زندگانى حضرت زهرا (عليهاالسلام ) جلد سوم
ترجمه و تحقيق از جلد ۴۳ بحارالانوار

علامه محمد باقر مجلسى
مترجم و محقق: محمد روحانى زمان آبادى

- ۴ -


َ و صيغة تكفروا فى كلامها عليهاالسلام اما من الكفران و ترك الشكر - كما هو الظاهر من سياق الكلام حيث قال تعالى : (اذ تاءذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم ان عذابى لشديد # و قال موسى ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا فان الله لغنى حميد) (714) - اءو من الكفر بالمعنى الاخص ، و التغيير فى المعنى لا ينافى الاقتباس ، مع اءن فى الاية اءيضا يحتمل هذا المعنى ، و المراد ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا من الثقلين فلا يضر ذلك الا اءنفسكم فانه سبحانه غنى عن شكركم و طاعتكم ، مستحق للحمد فى ذاته ، اءو محمود تحمده الملائكة بل جميع الموجودات بلسان الحال ، و ضرر الكفران عائد اليكم حيث حرمتم من فضله تعالى و مزيد انعامه و اكرامه
و الحاصل ؛ انكم انما تركتم الامام بالحق و خلعتم بيعته من رقابكم و رضيتم ببيعة اءبى بكر لعلمكم باءن اءميرالمؤ منين عليه السلام لا يتهاون و لا يداهن فى دين الله ، و لا تاءخذه فى الله لومة لائم ، و ياءمركم بارتكاب الشدائد فى الجهاد و غيره ، و ترك ما تشتهون من زخارف الدنيا، و يقسم الفى ء بينكم بالسوية ، و لا يفضل الرؤ سا و الامراء، و ان اءبابكر رجل سلس القياد، مداهن فى الدين لارضاء العباد، فلذا رفضتم الايمان ، و خرجتم عن طاعته سبحانه الى طاعة الشيطان ، و لا يعود وباله الا اليكم
َ و فى الكشف : اءلا و قد اءرى والله اءن قد اءخلدتم الى الخفض ، و ركنتم الى الدعة ، فمججتم الذى اءوعيتم ، و لفظتم الذى سوغتم
َ و فى رواية ابن ابى طاهر: فعجتم عن الدين ... يقال : ركن اليه - بفتح الكاف و قد يكسر - اءى : مال اليه و سكن و قال الجوهرى : عجت بالمكان اءعوج ... اءى اقمت به و عجت غيرى ... يتعدى و لا يتعدى ، و عجت البعير... عطفت راءسه بالزمام ... و العائج : الواقف ... و ذكر ابن الاعرابى : فلان ما يعوج من (715) شى ء: اءى ما يرجع عنه (716)
َ اءلا و قد قلت ما قلت على معرفة منى بالخذلة التى خامرتكم ، و الغدرة التى استشعرتها قلوبكم ، و لكنها فيضة النفس ، و نفثة الغيظ، و خور القنا، و بثة الصدر، و تقدمة الحجة ... الخذلة : ترك النصر (717) و خامرتكم ... اءى خالطتكم (718)
َو الغدر: ضد الوفاء. (719)
َ و استشعره : (720) اءى لبسه ، و الشعار: الثوب الملاصق للبدن (721)
َ و الفيض - فى الاصل - كثرة الماء و سيلانه ، يقال : فاض الخبر... اءى شاع ، و فاض صدره بالسر... اءى باح به و اظهره ، و يقال : فاضت نفسه ... اءى خرجت روحة (722) و المراد به هنا اظهار المضمر فى النفس لاستيلاء الهم و غلبة الحزن
َ و النفث بالفم شبيه بالنفخ ، (723) و قد يكون للمغتاظ تنفس عال تسكينا لحر القلب و اطفاء لنائرة الغضب
َ و الخور - بالفتح و التحريك : الضعف . (724)
و القنا: جمع قناة و هى الرمح ، (725) و قيل كل عصا مستوية اءو معوجة قناة ، (726) و لعل المراد بخور القنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة و كتمان الضر، اءو ضعف ما يعتمد عليه فى النصر على العدو، و الاول اءنسب

َ و البث : النشر و الاظهار، (727) و الهم الذى لا يقدر صاحبه على كتمانه فيبثه ... اءى يفرقه (728)
َ و تقدمة الحجة : اعلام الرجل قبل وقت الحاجة قطعا لاعتذاره بالغفلة .
و الحاصل ؛ اءن استنصارى منكم ، و تظلمى لديكم ، و اقامة الحجة عليكم ، لم يكن رجاء للعون و المظاهرة بل تسلية للنفس ، و تسكينا للغضب ، و اتماما للحجة ، لئلا تقولوا يوم القيامة : (انا كنا عن هذا غافلين ) (729)
فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف ، باقية العار، موسومة بغضب الله و شنار الابد، موصولة ب (نار الله الموقدة # التى تطلع على الافئدة ) (730) فبعين الله ما تفعلون (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون ) (731)...

