1-از جمله در كتاب ((مكارم الاخلاق )) طبرسى ، ص 458 و بحارالا نوار، علامه
مجلسى ، ج 74 (چاپ بيروت ) ص 74.
2-ا أ باذَرّ! اُعبُدِاللّهَ كَأ نَّك تَراهُ فإ نْ كُنتَ لا تَراهُ فإ نَّهُ يَراكَ. وَاعْلَمْ أ نَّ أ وَّلَ عِبادَةِ
اللّهِ الْمَعْرِفةُ بِهِ فَهُوَ الا وَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، فَلا شَيْءَ قَبلَهُ، وَالْفَرْدُ فَلا ثانِيَ لَهُ،
وَالْباقِي لا إ لى غايَةٍ، فاطِرُ السَّماواتِ و الاْ رْضِ وَما فِيهِما وَما بَيْنَهُما مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ
اللّهُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرْ.
3-ثُمَّ الاْ يمانُ بِي وَ الاْ قْرارُ بأ نَّ اللّهَ تعالى أ رْسَلَنِي إ لى كافَّةِ النّاسِ
بَشِيرا وَنَذِيرا وَداعِيا إ لَى اللّهِ بِإ ذْنِهِ وِسِراجا مُنِيرا.
4-ثُمَّ حُبُّ أ هْلِ بَيْتِيَ الّذِينَ أ ذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرا. وَاعْلَمْ يا أ
باذرّ! اءنّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ أ هْلَ بَيْتِي فِي أُمَّتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَها نَجا وَمَنْ
رَغِبَ عَنْها غَرِقَ.
5-يا أ باذَرّ! اِغْتَنِمْ خَمْسا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبابَك قَبلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَك قَبْلَ سُقْمِكَ،
وَغِناك قبلَ فَقْرِكَ وفَراغَك قَْبلَ شُغْلِكَ وَحَياتَك قَبْلَ مَوْتِكَ.
6-يا أ باذَرّ! إ يّاكَ وَالتَّسْوِيفَ بِعَمَلِكَ فَإ نَّكَ بِيَوْمِكَ وَلَسْتَ بِما بَعْدَهُ، فإ نْ يَكنْ
غَدٌ لَكَ فَكُنْ فِي الْغَدِ كَما كُنْتَ فِي الْيَوْمِ. وَإ نْ لَمْ يَكُنْ لَمْ تَنْدَمْ عَلى ما فَرَّطْتَ فِيِ
الْيَوْمِ.
يا أ باذَرّ! كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْما لايَسْتَكْمِلُهُ، وَمُنتَظِرٍ غَدا لا يَبْلُغُهُ.
يا أ باذَرّ! لَوْ نَظَرْتَ إ لَى الاْ جَلِ وَمَسِيرِهِ لاَ بْغَضْتَ الاْ مَلَ وَغُرورَهُ.
يا أ باذَرّ! كُنْ كَأ نَّكَ فِي الدُّنْيا غَرِيبٌ أ و كَعابِرِ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَك مِنْ أ صْحابِ
الْقُبُور.
7-خُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِك وَمِنْ حَياتِك قَبْلَ مَوْتِكَ، فَإ نَّكَ لا تَدْرِي مَا اسْمُك
غَدا.
يا أ باذر! إ يّاكَ أ نْ تُدْرِكَكَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْعَثْرَةِ، فلا تُقالُ العَثْرَةَ، وَلاتُمَكَّنُ مِنَ
الرَّجْعَةِ. وَلايَحْمِدُكَ مَنْ خَلَّفْتَ بِما تَركْتَ وَلا يَعْذِرُك مَنْ تُقْدِمُ عَلَيْهِ بِمَا اشْتَغَلْتَ بِهِ.
8-يا أ باذر! كُنْ عَلى عُمْرِكَ أ شَحَّ مِنْكَ عَلى دِرْهَمِكَ وَدِينارِكَ.
9-يا أ باذر! هَلْ يَنْتَظِرُ أ حَدُكم إ لاّ غِنىً مُطْغِيا أ وْ فَقْرا مُنْسِيا أ وْ مَرَضا مُفْسِدا أ
وْ هَرَما مُقْعِدااءوْ مَوْتا مُجْهِزا، اءوْ الدَّجّالَ فَإ نَّهُ شَرُّ غايِبٍ يُنْتَظَرُ، اَوِالسّاعَةَ والسّاعَةُ
اءدْهى وَأ مَرُّ.
10-إ نَّ شَرَّ النّاسِ مَنزِلَةً عِنْدَ اللّهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ عالِمٌ لا يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ.
11-مَنْ طَلَبَ عِلْما لِيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النّاسِ اِلَيْهِ لَمْ يَجِدْ ريِحَ الْجَنَّةِ.
12-يا أ باذر! إ ذا سُئِلْتَ عَنْ عِلمٍ لا تَعْلَمُهُ فَقُلْ: لا أ عْلَمُهُ، تَنْجُ مِنْ تَبِعَتِهِ،
وَلاتُفْتِ بِما لا عِلْمَ لَكَ بِهِ، تَنْجُ مِنْ عَذابِ اللّهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ.
13-يا اءباذر: يَطْلُعُ قَوْمٌ مِنْ اَهْلِ الْجَنَّةِ عَلى قَوْمٍ مِنْ اءهْلِ النّارِ فَيَقُولونَ: ما
اَدْخَلَكُمُ النّارَ وَقَدْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ بَتَاءْدِيبِكُمْ وَ تَعْلِيمِكُمْ؟ فَيَقُولُون : إ نّا كُنّا نَاءمُرُ
لِالخَيْرِ وَلا نَفْعَلُهُ.
