و هارون بن موسى تلعكبرى و ابن نباته و على بن عيسى ربعى و ابواسحاق ابراهيم بن احمد طبرى'''' علوم مختلف را به تحصيل پرداخت. براى نخستين بار ''''دارالعلم'''' در بغداد تاسيس كرد و شاگردان فراوانى تربيت كرد.

سيد رضى از نوابغ زمان بود، در شعر و ادبيات عرب و تفسير و حديث و فقه و كلام دانشمندى برازنده بود. در جوانى منصب نقابت را علاوه بر منصب اماره ى الحاج و نظارت بر ديوان مظالم و تدريس و تاليف وانجام وظايف دينى عهده دار گرديد. از وى كتابهاى: خصائص الائمه و مجازات آثار النبويه و مجازات القرآن و حقايق التاويل و الزيادات فى شعرابى تمام و تعليقه بر ايضاح ابوعلى فارسى و تعليق خلاف الفقهاء و رسائل و ديوان و... و مجموعه اززشمند نهج البلاغه كه شش سال پيش از وفات تاليف نموده يادگار باقى مانده است. سرانجام اين دانشمند بلند قدر و نابغه شيعه در سال 406 هجرى به سن 47 سالگى در بغداد وفات يافت و فخر الملك وزير دانشمند آل بويه بروى نماز خواند و در خانه اش در كاظمين بخاك سپرده شد] عليه الرحمه من الله رب العالمين در عنوان اين خطبه والا مرتبه مى فرمايد:

''''كه اين عهدنامه مباركه است كه حضرت اميرالمومنين صلوات الله عليه مرقوم كلك اعجاز فرموده اند از براى مالك اشتر بجهت امارت و