َ و الحقب - بالتحريك - حبل يشد به الرحل الى بطن البعير، يقال : احقبت البعير... اءى شددته به ، (732) و كل ما شد فى مؤ خر رحل اءو قتب فقد احتقب ، و منه قيل : احتقب فلان الاثم كاءنه جمعه و احتقبه من خلفه ، (733) فظهر اءن الانسب فى هذا المقام احقبوها - بصيغة الافعال - اءى شدوا عليها ذلك و هيئوها للركوب ، لكن فيما وصل الينا من الروايات على بناء الافتعال
َ و الدبر - بالتحريك - الجرح فى البعير، و قيل : جرح الدابة مطلقا (734)
َو النقب - بالتحريك -: رقة خف البعير. (735)
َو العار الباقى : عيب لا يكون فى معرض الزوال .
َو وسمته وسما وسمة : اذا اثرت فيه بسمة و كى . (736)
َو الشنار: العيب و العار. (737)
َو نار الله الموقدة ... المؤ ججة على الدوام .
َ و الاطلاع على الافئدة ... اشرافها على القلوب بحيث يبلغها اءلمها كما يبلغ ظواهر البدن ، و قيل معناه : ان هذه النار تخرج من الباطن الى الظاهر بخلاف نيران الدنيا
َ و فى الكشف : انها عليهم موصدة - و الموصدة : المطبقة (738)
َ و بعين الله ما تفعلون ... اءى متلبس بعلم الله اءعمالكم ، و يطلع عليها كما يعلم اءحدكم ما يراه و يبصره ، و قيل فى قوله تعالى : (تجرى باءعيننا) (739) ان المعنى تجرى باءعين اءوليائنا من الملائكة و الحفظة
َ و المنقلب : المرجع و المنصرف ، (740) و اءى منصوب عل اءنه صفة مصدر محذوف و العامل فيه ينقلبون ، لان ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه ، و انما يعمل فيه ما بعده ، و التقدير سيعلم الذين ظلموا ينقلبون انقلابا اءى انقلاب ؟...
َ و اءنا ابنة نذير لكم ... اءى اءنا ابنة من اءنذركم بعذاب الله على ظلمكم ، فقد تمت الحجة عليكم ، و الامر فى اعملوا و انتظروا للتهديد
و اءما قول الملعون :
و الرائد لا يكذب اءهله ... فهو مثل (741) استشهد به فى صدق الخبر الذى افتراه على النبى صلى الله عليه و آله ، و الرائد: من يتقدم القوم يبصر لهم الكلا و مساقط الكلا و مساقط الغيث ، (742) جعل نفسه - لاحتماله الخلافة التى هى الرئاسة العامة - بمنزلة الرائد للامة الذى يجب عليه اءن ينصحهم و يخبرهم بالصدق
َو المجالدة : المضاربة بالسيوف (743)
َو استبد فلان بالراءى ... اى انفرد به (744) و استقل .
َو لا نزوى عنك ... اءى : لا نقبض و لا نصرف .
َ و لا نوضع من فرعك و اءضلك ... اءى لانحط درجتك (745) و لا ننكر فضل اصولك و اءجدادك و فروعك و اءولادك
َو ترين - من الراءى - بمعنى الاعتقاد. (746)
َ و قولها صلوات الله عليها: سبحان الله ! ما كان رسول الله صلى الله عليه و آله عن كتاب الله صادفا، و لاحكامه مخالفا، بل كان يتبع اءثره ويقفو سوره ، اءفتجمعون الى الغدر اعتلالا عليه بالزور...؟!
َالصادف عن الشى ء: المعرض عنه . (747)
َ و الاثر - بالتحريك و بالكسر -: اثر القدم . (748)
و القفو: الاتباع
(749)
َ و السور - بالضم - كل مرتفع عال ، و منه سور المدينة ، (750) و يكون جمع سورة ، و هى كل منزلة من البناء و منه سورة القرآن ، لانها منزلة بعد منزلة ، و تجمع (751) على : سور - بفتح الواو -. (752) و فى العبارة يحتملها، (753) و الضمائر المجرورة تعود الى الله تعالى اءو الى كتابه ، و الثانى اءظهر
َو الاعتدال : ابداء العلة و الاعتذار. (754)
َ و الزور: الكذب . (755)
و هذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل فى حياته ... .
البغى : الطلب . (756)
و الغوائل : اءلمهالك (757) و الدواهى ، (758) اشارت عليهاالسلام الى ما دبروا - لعنهم الله - فى اهلاك النبى صلى الله عليه و آله و استئصال اءهل بيته عليهم السلام فى العقبتين و غيرهما مما اءوردناه فى هذا الكتاب متفرقا. (759)
هذا كتاب الله حكما عدلا، و ناطقا فصلا، يقول : (يرثنى و يرث من آل يعقوب ) (760) و (ورث سليمان داود) (761) فبين عزوجل وزع عليه من الاقساط، و شرع من الفرائض و الميراث ، و اءباح من حظ الذكران و الاناث ، ما اءزاح علة المبطلين ، و اءزال التظنى و الشبهات فى الغابرين ، كلا (بل سولت لكم اءنفسكم امرا اءنفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) (762)
اقول : سياءتى الكلام فى مواريث الانبياء فى باب المطاعن - ان شاءالله تعالى