14-يا أ باذر! إ نَّ حُقُوقَ اللّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ أ عْظَمُ مِنْ أ نْ يَقُومَ بِهَا الْعِبادُ، وَإ نَّ نِعَمَ
اللّهِ أ كْثَرُ مِنْ أ نْ يُحْصِيَها الْعِبادُ، وَلكِنْ أ مْسُوا وأ صبِحُوا تائِبِينَ.
يا أ باذر! إ نَّكَ فِى مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ فِي اَّجالٍ مَنْقُوصَةٍ وَأ عْمالٍ مَحْفُوظَةٍ وَالْمَوْتُ
يَاءْتِي بَغْتةً. وَمَنْ يَزْرَعْ خَيْرا يُوشِكُ أ نْ يَحصُدَ خَيْرا وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّا يُوشِكُ أ نْ
يَحْصُدَ نَدامَةً. وَلِكُلِّ زارِعٍ مِثْلَ ما زَرَعَ، لا يَسبِقُ بَطِي ءٌ لِحْظَةً وَلا يُدْرِكُ حَرِيصٌ ما لَمْ
يُقَدَّرْ لَهُ وَمَنْ اءُعْطِيَ خَيْرا فاللّهُ أ عْطاهُ وَمَنْ وُقِيَ شَرّا فَاللّهُ وَقاهُ.
15-يا أ باذر! اَلْمُتَّقُونَ سادَةٌ، وَالْفُقَهاءُ قادَةٌ، وَمُجالَسَتُهُمُ الزِّيادَةُ. إ نَّ الْمُؤْمِنَ
لَيَرى ذَنْبَهُ كَأ نَّهُ صَخْرَةٌ يَخافُ أ نْ تَقَعَ عَلَيْهِ، وَإ نَّ الْكافِرَ يَرى ذَنْبَهُ كَأ نَّهُ ذُبابٌ مَرَّ
عَلى أ نْفِهِ.
يا أ باذر! إ نَّ اللّه تَبارَكَ وَ تَعالى إ ذا أ رادَ بِعَبْدٍ خَيْرا جَعَلَ ذُنوُبَه بَيْنَ عَيْنَيْهِ
(مُمَثَّلةً وَالاْ ثْمَ عَلَيْهِ ثَقِيلاً وَبِيلاً). وَإ ذا أ رادَ بِعَبْدٍ شرّا أ نْساهُ ذُنُوبَهُ.
16-يا أ باذر! لا تَنظُرْ إ لى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلكِنِ انْظُرْ إ لى مَنْ عَصَيْتَهُ.
يا أ باذر! مَنْ وافَقَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَذاكَ الَّذِي أ صابَهُ حَظُّهُ. وَمَنْ خالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَإ نَّما
يُوبِقُ نَفْسَهُ.
يا أ باذر! إ نَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ رِزْقَهُ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ.
يا أ باذر! دَعْ ما لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ. فَلا تَنْطِقْ بِما لا يَعْنِيكَ وَاخْزِنْ لِسانَكَ كَما
تَخْزِنُ وَرِقَكَ.
17-يا أ باذر! إ نَّ اللّهَ جلَّ ثَناؤُهُ لَيُدْخِلُ قَوْما الْجَنَّةَ فَيُعْطِيهِمْ حَتّى يَمَلَّوا وَفَوْقَهُمْ
قَوْمٌ فِي الدَّرَجاتِ الْعُلى ، فَإ ذا نَظَرُوا إ لَيْهِمْ عَرَفُوهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنا إ خْوانُنا كُنّا
مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَيْنا؟ فَيُقالُ: هَيْهاتَ هَيهاتَ إ نَّهُم كانوا يَجُوعُون
حِينَ تَشْبَعوُن وَيَظْمَؤُنَ حِينَ تَرْوُونَ وَيَقُومُونَ حِينَ تَنامُونَ وَيَشْخَصُونَ حِينَ
تَخْفَضُونَ.
أ باذر! جَعَلَ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ قُرِّةَ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ وَحَبَّبَ إ ليَّ الصَّلاةَ كَما حَبَّبَ إ لى
الْجائِعِ الطَّعامَ، وَإ لى الظَّمْاَّنِ الْماءَ. وَإ نَّ الْجائِعَ إ ذا أ كَلَ شَبِعَ وَإ نَّ الظَّمْاَّنَ إ ذا شَرِبَ
رَوِيَ، وَأ نا لا أ شْبَعُ مِنَ الصَّلاةِ.
18-يا أ باذر! إ نَّكَ ما دُمْتَ فِي الصَّلاةِ فَإ نَّكَ تَقْرَعُ بابَ الْمَلِكِ الْجَبّارِ، وَمَنْ
يُكثِرْ قَرْعَ بابِ الْمَلِكِ يُفْتَحْ لَهُ.
19-ما مِنْ مُؤ مِنٍ يَقُومُ مُصَلِّيا إ لاّ تَناثَرَ عَلَيْهِ الْبِرُّ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَرْشِ وَوُكِّلَ
بِهِ مَلَكٌ يُنادي : يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ تَعْلَمُ ما لَكَ فِى الصَّلاةِ وَمَنْ تُناجِي مَا انْفَتَلْتَ.
20-يا أ باذر! أ يُّما رَجُلٍ تَطَوَّعَ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعةً سِوَى
الْمَكْتُوبَةِ كانَ لَهُ حَقّا واجِبا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.