َو التوزيع : التقسيم (763)
َو القسط - بالكسر - الحصة و النصيب (764)
َو الازاحة : الاذهاب و الابعاد. (765)
َو التظنى : اعمال الظن ؛ و اصله : التظنن (766)
َ و الغابر: الباقى . (767)
و قد يطلق على الماضى
(768)
َ و التسويل : تحسين ما ليس بحسن و تزيينه و تحبيبه الى الانسان ليفعله او يقوله ، (769) و قيل : هو تقدير معنى فى النفس على الطمع فى تمامه
َ فصبر جميل ... اءى فصبرى جميل ، اءو الصبر الجميل اءولى من الجزع الذى لا يغنى شيئا، و قيل : انما يكون الصبر جميلا اذا قصد به وجه الله ، عالى ، و فعل للوجه الذى وجب ، ذكره السيد المرتضى رضى الله عنه ، (770) و خطابك ، فى قول اءبى بكر - من المصدر المضاف الى الفاعل - و مراده بما تقلدو ما اءخذ (771) فك الخلافة ... اءى اءخذت الخلافة بقول المسلمين و اتفاقهم فاز منى القيام بحدودها التى من جملتها اءخذ فدك ، للحديث المذكر
َو المكابرة : المغالبة . (772)
َو الاستبداد: الاستئثار. (773) و الانفراد بالشى ء. (774)
َ قولها صلوات الله عليها: معاشر الناس المسرعة الى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر، (اءفلا يتدبرون (775) القرآن اءم على قلوب اءقفالها) (776) (كلا بل ران على قلوبهم ) (777) ما اءساءتم من اءعمالكم فاءخذ بسمعكم و اءبصاركم ، و لبئس ما تاءولتم ، و ساء به ما اءشرتم ، و شر ما منه اعتضتم ...
َ القيل : بمعنى القول و كذا القال . (778)
و قيل : القول فى الخير، و القيل و القال اسمان له
(779)
َ و الاغضاء: ادناء الجفون ، (780) و اغضى على الشى ء اءى سكت (781) و رضى به ، و روى عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام فى الاية اءن المعنى (اءفلا يتدبرون القرآن ) (782) فيقضوا بما عليهم من الحق . (783) و تنكير القلوب لا رادة قلوب هؤ لاء و من كان مثلهم من غيرهم
َ و الرين : الطبع ، و التغطية (784) و اصله : الغلبة (785)
َ و التاءول و التاءويل : التصيير و الارجاع و نقل الشى ء عن موضعه ، و منه تاءويل الالفاظ... اءى نقل اللفظ عن الظاهر (786)
َو الاشارة : الامر باحسن الوجوه فى امر. (787)
َو شر - كفر - بمعنى ساء. (788)
َ و الاعتياض : اخذ العوض (789) و الرضابه ، و المعنى ساء ما اءخذتم منه عوضا عما تركتم
َ لتجدن والله محمله ثقيلا، و غبه وبيلا، اذا كشف لكم الغطاء و بان ماوراءه الضراء و بدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون ، و خسر هنا لك المبطلون ...
َالمحمل - كمجلس - مصدر.
َو الغب - بالكسر - العاقبة . (790)
َ و الوبال - فى الاصل -: الثقل و المكروه ، و يراد به فى عرف الشرع : عذاب الاخرة ، (791) و العذاب الوبيل : الشديد (792)
َ و الضراء - بالفتح و التخفيف -: الشجر الملتف - كما مر - (793) يقال : توارى الصيد منى ضراء (794)
َو الوراء: يكون بمعنى قدام كما يكون بمعنى خلف (795) و بالاول فسر قوله تعالى : (و كان وراءهم ملك ياءخذ كل سفينة غصبا) (796) و يحتمل اءن تكون الهاء (797) زيدت من النساخ اءو الهمزة ، فيكون على الاخير بتشديد الراء من قولهم : و رى الشى ء تورية ... اءى اخفاه ، (798) و على التقادير فالمعنى : و ظهر لكم ما ستره عنكم الضراء

َ و بدا لكم من ربكم لم تكونوا تحتسبون ...: اءى ظهر لكم (799) من صنوف العذاب ما لم تكونوا تنتظرونه ، و لا تظنونه واصلا اليكم ، و لم يكن فى حسبانكم
َو المبطل : صاحب الباطل من ابطل الرجل اذا اتى بالباطل . (800)
قد كان بعدك اءنباء و هنبثة
لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها
و اختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا (801)

فى الكشف : ثم التفتت الى قبر اءبيها متمثلة بقول هند ابنة اءثاثة ... ثم ذكر الابيات
َ و قال فى النهاية : الهنبثة واحدة الهنابث و هى الامور الشداد المختلفة ، والهنبثة : الاختلاط فى القول و النون زائدة ، (802) و ذكر فيه : اءن فاطمة عليهاالسلام قالت بعد موت النبى صلى الله عليه و آله : قد كان بعدك اءنباء... الى آخر البيتين ، (803) الا انه قال : فاشهدهم و لا تغب (804)
َو الشهود: الحظور. (805)
َ و الخطب - بالفتح -: الامر الذى تقع فيه المخاطبة ، و الشاءن و الحال (806)
َ و الوابل : المطر الشديد. (807)
و نكب فلان عن الطريق كنصر - و فرح - (808) اءى ... عدل و مال . (809)
و كل اءهل له قربى و منزلة
عند الاله على الاذنين مقرب

َالقربى - فى الاصل - القرابة فى الرحم . (810)
َو المنزلة : المرتبة (811) و الدرجة و لا تجمع . (812)
َ و الاذنين : هم الاقربون ، (813) و اقترب اءى تقارب . (814)
و قال فى مجمع البيان : (815) فى اقترب زيادة مبالغة على قرب ، كما اءن فى اقتدر زيادة مبالغة على قدر.
و يمكن تصحيح تركيب البيت و تاءويل معناه على وجوه :
الاول : و هو الاظهر، اءن جملة (له قربى ) صفة لاهل ، و التنوين فى (منزلة ) للتعظيم ، و الظرفان متعلقان بالمنزلة لما فيها من معنى الزيادة و الرجحان ، و (مقترب ) خبر لكل ، اءى ذوالقرب الحقيقى ، اءو عند ذى الاهل ، كل اءهل كانت له مزية و زيادة على غيره من الاقربين عندالله تعالى .
و الثانى : تعلق الظرفين بقولها: (مقترب )، اءى كل اءهل له قرب و منزلة من ذى الاهل ، فهو عندالله تعالى مقترب مفضل على سائر الادنين .
و الثالث : تعلق الظرف الاول ب (المنزلة ) و الثانى ب (المقترب )، اءى كل اءهل اتصف بالقربى بالرجل و بالمنزلة عندالله ، فهو مفضل على من هو اءبعد منه .
و الرابع : اءن يكون جملة : (له قربى ) خبر للكل ، (و مقترب ) خبرا ثانيا، و فى الظرفين يجرى الاحتمالات السابقة ، و المعنى اءن كل اءهل نبى من الانبياء له قرب و منزلة عندالله ، و مفضل على سائر الاقارب عند الامة .
اءبدت رجال لنا نجوى صدورهم
لما مضيت و حالت دونك الترب

َبدا الامر بدوا: ظهر، و ابداه اظهره . (816)
َ و النجوى : الاسم من نجوته اذا ساورته ، (817) و نجوى صدورهم : ما اءضمروه فى نفوسهم من العداوة و لم يتمكنوا فى اظهاره فى حياته صلى الله عليه و آله ، و فى بعض ‍ النسخ : فحوى صدورهم ، و فحوى القول : معناه ، (818) و المآل واحد.
و قال الفيروزآبادى : الترب و التراب و التربة ... معروف ، و جمع التراب : اءتربة و تربان ، و لم يسمع لسائرها (819) بجمع ، انتهى . (820) فيمكن اءن يكون بصيغة المفرد، و التاءنيث بتاءويل الارض كما قيل ، و الاظهر اءنه - بضم التاء و فتح الراء - جمع تربة ، قال فى مصباح اللغة : التربة : المقبرة ، و الجمع ترب مثل غرفة و غرف
(821)
َ و حال الشى ء بينى و بينك ... اءى منعنى من الوصول اليك (822)
َ و دون الشى ء: قريب منه ، (823) يقال : دون النهر جماعة ... اءى قبل اءن تصل اليه
َو التهجم : الاستقبال بالوجه الكريه . (824)
َو المغتصب - على بناء المفعول - المغصوب . (825)
َو المحتجب - على بناء الفاعل .
َو صادفه : وجده و لقيه . (826)
َ و الكثب - بضمتين : جمع كثيب و هو التل من الرمل (827)
َ و الرزء - بالضم مهموزا: المصيبة بفقد الاعزة . (828) و رزئنا - على بناء المجهول
َو الشجن - بالتحريك - الحزن . (829)
َ و فى القاموس : العجم - بالضم و بالتحريك - (830) خلاف العرب (831)
َ قوله : ثم انكفاءت ...
اءقول : وجدت فى نسخة قديمة لكشف الغمة منقولة من خط المصنف مكتوب على هامشها بعد ايراد خطبتها صلوات الله عليها ما هذا لفظه : وجد بخط السيد المرتضى علم الهدى الموسوى قدس الله روحه اءنه لما خرجت فاطمة عليهاالسلام من عند اءبى بكر - حين ردها عن فدك - استقبلها اءميرالمؤ منين عليه السلام فجعلت تعنفه ، ثم قالت : اشتملت ... الى آخر كلامها عليهاالسلام

َو الانكفاء: الرجوع . (832)
َ و توقعت الشى ء و استوقعته ... اءى انتظرت وقوعه (833)
َ و طلعت على القوم : اتيتهم ، (834) و تطلع الطلوع : انتظاره
َ فلما استقرت بها الدار... اءى سكنت (835) كاءنها اضطربت و تحركت بخروجها، اءو على سبيل القلب ، و هذا شائع ، يقال استقرت نوى اليوم و استقرت بهم النوى ... اءى اقاموا (836)
َاشتملت شملة الجنين و قعدت حجرة الظنين ... .
َ اشتمل بالثوب ... اءى اءداره على جسد كله ، و الشملة - بالفتح - كساء يشتمل به ، و الشملة - بالكسر هيئة الاشتمال ، (837) فالشملة اما مفعول مطلق من غير الباب كقوله تعالى : (نباتا) (838) او فى الكلام حذف و ايصال
َ و فى رواية السيد: مشيمة الجنين ... و هى محل الولد فى الرحم (839) و لعله اءظهر
َو الجنين : الولد ما دام فى البطن . (840)
َ و الحجرة - بالضم - حظيرة الابل ، و منه حجرة الدار (841)
و الظنين : المتهم ، (842) و المعنى اختفيت عن الناس كالجنين ، و قعدت عن طلب الحق ، و نزلت منزلة الخائف المتهم