21-يا أ باذر! الدُّنْيا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكافِرِ وَما أ صْبَحَ فِيها مُؤْمِنٌ إ لاّ حَزِينا،
فَكَيْفَ لا يَحْزَنُ الْمُؤْمِنُ وَقَدْ أ وْعَدَهُ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ اءنَّهُ وارِدٌ جَهَنَّمَ وَلَمْ يَعِدْهُ أ نَّهُ صادِرٌ
عَنْها وَليَلْقِيَنَّ أ مْراضا وَمُصِيباتٍ وَاءُمورا تَغِيظُهُ وَلَيُظْلَمَنَّ فَلا يُنْتَصَرُ، يَبْتغِي
ثَوابا مِنَ اللّهِ تَعالى فَلا يَزالُ حَزِينا حَتّى يُفارِقَها، فَإ ذا فارَقَها أ فْضى إ لَى
الرّاحَةِ وَالْكَرامَةِ.
يا أ باذر! ما عُبِدَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلى مِثْلِ طُولِ الْحُزْنِ.
22-يا أ باذر! مَنِ استَطاعَ أ نْ يَبْكِيَ فَلْيَبْكِ وَمَنْ لَمْ يَسْتطِعْ فَلْيُشْعِرْ قَلْبَهُ
الْحُزنَ وَلْيَتَباكَ، إ نَّ الْقَلْبَ القاسيَ بَعِيدٌ مِنَ اللّهِ تَعالى وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ.
يا أ باذر! يَقُولُ اللّه تَعالى : لا اءجْمَعُ عَلى عَبْدٍ خَوْفَيْنِ وَ لا أ جْمَعُ لَهُ أ مْنَينِ، فَإ ذا أ
مِنَنِي فِي الدُّنْيا أ خَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَإ ذا خافَنِي فِي الدُّنْيا اَّمَنْتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ....
يا أ باذر! إ نَّ الْعبْدَ لَيُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ يَوْمَالْقِيامَة فِيمَنْ ذَنَبَ ذُنُوبَهُ، فَيَقُولُ: أ ما إ
نِّي كُنْتُ خائِفا مُشْفِقا فَيُغْفَرُ لهُ.
23-يا أ باذر! إ نَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ الْحَسَنةَ فَيَتَّكِلُ عَلَيْها وَيَعْمَلُ الُمحَقَّراتِ حتّى يأ
تِيَ اللّهَ وَ هُوَ عَلَيْهِ غَضْبانُ وَإ نَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرُقُ مِنْها يَاءتْي اَّمِنا يَوْمَ
الْقِيامَةِ.
24-يا أ باذر! إ نَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: وَكَيْفَ ذلِكَ
بَاءبِي اءَنْتَ وَ اءُمِّي يا رَسُولَ اللّه ؟ قالَ: يَكُونُ ذلِكَ الذّنبُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ تائِبا مِنْهُ
فارّا إ لَى اللّهِ عزَّ وَجلَّ حَتّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
يا اءباذر! اَلْكَيِّسُ مَنْ دانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْمَوتِ والْعاجِزُ مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَهَواها و
تَمَنّى عَلى اللّهِ عَزَّوَجَلَّ الاْ مانِيَّ.
25-منْ لَمْ يَنْسَ الْمَقابِرَ والْبِلى وَتَرَكَ فَضْلَ زِينَةِ الدُّنْيا واَّثَرَ ما يَبْقى عَلى ما
يَفْنى وَلَمْ يَعُدَّ غَدا مِن اءيّامِهِ وَعَدَّ نَفْسَهُ فِي الْمَوْتى . يا اءباذر! إ نّ اللّه تبارك و
تعالى لم يُوحِ إ لىَّ اءنِ اجْمَعِ المالَ (إ لى المال ) وَلكِنْ اءوحى إ لىَّ اءن سَبِّحْ بِحمْدِ
ربّك وَكُنْ مِنَ الساجدينَ وَاعبُدْ رَبَّك حَتّى ياءتِيَك اليقينُ.
26-يا اءباذر! وَالَّذى نَفْسُ محمّدٍ بِيَدِهِ لَوْ اءنَّ الدُّنْيا كانَتْ تَعْدِلُ عِندَاللّهِ جُناحَ
بَعُوضَةٍ اءو ذُبابٍ ما سَقَى الكافِرَ مِنها شَرْبَةً مِنْ ماءٍ.
27-يا اءباذر! إ نَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام اءتانِي بِخَزائِنِ الدُّنْيا عَلى بَغْلَةٍ
شَهْباءَ فقال لي : يا محمّد: هذِهِ خَزائنُ الدّنيا وَلاتُنْقِصُكَ مِن حَظِّكَ عِنْدَ رَبِّكَ، فَقُلْتُ:
حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ! لا حاجَةَ لِي بِها، إ ذا شَبِعْتُ شَكَرْتُ رَبِّي وَإ ذا جُعْتُ سَاءلْتُهُ.
28-يا اءباذر! إ ذا اءرادَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَزَهَّدهُ فِي
الدُّنْيا وَبَصَّرَهُ بِعُيوبِنَفِسْهِ.
يا اءباذر! ما زهِدَ عَبْدٌ فِي الدُّنْيا إ لاّ اءَنْبَتَ اللّهُ الْحِكْمةَ فِي قَلْبِهِ واءنْطَقَ بِها
لِسانَهُ وَبَصَّرَهُ بِعُيوبِ الدُّنْيا وَدائِها وَدَوائِها و اءخْرَجَهُ مِنْها سالِما إ لى دارِ السَّلامِ.
29-يا اءباذر! إ نّي اءلْبَسُ الْغَلِيظَ وَاءجْلِسُ عَلى الاْ رْضِ وَاءلْعَقُ اءصابِعِي
وَاءرْكَبُ الْحِمارَ بِغَيْرِ سَرْجٍ وَاءرْدِفُ خَلْفِي ، فَمَنْ رَغِبَ عَن سُنّتِي فَلَيْسَ مِنِّي .