َ و فى رواية السيد: الحجزة - بالزاء المعجمة -، و فى بعض النسخ : قعدت حجزة الظنين ، و قال النهاية (843) الحجزة : موضع شد الازار، ثم قيل للازار: حجزة للمجاورة ، و فى القاموس : (844) الحجزة - معقد الازار... و من الفرس مركب مؤ خر الصفاق بالحقو، و قال : شدة الحجزة : كناية عن الصبر
َنقضت قادمة الاجدل فخانك رييش الاعزل .
َ قوادم الطير: مقاديم ريشه و هى عشر فى كل جناح ، (845) واحدتها قادمة (846)
َو الاجدل : الصقر. (847)
َ و الاعزل : الذى لا سلاح معه . (848)
قيل : لعلها صلوات الله عليها شبهت الصفر الذى نقضت قوادمه بمن لا المعنى ترك طلب الخلافة فى اءول الامر قبل اءن يتمكنوا منها و يشيدوا اءركانها، و ظننت اءن الناس لا يرون غيرك اءهلا للخلافة ، و لا يقدمون عليك اءحدا، فكنت كمن يتوقع الطيران من صقر منقوضة القوادم .
اءقول : و يحتمل اءن يكون المراد اءنك نازلت الابطال ، و خضت الاهوال ، و لم تبال بكثرة الرجال حتى نقضت شوكتهم ، و اليوم غلبت من هؤ لاء الضعفاء و الاراذل ، و سلمت لهم الامر و لا تنازعهم و على هذا، الاظهر اءنه كانه فى الاصل : خاتك - بالتاء المثناة الفوقانية - فصحف ، قال الجوهرى : خات البازى و اختات اءى انقض ... (849) لياءخذه ، و قال الشاعر: (850)
يخوتون اخرى القوم خوت الاجادل

َ و الخائتة : العاقب اذا انقضت فسمعت صوت انقضاضها، و الخوات ... دوى جناح العقاب ... و الخوات - بالتشديد - الرجل الجرى ، (851)، و فى رواية السيد: نفضت - بالفاء - و هو يؤ يد المعنى الاول
َهذا ابن اءبى قحافة يبتزنى نحيلة اءبى ، و بلغة ابنى ، لقد اءجهر فى خصامى ، و اءلفيته اءلد فى كلامى ...
قحافة - بضم القاف و تخفيف المهملة
(852)
َ و الابتزاز: الاستلاب ، (853) و اخذ الشى ء بقهر (854) و غلبة من البز بمعنى السلب (855)
َ و النحيلة - فعيلة بمعنى مفعول - من النحلة - بالكسر - بمعنى الهبة (856) و العطية عن طيبة نفس من غير مطالبة (857) اءو من غير عوض (858)
َ و البلغة - بالتصغير - فالتصغير فى النحيلة اءيضا اءنسب
َو ابنى اما بتخفيف الياء فالمراد به الجنس ، اءو تشديدها على التثبية

َو اظهار الشى ء: اعلانه . (859)
َ و الخصام - مصدر - كالمخاصمة ، و يحتمل اءن يكون جمع خصم (860) اءى اءجهر العداوة اءو الكلام لى بين الخصام ، و الاول اءظهر
َ و الفيته ... اءى وجدته . (861)
و الالد: شديد الخصومة ، (862) و ليس فعلا ماضيا، فان فعله على بناء المجرد، و الاضافة فى (كلامى ) اما من قبيل الاضافة الى المخاطب اءو الى المتكلم ، و فى : للظرفية اءو السبية .
و فى رواية السيد: هذا بنى (863) ابى قحافة ... الى قوله : (864) لقد اءجهد فى ضلامتى و اءلد فى خصامتى

َ قال الجزرى يقال جهد الرجل فى الامر: اذا جد و بالغ فيه ، (865) و اجهد دابته : اذا حمل عليها فى السير فوق طاقتها (866)
َ حتى حبستنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة دونى طرفها، فلا دافع و لا مانع ...
َ قيلة - بالفتح - اسم قديمة لقبيلتى (867) الانصار، (868)، و المراد: بنوقيلة .
و فى رواية السيد: حين منعتنى الانصار نصرها... و موصوف المهاجرة : الطائفة اءو نحوها، و المراد بوصلها: عونها

َو الطرف - بالفتح - العين . (869)
َو غضة : خفظه . (870)
َ و فى رواية السيد - بعد قولها: و لا مانع -: و لا ناصر و لا شافع
َخرجت كاظمة و عدت راغمة ... .
َ كظم الغيظ: تجرعه و الصبر عليه . (871)
و رغم فلان - بالفتح - اذا ذل ، (872) و عجز عن الانتصاب ممن ظلمه ، (873) و الظاهر من الخروج : الخروج من البيت و هو لا يناسب كاظمة ، الا اءن يراد بها الامتلاء من الغيظ فانه من لوازم الكظم ، و يحتمل اءن يكون المراد الخروج من المسجد المعبر عنه ثانيا بالعود، كما قيل

َو (874) فى رواية السيد مكان عدت : رجعت .
َ اءضرعت خدك يوم اءضعت حدك ، افترست الذئاب ، و افترشت التراب ...
َ ضرع الرجل - مثلثة - (875) خضع و ذل و اضرعه غيره ، (876) و اسناد الضراعة الى الخذلان اءظهر اءفرادها وضع الخد على التراب ، اءو لان الذل يظهر فى الوجه
َ و اضاعة الشى ء و تضييعه : اهماله و اهلاكه . (877)
و حد الرجل - بالحاء المهملة -: باءسه (878) و بطشه ، و فى بعض النسخ بالجيم ... اءى تركت اهتمامك و سعيك

َ و فى رواية السيد: فقد اءضعت جدك يوم اءصرعت خدك
َ و فرس الاسد فريسته - كضرب - و افترسها: دق عنقها، و يستعمل فى كل قتل ، (879) و يمكن اءن يقراء بصيغة الغائب ، فالذئاب مرفوع ، و المعنى : قعدت عن طلب الخلافة ولزمت الارض مع اءنك اءسدالله ، (880) و الخلافة كانت فريستك حتى افترسها و اءخذها الذئب الغاصب لها، و يحتمل اءن يكون بصيغة الخطاب ... اءى كنت تفترس ‍ الذئاب و اليوم افترشت التراب ، و فى بعض النسخ : الذباب - بالباءين الموحدتين - جمع ذبابة ، (881) فيتعين الاول ، و فى بعضها: افترست الذئاب و افترستك الذئاب .
و فى رواية السيد مكانهما: و توسدعت الوراء كالوزغ و مستك الهناة و النزغ ...

َو الوراء بمعنى خلف . (882)
َو الهناة : الشدة و الفتنة . (883)
َ و التزغ : (884) الطعن و الفساد. (885)
ما كففت قائلا، و لا اءغنيت باطلا و لا خيار لى ، ليتنى مت قبل هينتى و دون زلتى

َالكف : المنع . (886)
َ و الاغناء: الصرف و الكف ، يقال : اغن عنى شرك ... اءى اصرفه و كفه ، (887) و به فسر قوله سبحانه : (انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) (888)
َ و فى رواية السيد: و لا اءغنيت طائلا... و هو اءظهر، قال الجوهرى : يقال : هذا اءمر لا طائل فيه اذا لم يكن فيه غناء و مزية . (889) فالمراد بالغناء: النفع (890) و يقال : ما يغنى عنك هذا... اءى ما يجديك و ما ينفعك (891)
َ و الهينة - بالفتح -: العادة فى الرفق و السكون ، (892) و يقال : امش على هينتك ... اءى على رسلك ، (893) اءى ليتنى مت قبل هذا اليوم الذى لابد لى من الصبر على ظلمهم ، و لا محيص لى عن الرفق
َ و الزلة - بفتح الزاى - كما فى النسخ : الاسم (894) من قولك : زللت فى طين اءو منطق : اذا زلقت ، (895) و يكون بمعنى السقطة ، (896) و المراد بها عدم القدرة على دفع الظلم ، و لو كانت الكلمة بالذال المعجمة كان اءظهر و اءوضح ، كما فى رواية السيد، فان فيها:
َو الهفتاه ! (897) ليتنى مت قبل ذلتى ، و دون هينتى ، عذيرى الله منك عاديا، و منك حاميا...

َ العذير: بمعنى العاذر (898) كالسميع ، اءو بمعنى العذر (899) كالاليم
َ و قولها: منك ... اءى من اءجل الاساءة اليك و ايذائك
َ و عذيرى الله ... مرفوعان بالابتدائية و الخبرية
َ و عاديا... اما من قولهم : عدوت فلانا من الامر... اءى صرفته عنه ، (900) و يحتمل اءن يكون اعانتى و الذب عنى ، و الحماية عن الرجل : الدفع عنه ، (901) و يحتمل اءن يكون عذيرى منصوبا - كما هو الشايع فى هذه الكلمة -، و (لله ) مجرورا بالقسم ، يقال : عذيرك من فلان ... اءى هات من يعذرك فيه ، و منه قول اميرالمؤ منين عليه السلام حين نظر الى ابن ملجم لعنه الله : عذيرك من خليلك من مراد...، (902) و الاول اءظهر
َ ويلاى الى ربى ، اللهم اءنت اءشد قوة و حولا و اءحد باءسا و تنكيلا... .
قال الجوهرى : ويل : كلمة مثل : ويح ، الا انها كلمة عذاب يقال : ويله و ويلك و ويلى ، و فى الندبة ويلاه . (903) و لعله جمع فيها بين الف الندبة و ياء المتكلم ، و يحتمل اءن يكون بصيغة التثنية فيكون مبتداء و الظرف خبره و المراد به تكرر الويل .
و فى رواية السيد: ويلاه فى كل شارق ، ويلاه فى كل غارب ، ويلاه ! مات العمد و ذل العضد... الى قولها عليهاالسلام اللهم اءنت اءشد قوة و بطشا

َ و الشارق : الشمس ... اءى عند كل شروق و طلوع صباح كل يوم . قال الجوهرى : (904) الشرق : المشرق ، و الشرق : الشمس يقال طلع الشرق و لا اتيك ما ذر شارق ... و شرقت الشمس تشرق شروقا و شرقا - اءيضا - اءى طلعت ، و اشرقت اءى ... اضاءت
َ و العمد - بالتحريك و بضمتين - جمع العمود (905) و لعل المراد هنا ما يعتمد عليه فى الامور
َ و للشكوى : الاسم من قولك : شكوت فلانا شكاية (906)
َ و العدوى : طلبك الى وال لينقتم لك ممن ظلمك (907)
َ و الحول : القوة و الحيلة و الدفع و المنع ، (908) و الكل هنا محتمل
َو الباءس : العذاب . (909)
َ و التنكيل : العقوبة ، و جعل الرجل نكالا (910) و عبرة لغيره (911)
َ الويل لشانئك ... اءى العذاب ، و الشر (912) لمبغضك ، و الشناءة : البغض (913)
و فى رواية السيد: لمن اءحزنك