يا اءباذر! حُبُّ الْمالِ وَالشَرَفِ اءذْهَبُ لِدِينِ الرَّجُلِ مِنْ ذِئبَيْنِ ضارِيَيْنِ فِي زَرْبِ الْغَنَمِ
فاءغارا فِيها حَتّى اءصْبَحا فَماذا اءبْقَيا مِنْها؟
30-يا اءباذر! إ نَّ الدُّنْيا مَشْغَلَةٌ لِلْقُلُوبِ وَالاْ بْدانِ وَ إ نَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى
سائِلُنا عَمّا نَعَّمَنا فِي حَلالِهِ فَكَيْفَ بِما اءنْعَمْنا فِي حَرامِه ؟
31-يا اءباذر! إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ اللّهَ جَلّ ثَناؤ هُ اءنْ يَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ يُحِبُّني كَفافا
وَاءنْ يُعْطِيَ مَنْ يُبْغِضُنِي كَثْرةَ الْمالِ وَالْوَلَدِ.
يا اءباذر! طُوبى لِلزّاهِدِينَ فِي الدُّنْيا الرّاغِبِينَ فِي الاَّْخِرَةِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا اءرْضَ اللّهِ
بِساطا وَتُرابَها فِراشا وَماءَها طِيبا وَاتّخَذُوا كِتابَ اللّهِ شِعارا وَدُعاءهُ دِثارا، يَقْرِضُونَ
الدُّنْيا قَرْضا.
يا اءباذر! حَرْثُ الاَّْخِرةِ الْعملُ الصّالِحُ وَحَرْثُ الدُّنْيَا الْمالُ وَالبَنُونَ.
32-يا اءباذر! إ ذا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ الْقَلْبُ وَاتَّسَعَ، قُلْتُ: فَما عَلامَةُ
ذلِكَ بِاءبِي اءنْتَ وَاءُمِّي يا رَسُولَ اللّهِ؟ قال
صل الله عليه و آله و سلم : اَلا نابَةُ إ لى دارِ الْخُلُودِ وَالتَّجافِي عَن دارِ الْغُرورِ
وَالاِسْتِعْدادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ.
33-يا اءباذر! اِتَّقِ اللّهَ وَلاتُرِ النّاسَ اَنَّكَ تَخْشَى اللّهَ فَيُكْرِمُوكَ وَقَلبُكَ فاجِرٌ.
يا اءباذر! لِيَكُنْ لَكَ في كلّ شَي ءٍ نيَّةٌ صالِحةٌ حَتّى في النَومِ وَالا
كل .
34-يا اءباذر! لِتُعَظِّمْ جَلالَ اللّهِ فِي صَدْرِك ....
يا اءباذر! إ نَّ للّهِ مَلائِكةً قِياما مِنْ خِيفَةِ اللّهِ ما رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ حَتّى يُنْفَخَ فِي
الصُّورِ النَّفْخَةُ الاَّْخِرَةُ فَيَقُولُونَ جَمِيعا: سُبْحانَكَ (رَبَّنا) وَبِحَمْدِك ما عَبَدْناكَ كَما
يَنْبَعِي لَك اءنْ تُعْبَدَ.
يا اءباذر! لَوْ كانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِينَ نبِيّا لاَسْتَقَلَّ عَمَلَهُ مِنْ شِدَّةِ ما يَرى يَوْمَئِذٍ، وَلَوْ
اءنَّ دَلْوا مِن غِسْلِينٍ صُبَّ فِي مَطْلَعِ الشَّمْسِ لَغَلَتْ مِنْهُ جَماجِمُ مَنْ فِي مَغْرِبِها، وَلَوْ
زَفِرَتْ جَهَنَّمُ زَفْرَةً لَمْ يَبْقَ مَلكٌ مُقرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ إ لا خَرَّ جاثِيا عَلى رُكْبَتَيْهِ
يَقُولُ: رَبِّ (ارْحَمْ) نَفْسِي حَتّى يَنْسى إ بْراهِيمُ إ سْحقَ وَيَقُولُ: يا رَبِّ اءنا خَلِيلُكَ إ
بْراهِيمُ فَلا تَنْسَني .
35-يا اءباذر! اِخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الْجَنائِزِ وَعِنْدَ الْقِتالِ وَعِنْدَالْقُرْاَّنِ.
يا اءباذر! إ ذا تَبِعْتَ جَنازَةً فَلْيَكُنْ عَقْلُكَ فِيها مَشْغُولا بِالتَّفَكُّرِ وَالْخُشُوعِ وَاعْلَمْ
اءنَّكَ لاحِقٌ بِهِ.
يا اءباذر! اِعْلَمْ اءنَّ كلُّ شَي ءٍ إ ذا فَسَدَ فَالْمِلْحُ دَواؤُهُ فإ ذا فَسَدَ الْمِلْحُ فَلَيْسَ لَهُ دواءٌ.
يا اءباذر! رَكْعَتانِ مُقْتَصِدَتانِ فِي التَّفَكُّرِ خَيْرٌ مِنْ قِيامِ لَيْلَةٍ والْقَلْبُ ساهٍ.
36-يا اءباذر! الْحَقُّ ثَقِيلٌ مُرُّ والْباطِلُ خَفِيفٌ حُلْوٌ. ورُبَّ شَهْوَةِ ساعَةٍ تُوجِبُ حُزْنا
طَوِيلا.
37-يا اءباذر! حاسِبْ نَفْسَكَ قَبْلَ اءنْ تُحاسَبَ فَهُوَ اءهْوَنُ لِحِسابِكَ غَدا. وَزِنْ
نَفْسَكَ قَبْلَ اءنْ تُوزَنَ، وتَجَهَّزْ لِلْعَرْضِ الاْ كْبَرِ يَوْمَ تُعْرَضُ لاتَخْفى مِنْكَ عَلَى اللّهِ
خافِيةٌ.