َ و نهنهت الرجل عن الشى ء فتنهنه ... اءى كففته و زجرته فكف (914)
َ و الوجد: الغضب (915) اءى امنع نفسك عن غضبك .
و فى بعض النسخ : تنهنهى ، و هو اءظهر

َ و الصفوة - مثلثه - (916) خلاصة الشى ء و خياره (917)
َ و الونى - كفتى - الضعف و الفتور و الكلال ، و الفعل - كوقى - يقى (918)... اءى ما عجزت عن القيام بما اءمرنى به ربى و ما تركت ما دخل تحت قدرتى
َ و البلغة - بالضم - ما يتبلغ (919) به من العيش (920)
و الضامن و الكفيل للرزق هو الله تعالى ، و ما اءعد لها هو ثواب الاخرة

َ و الاحتساب : الاعتداد، و يقال لمن ينوى وجه الله تعالى : احتسبه (921)... اءى اصبرى و ادخرى ثوابه عندالله تعالى
َ و فى رواية السيد: فقال لها اءميرالمؤ منين عليه السلام : لا ويل لك بل الويل لمن اءحزنك ، نهنهى عن وجدك يا بنية الصفوة ، و بقية النبوة ، فماونيت عن حظك ، و لا اءخطاءت فقد ترين مقدرتى ، (922) فان ترزى حقك فرزقك مضمون ، و كفيلك ماءمون ، و ما عندالله خير لك مما قطع عنك .
فرفعت يدها الكريمة فقالت : رضيت و سلمت

َ قال فى القاموس : رزاءه ماله كجعله و عمله رزاء - بالضم -: اءصاب منه شيئا. (923)
اءقول : روى الشيخ (924) كلامها الاخير مع جوابه قريبا مما رواه السيد، و لنذكره بسنده :

9 - قال اءخبرنا محمد (925) بن اءحمد بن شاذان ، عن (926) محمد بن على بن المفضل ، (927) عن محمد بن على بن معمر، (928) عن محمد بن الحسين الزيات ، (929) عن اءحمد بن محمد، عن اءبان بن عثمان ، (930) عن اءبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد علهيماالسلام قال :
لما انصرفت فاطمة عليهاالسلام من عند اءبى بكر اءقبلت على اءميرالمؤ منين عليه السلام .
فقالت له : (931) يابن اءبى طالب ! اشتملت مشيمة الجنين ، و قعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الاجدل ، فخانك ريش الاعزل ، هذا ابن اءبى قحافة قد ابتزنى نحيلة اءبى و بليغة ابنى ، والله لقد اءجد فى ظلامتى ، (932) و اءلد فى خصامى ، حتى منعتنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة دونى طرفها، فلا مانع و لا دافع ، خرجت - والله - كاظمة ، و عدت راغمة ، و ليتنى لاخيار (933) لى ، ليتنى مت قبل ذلك (934) مت قبل ذلتى ! (935) و توفيت قبل منيتى ! عذيرى فيك الله حاميا، و منك عاديا، ويلاه فى كل شارق ! ويلاه ! مات المعتمد و وهن العضد! شكواى الى ربى ، و عدواى الى اءبى ، اللهم اءنت اءشد قوة .
فاءجابها اءميرالمؤ منين عليه السلام : لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، نهنهى من غربك (936) يا بنت الصفوة و بقية النبوة ، فوالله ماونيت فى دينى ، و لا اءخطاءت مقدورى ، فان كنت ترزئين البلغة فرزقك مضمون ، و لعيلتك ماءمون ، و ما اءعد لك خير مما قطع عنك ، فاحتسبى .
فقالت : حسبى الله و نعم الوكيل .
و لندفع الاشكال الذى فلما لا يخطر بالبال عند سماع هذا الجواب و السؤ ال ، و هو:
اءن اعتراض فاطمة عليهاالسلام على اءميرالمؤ منين عليه السلام فى ترك التعرض للخلافة ، و عدم نصرتها، و تخطئته فيهما - مع علمها بامامته ، و وجوب اتباعه و عصمته ، اءنه لم يفعل شيئا الا بامره تعالى و وصيته الرسول صلى الله عليه و آله - مما ينافى عصمتها و جلالتها.
فاءقول : يمكن اءن يجاب عنه : باءن هذه الكلمات صدرت منها عليهاالسلام لبعض المصالح ، و لم تكن واقعا منكرة لما فعله ، بل كانت راضية ، و انما كان غرضها اءن يتبين للناس قبح اءعمالهم و شناعة اءفعالهم ، و اءن سكوته عليه السلام ليس لرضاه بما اءتوا به .
و مثل هذا كثيرا ما يقع فى العادات و المحاورات ، كما اءن ملكا يعاتب بعض خواصه فى اءمر بعض الرعايا، مع علمه ببراءته من جنايتهم ، ليظهر لهم عظم جرمهم ، و اءنه مما استوجب به اءخص الناس بالملك منه المعاتبة .
و نظير ذلك ما فعله موسى عليه السلام - لما رجع الى قومه غضبان اسفا - من القائه الالواح ، و اءخذه براءس اءخيه يجره اليه - و لم يكن غرضه الانكار على هارون ، بل اءراد بذلك اءن يعرف القوم عظم جنايتهم ، و شدة جرمهم ، كما مر الكلام فيه . (937)
و اءما حمله على اءن شدة الغضب و الاسف و الغيظ حملتها على ذلك - مع علمها بحقية ما ارتكبه عليه السلام - فلا ينفع فى دفع الفساد، و ينافى عصمتها و جلالتها التى عجزت من ادراكها اءحلام العباد.
بقى هاهنا اشكال آخر، و هو:
اءن طلب الحق و المبالغة فيه و ان لم يكن منافيا للعصمة ، لكن زهدها صلوات الله عليها، و تركها للدنيا، و عدم اعتدادها بنعيمها و لذاتها، و كمال عرفانها و يقينها بفناء الدنيا، و توجه نفسها القدسية ، و انصراف همتها العالية دائما الى اللذات المعنوية و الدرجات الاخروية ، لا تناسب مثل هذا الاهتمام فى اءمر فدك ، و الخروج الى مجمع الناس ، و المنازعة مع المنافقين فى تحصيله .
و الجواب عنه منه وجهين :
الاول : اءن ذلك لم يكن مخصوصا لا، بل كان اءولادها البررة الكرام مشاركين لها فيه ، فلم يكن يجوز لها المداهنة و المساهلة و المحاباة و عدم المبالاة فى ذلك ، ليصير سببا لتضييع حقوق جماعة من الائمة الاعلام و الاشراف الكرام .
نعم كان مختصا بها كان لها تركه و الزاهد فيه و عدم التاءثر من فوته .
الثانى : (938) اءن تلك الامور لم تكن لمحبة فدك و حب الدنيا، بل كان الغرض اظهار ظلمهم و جورهم و كفرهم و نفاقهم ، و هذا كان من اءهم اءمور الدين و اءعظم الحقوق على المسلمين .
و يؤ يده اءنها صلوات الله عليها صرحت فى آخر الكلام حيث قالت : قلت ما قلت على معرفة منى بالخذلة ... .
و كفى بهذه الخطبة بينة على كفرهم و نفاقهم .
و نشيد ذلك بايراد رواية بعض المخالفين فى ذلك :