يا اءباذر! اِسْتَحِ مِنَ اللّهِ، فَإ نِّي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا اءزالُ حِينَ اءذْهَبُ إ لَى الْغائِطِ
مُقَنِّعا بِثَوبي اءستَحْيِي مِنَ الْمَلَكَينِ اللَّذَيْنِ مَعِي .
يا اءباذر! اءتُحِبُّ اءنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فِداكَ اءبِي ، قالَ
صل الله عليه و آله و سلم : فَاقْصُرْ مِنَ الاْ مَلِ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ. وَاسْتَحِ
مِنَ اللّهِ حقَّ الْحَياءِ، قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ، كُلُّنا نَسْتَحْيِي مِنَ اللّهِ، قالَ: لَيْسَ ذلِكَ
الْحَياءُ وَلكِنَّ الْحَياءَ مِنَ اللّهِ اءنْ لا تَنْسَى الْمَقابِرَ وَالْبِلى ، وَتَحْفَظَ الجَوْفَ وَما
وَعى ، وَالرَّاءْسَ وَماحَوى . وَمَنْ اءرادَ كَرامَةَ الاَّْخِرَةِ فَلْيَدَعْ زِينَةَ الدُّنْيا، فَإ ذا كُنْتَ كَذلِكَ
اءصَبْتَ وِلايَةَ اللّهِ.
38-يا اءباذر! مَثَلُ الذّي يَدْعُو بِغيْرِ عَمَلٍ كَمَثَلِ الذّي يَرْمي بِغيْر وَتَرٍ.
39-يا اءباذر! إ نَّ اللّه يُصْلِحُ بِصَلاحِ الْعَبْدِ وُلْدَهُ وَوُلْدَ وُلْدِهِ وَيَحفَظُهُ في دُوَيْرَتِهِ
وَالدُّورَ حَوْلَهُ ما دامَ فِيهِم .
40-يا اءباذر! إ نَّ رَبَّك عَزَّ وَجَلَّ يُباهِي الْمَلائِكَةَ بِثَلاثَةِ نَفَرٍ: رَجُلٍ في اءرْضٍ
قَفْرٍفَيُؤَذِّنُ ثُمَّ يُقِيمُ ثُمَّ يُصلِّي ، فَيَقُولُ رَبُّكَ لِلْمَلائِكةِ: اُنظُرُوا إ لى عَبْدِي
يُصَلِّي وَلا يَراهُ اءحَدٌ غَيْري ، فَيَنْزِلُ سَبْعُونَ اءلفِ مَلَكٍ يُصَلُّون وَراءَهُ
وَيَسْتَغْفِروُنَ لَهُ إ لَى الْغَدِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ. وَرَجُلٍ قامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلّى وَحْدَه فَسَجَد
وَنامَ وَهُوَ ساجِدٌ، فَيَقُولُ اللّهُ تَعالى : اُنْظُرُوا إ لى عَبْدِي رُوحُهُ عِنْدِي وَجَسَدُهُ ساجِدٌ.
وَرَجلٍ في زَحْفٍ فَرَّ اءصحابُهُ وَثَبَت هُوَ يُقاتِلُ حَتّى يُقْتَلَ.
41-يا اءباذر! ما مِن رَجُلٍ يَجْعَلُ جَبْهَتَهُ فِي بُقْعَةٍ مِنْ بِقاعِ الاَْرْضِ إ لاّ شَهِدَتْ لَهُ
بِها يَوْمَ الْقِيامَةِ. وَما مِنْ مَنزِلٍ يَنْزِلُهُ قَوْمٌ إ لاّ وَاءصْبَحَ ذلِكَ الْمَنْزِلُ يُصلّي عَلَيْهِمْ اءو
يَلْعَنُهُمُ.
يا اءباذر! ما مِنْ صَباحٍ وَلا رَواحٍ إ لاّ وَبِقاعُ الاْ رْضِ يُنادِي بَعْضُها بَعضا يا جارَةُ هِلْ مَرَّ
بِكِ مَنْ ذَكَرَ اللّه تَعَالى اءوْ عَبْدٌ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَيْكَ ساجِدا للّهِ؟ فَمِنْ قائِلَةٍ: لا، وَمِن
قائِلَةٍ نَعَمْ، فَإ ذا قالَتْ: نَعَم ، اِهْتَزَّتْ وَانْشَرَحَتْ وَتَرى اءنَّ لَهَا الفَضْلَ عَلى جارَتِها.
42-يا اءباذر! إ نَّ الاْ رْضَ لَتَبْكِي عَلَى الْمُؤْمِنِ إ ذا ماتَ اءرْبَعِينَ صَباحا.
43-يا اءباذر! ما مِنْ شابٍّ تَرَكَ الدُّنْيا وَاءفْنى شَبابَهُ فِي طاعَةِ اللّهِ إ لاّ اءعْطاهُ
اللّهُ اءجْرَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ صِدِّيقا.
يا اءباذر! اَلذّاكِرُ فِي الْغافِليِنَ كَالْمُقاتِلِ فِي الفارِّينَ.
يا اءباذر! اَلْجَليسُ الصّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوِحدةِ، وَالْوِحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ. وَإ مْلاءُ
الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ، وَالسَّكُوتُ خَيْرٌ مِنْ إ مْلاءِ الشَّرِّ.
يا اءباذر! لا تُصاحِبْ إ لاّ مُؤْمِنا. وَلايَاءكُلْ طعامَك إ لاّ تَقِيُّ. وَلا تَاءكُلْ طَعامَ الْفاسِقِينَ.
يا اءباذر! اءطْعِمْ طَعامَكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِي اللّهِ. وَكُلْ طَعامَ مَنْ يُحبُّكَ فِي اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
44-يا اءباذر! إ نَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ لِسانِ كُلِّ قائِلٍ، فَلْيَتَقِّ اللّهَ امْرُؤٌ وَلْيَعْلَمْ ما
يَقُولُ.
يا اءباذر! اُتْرُكْ فُضُولَ الْكَلامِ وَحَسْبُكَ مِنَ الْكَلامِ ما تَبْلُغُ بِهِ حاجَتَكَ.
يا اءباذر! كَفى بِالْمَرْءِ كِذْبا اءنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ ما يَسْمَعُ.
يا اءباذر! ما مِنْ شَيْءٍ اءحَقُّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسانِ.
45-يا اءباذر! ما عَمِلَ مَنْ لَمْ يَحْفَظْ لِسانَهُ.
يا اءباذر! لا تَكُنْ عَيّابا وَلا مَدّاحا ولا طَعّانا ولامُمارِيا.
يا اءباذر! لا يَزالُ الْعَبْدُ يَزْدادُ مِنَ اللّهِ بُعْدا ما ساءَ خُلْقُهُ.
يا اءباذر! اَلْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوها اِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ.
46-يا اءباذر! مَنْ اءجابَ داعِيَ اللّهِ وَاءحْسَنَ عِمارَةَ مَساجِدِ اللّهِ كانَ ثَوابُهُ مِنَ اللّهِ
الْجَّنَةُ. فَقُلْتُ: بِاءبِي اءنْتَ وَاءُمِّي يا رَسُولَ اللّهِ كَيْفَ يُعْمَرُ مَساجِدَ اللّهِ؟
قَال : لا يُرْفَعُ فِيها الاْ صْواتُ وَلايُخاضُ فِيها بِالْباطِلِ وَلايُشْتَرى فِيها ولايُباعُ،
فَاتْرُكِ اللَّغْوَ ما دُمْتَ فِيها، فإ نْ لَم تَفْعَلْ فَلا تَلُومَنَّ يَوْمَ الْقِيامةِ إ لاّ نَفْسَكَ.
يا اءباذر! إ نَّ اللّهَ تعالى يُعْطِيكَ مادُمْتَ جالِسا فِي الْمَسْجِدِ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ
فِيهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ وَتُصَلِّي عَلَيْكَ الْمَلائِكَةُ وَيُكْتَبُ لَكَ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ
فِيهِ عَشْرُ حَسَناتٍ وَيُمْحى عَنْكَ عَشْرُ سَيِّئاتٍ.
47-يا اءباذر! يَقُولُ اللّهُ تَبارَكَ وَ تَعالى : إ نَّ اءحَبَّ الْعِبادِ إ لَيَّ الْمُتَحابُّونَ مِنْ
اءَجْلِي ، اَلْمُتَعَلِّقَةُ قُلوُبُهمْ بِالْمَساجِدِ وَالْمُسْتَغْفِروُنَ بِالاْ سْحارِ، اءُولئِكَ إ ذا اءرَدْتُ
بِاءهْلِ الاْ رْضِ عُقُوبةً ذَكْرُتُهُمْ فَصَرَفْتُ الْعُقُوبَةَ عَنْهُمْ.
يا اءباذر! كُلُّ جُلُوسٍ فِي الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إ لاّ ثَلاثٌ: قِراءَةُ مُصَلٍّ، اءوْ ذِكرُ اللّهِ، اءوْ سائِلٌ
عَنْ عِلمٍ.
48-يا اءباذر! كُنْ بِالْعَمَلِ بِالتَّقوى اءَشَدَّ اهْتِماما مِنْكَ بِالْعَمَلِ، فَإ نَّهُ لا يَقِلُّ عَمَلٌ
بِالتَّقْوى وَكَيْفَ يَقِلُّ عَمَلٌ يُتَقَبَّلُ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ((إ نَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ)).
يا اءباذر! لا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِّينَ حَتّى يُحاسِبَ نَفْسَهُ اءشَدَّ مِنْ مُحاسَبَةِ الشَّرِيكِ
شَرِيكَهُ، فَيَعْلَمَ مِنْ اءيْنَ مَطْعَمُهُ وَمِنْ اءيْنَ مَشْرَبُهُ وَمِنْ اءيْنَ مَلْبَسُهُ، اءمِنْ حِلٍّ اءمْ مِنْ
حَرامٍ؟
يا اءباذر! مَنْ لَمْ يُبالِ مِنْ اءيْنَ يَكْتَسِبُ الْمالَ لَمْ يُبالِ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ اءيْنَ اءدْخَلَهُ
النّارَ.
يا اءباذر! مَنْ سَرَّهُ اءنْ يَكُونَ اءكْرَمَ النّاسِ فَلْيَتَّقِ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ.
يا اءباذر! إ نَّ اءحَبَّكُمْ اِلَى اللّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ اءكْثَرُكُمْ ذِكْرا لَهُ. وَاءكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ
اءتْقاكُمْ لَهُ. وَاءنْجاكُمْ مِنْ عَذابِ اللّهِ اءشَدُّكُمْ لَهُ خَوْفا.
يا اءباذر! إ نَّ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَتَّقوُنَ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي لا يُتَقّى مِنْهُ، خَوْفا مِنَ الدُّخُولِ
فِي الشُّبْهَةِ.
يا اءباذر! مَنْ اءطاعَ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ ذَكَرَاللّهَ وَإ نْ قَلَّتْ صَلاتُهُ وَ صِيامُهُ وَ تِلاوَتُهُ
لِلْقُرْاَّنِ.
يا اءباذر! مِلاكُ الدِّينِ الْوَرَعُ وَرَاءسُهُ الطّاعَةُ.
49-يا اءباذر! كُنْ وَرِعا تَكُنْ اءعْبَدَ النّاسِ، وَخَيْرُ دِينِكُم الْوَرَعُ.