10 - روى ابن اءبى الحديد - (939) عن اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى :
اءن اءبابكر لما سمع خطبة فاطمة عليهاالسلام فى فدك شق عليه (940) مقالتها، فصعد المنبر فقال : اءيها الناس ! ما هذه الرعة الى كل قالة ! اءين كانت هذه الامانى فى عهد رسول الله صلى الله عليه و آله ! اءلا من سمع فليقل ، و من شهد فليتكلم ، انما هو ثعالة شهيدة ذنبه ، مرب بكل (941) فتنة ، هو الذى يقول كروها جذعة بعد ما هرمت ، تستعينون بالضعفة و تستنصرون (942) بالنساء، كاءم طحال اءحب اهلها اليها البغى . اءلا انى لو اءشاء اءن اءقول لقلت ، و لو قلت لبحت ، انى ساكت ما تركت .
ثم التفت الى الانصار فقال : قد بلغنى يا معاشر (943) الانصار مقالة سفهائكم ، و اءحق من لزم عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اءنتم ، فقد جاءكم فآويتم و نصرتم ، اءلا و انى لست باسطا يدا و لسانا (944) على من لم يستحق ذلك منا... ثم نزل .
فانصرفت فاطمة عليهاالسلام الى منزلها.
ثم قال ابن اءبى الحديد: (945) قراءت هذا الكلام على النقيب يحيى بن اءبى زيد البصرى . فقلت له : (946) بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح .
قلت : لو صرح لم اءساءلك ؟ فضحك و قال : بعلى بن اءبى طالب عليه السلام .
قلت : اءهذا الكلام كله لعلى عليه السلام ؟! قال : (947) نعم انه الملك يا بنى !
قلت : فما مقالة الانصار؟ قال : هتفوا بذكر على فخاف من اضطراب الامر عليه (948) فنهاهم .
فساءلته عن غريبه

َ فقال : ما هذه الرعة (949) - بالتخفيف - اءى : الاستماع و الاصغاء (950)
َو القالة : القول . (951)
َ و ثعالة : اسم للثعلب (952) علم غير مصروف ، مثل ذؤ الة للذئب
َ و شهيده ذنبه ... اءى : لا شاهد على ما يدعى الا بعضه و جزء منه ، و اءصله مثل ، قالوا: ان الثعلب اءراد يغرى الاسد بالذئب ، فقال : انه اءكل الشاة التى اءعددتها لنفسك ، قال : (953) فمن يشهد لك بذلك ؟ فرفع و عليه دم ، و كان الاسد قد افتقد الشاة ، فقبل شهادته و قتل الذئب
َو مرب : ملازم ، اءرب : لازم (954) بالمكان :
َ و كروها جذعة : اءعيدوها الى الحال الاولى ، يعنى الفتنة و الهرج
َو اءم طحال : امراءة بغى فى الجاهلية ، فضرب بها المثل ، يقال : (955) اءزنى من اءم طحال ، انتهى .
اءقول : الرعة - بالراء - كما فى نسخ الشرح ، بمعنى : الاستماع ، لم نجده فى كلام اللغويين ، (956) و يمكن اءن يكون بالدال المهملة بمعنى السكون ، (957) و يكون الغلط من النساخ ، و يكون تفسير النقيب بيانا لحاصل المعنى

11 - و روى (958) اءيضا عن اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى ، عن هشام بن محمد، عن اءبيه قال : قالت فاطمة عليهاالسلام : ان اءم ايمن تشهد اءن رسول الله صلى الله عليه و آله اءعطانى فدك .

next page

fehrest page

back page