يا اءباذر! فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبادَةِ، وَاعلَمْ اءنَّكُمْ لَوْ صَلَّيتُمْ حَتّى تَكُونوا
كالْحَنايا وَصُمْتُمْ حَتّى تَكُونُوا كالاْ وْتارِ ما يَنْفَعُكُمْ ذلِكَ إ لاّ بِوَرَعٍ.
يا اءباذر! إ نَّ اءهْلَ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيا هُمْ اءوْلِياءُ اللّهِ تَعالى حَقّا.
يا اءباذر! مَنْ لَمْ يَاءْتِ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِثَلاثٍ فَقَدْ خَسِرَ. قُلْتُ: وَمَا الثَّلاثُ، فِداك اءبِي
وَ اءُمِّي ؟ قالَ: وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ السُّفَهاءِ،
وَخُلْقٌ يُدارِي بِهِ النّاسَ.
50-يا اءباذر! إ نْ سَرَّكَ اءنْ تَكُونَ اءقْوَى النّاسِ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَإ نْ
سَرَّكَ اءنْ تَكوُنَ اءكْرَمَ النّاسِ فَاتَّقِ اللّهَ. وَإ نْ سَرَّك اءنْ تَكُونَ اءغْنَى النّاسِ فَكُنْ
بِما فِي يَدِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ اءوْثَقَ مِنْكَ بِما فِي يَدِكَ.
يا اءباذر! لَوْ اءنَّ النّاسَ كُلَّهُمْ اءخَذُوا بِهذهِ الاَّْيَةِ لَكَفَتْهُمْ: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجا ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إ نَّ اللّهَ بالِغُ
اءمْرِهِ)).
51-يا اءباذر! يَقُولُ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا يُؤْثِرُ عَبْدِي هَوايَ عَلى
هَواهُ إ لاّ جَعَلْتُ غِناهُ فِي نَفْسِهَ وَهُمُومَهُ فِي اَّخِرَتِهِ وَضَمِنْتُ السَّماواتِ وَالاْ رْضَ رِزْقَهُ
وَكَفَفْتُ عَنْهُ ضَيْقَهُ وَكُنتُ لَهُ مِنْ وَراءِ تِجارَةِ كُلِّ تاجِرٍ ...
52-يا اءباذر! اءَلا اءُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ يَنْفَعُكَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِنَّ؟ قُلْتُ: بَلى يا
رَسُولَ اللّهِ، قالَ: اِحْفَظِ اللّهَ يَحْفَظْكَ. اِحفَظِ اللّهَ تَجِدْهُ اءمامَكَ. تَعَرَّفْ اِلَى اللّهِ فِي
الرَّخاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ. وَإ ذاَ فَاسْاءلِ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ. وَاِذا اسْتَعَنْتَ فَاستَعِنْ بِاللّهِ،
فَقَدْ جَرَى الْقَلَمُ بِما هُوَ كائِنٌ إ لى يَوْمِ الْقِيامَةِ، فَلَوْ اءنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُم جَهِدُوا اءنْ
يَنْفَعُوكَ بِشي ءٍ لَمْ يُكتَبْ لَك ما قَدَرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهِدُوا اءنْ ضُرُّوكَ بِشَي ءٍ لَمْ
يَكْتُبْهُ اللّهُ عَلَيْكَ ما قَدَرُوا عَلَيْهِ. فَإ نِ اسْتَطَعْتَ اءنْ تَعْمَلَ للّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالرَّضا
فِي الْيَقِينِ فَافْعَلْ وَ إ نْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإ نَّ فِي الصَّبْرِ عَلى ماتَكْرَهُ خَيْرا كَثِيرا.
وَإ نَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَالْفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ وَإ نَّ مَعَ الْعُسْرِيُسْرا.
53-فَمَنْ قَنَعَ بِما رَزَقَهُ اللّهُ فَهُوَ اءغْنَى النّاسِ.
54-يا اءباذر! إ نَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إ نِّي لَسْتُ كَلامَ الْحَكِيمِ اءتقَبَّلُ وَلكِنْ هَمَّهُ
وَهَواهُ، فَإ نْ كانَ هَمُّهُ وَهَواهُ فِيما اءُحِبُّ وَاءرْضى جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدا لِي وَذِكْرا (وَوَقارا) وَإ
نْ لَمْ يَتكلَّمْ.
يا اءباذر! إ نَّ اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى لا يَنْظُرُ إ لى صُوَرِكُمْ وَلا إ لى اءمْوالِكُمْ وَاءقْوالِكُمْ
وَلكِنْ يَنظُرُ إ لى قُلُوبِكُمْ وَاءعْمالِكُمْ.
يا اءباذر! اَلتَّقْوى ههُنا، اَلتَّقْوى ههُنا، وَاءشارَ إ لى صَدْرِهِ.
55-يا اءباذر! هِمِّ بِالْحَسَنةِ وَإ نْ لَمْ تَعْمَلْها لِكَيْلا تُكْتَبَ مِنَ الْغافِلِينَ.
56-يا اءباذر! اءرْبَعٌ لا يُصِيبُهُنَّ إ لاّ مُؤْمِنٌ: الصَّمْتُ وَهُوَ اءوّلُ الْعِبادِة ،
وَالتَّواضُعُ للّهِ سُبْحانَهُ، وَذِكْرُ اللّهِتَعالى فِي كُلِّ حالٍ وَقَلِّةُ الشَّيْءِ يَعْنِي قِلّةَ
الْمالِ.
57-يا اءباذر! مَنْ مَلَكَ ما بَيْنَ فَخِذَيْهِ وَبَيْن لِحْيَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
58-يا اءباذر! وَهَلْ يُكِبُّ الناسَ عَلى مَناخِرِهِمْ فِي النّارِ إ لاّ حَصائِدُ اءلْسِنَتِهِمْ، إ
نَّكَ لا يَزالُ سالِما ما سَكَتَّ فَإ ذا تَكَلَّمْتَ كَتَبَ اللّهُ لَكَ اءوْ عَلَيْكَ.
يا اءباذر! إ نَّ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي الْمجْلسِ لِيَنْصَحَكُم بِها فَهَوى فِي جَهَنَّمَ ما
بَيْنَ السَّماءِ وَالاْ رْضِ.
يا اءباذر! وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ وَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ.
يا اءباذر! مَنْ صَمَتَ نَجا، فَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَلا تُخْرِجَنَّ مِنْ فِيكَ كِذْبا اءبَدا. قُلْتُ: يا
رَسُولَ اللّهِ فَما تَوْبةُ الرَّجُلِ الَّذي كَذِبَ مُتعَمِّدا؟ قالَ: الاِسْتِغْفارُ وَالصَّلَواتُ الْخَمْسُ
تَغْسِلُ ذلِكَ.
59-يا اءباذر! إ يّاكَ وَالْغيبَةَ، فَإ نَّ الْغِيبَةَ اءشَدُّ مِنَ الزِّنا، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ وَلِمَ ذلِكَ
بِاءبِي اءنْتَ وَ اءُمِّي ؟ قالَ: لاِ نَّ الرَّجُلَ يَزْنِي وَيَتُوبُ إ لَى اللّهِ فَيَتوُبُ اللّهُ عَلَيْهِ،
وَالْغِيبَةُ لا تُغْفَرُ حَتّى يَغْفِرَها صاحِبُها.
يا اءباذر! سِبابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ، وَقِتالُهُ كُفْرٌ، وَاءكْلُ لَحْمِهِ مِن مَعاصِي اللّهِ، وَحُرمَةُ
مالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ وَمَا الْغِيبةُ؟ قالَ: ذِكْرُكَ اءخاكَ بِما يَكْرَهُ. قُلْتُ: يا
رَسُول اللّهِ فَإ نْ كانَ فِيهِ ذاكَ الَّذِى يُذْكَرُ بِهِ؟ قالَ: اِعْلَم إ نَّكَ إ ذا ذَكَرْتَهُ بِما هُو فِيهِ
فَقَد اغْتَبْتَهُ وَإ ذا ذَكَرْتَهُ بِما لَيْسَ فِيهِ فَقدْ بَهتَهُ.
60-يا اءباذر! مَنْ ذَبَّ عَنْ اءخِيهِ الْمُسْلِمِ الْغِيبَةَ كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ اءنْ يُعْتِقَهُ مِنَ
النّار.
يا اءباذر! مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ اءخُوهُ الْمُسْلِمُ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ نَصْرَهُ فَنَصَرَهَ نَصَرَهُ اللّهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي الدُّنْيا وَالاَّْخِرَة ، فَإ نْ خَذَلَهُ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ نَصْرَهُ خَذَلَهُ اللّهُ فِي الدُّنْيا
وَالاَّْخِرَةِ.
61-يا اءباذر! لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتّاتٌ، قُلْتُ: وَمَا الْقَتّاتُ؟ قالَ: الَّنمّامُ.
يا اءباذر! صاحِبُ النمِيمَةِ لا يَستَرِيحُ مِنْ عَذابِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الاَّْخِرةِ.
يا اءباذر! مَنْ كانَ ذا وَجْهَيْنِ وَلِسانَينِ فِي الدُّنْيا فَهُوَ ذُو لِسانَيْنِ فِي النّارِ.
يا اءباذر! الَْمجالِسُ بِالاْ مانَةِ وَإ فْشاءُ سِرِّ اءخِيكَ خِيانَةٌ.
62-يا اءباذر! تُعْرَضُ اءعْمالُ اءهْلِ الدُّنْيا عَلَى اللّهِ مِنَ الْجُمْعةِ إ لَى الْجُمْعَةِ فِي
يَوْمِ الاْثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَيُسْتَغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمنٍ إ لاّ عَبْدا كانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اءخِيهِ
شَحْناءُ، فَيُقالُ: اُتْرُكُوا عَمَلَ هذَيْنِ حَتّى يَصْطَلِحا.
يا اءباذر! إ يّاكَ وَهِجْرانَ اءخِيك ، فَإ نَّ الْعَمَلَ لا يُتَقَبَّلُ مَعَ الْهِجْرانِ.
يا اءباذر! اءنْهاكَ عَنِ الْهِجْرانِ، وَإ نْ كُنْتَ لا بُدَّ فاعِلا تَهْجُرُهُ فَوْقَ ثَلاثِةِ اءيّامٍ (كُملا)،
فَمَنْ ماتَ فِيها مُهاجِرا لاِ خِيهِ كانَتِ النّارُ اءوْلى بِهِ.
63-يا اءباذر! مَنْ اءحَبَّ اءنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجالُ قِياما فَلْيَتَبَوَّاءْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ.
يا اءباذر! مَنْ ماتَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الْجَنَّةِ إ لاّ اءنْ يَتُوبَ
قَبْلَ ذلِكَ.
يا اءباذر! اءكْثَرُ مَنْ يَدْخُلُ النّارَ الْمُستَكْبِرُونَ. فَقالَ رَجُلٌ: وَهَلْ يَنْجُو مِنَ الْكِبْرِ اءحَدٌ
يا رَسُولَ اللّهِ؟ قالَ: نَعَمْ، مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ وَرَكِبَ الْحِمارَ وَحَلِبَ الشّاةَ وَجالَسَ
الْمَساكِينَ.
يا اءباذر! مَنْ حَمَلَ بِضاعَتَهُ فَقَدْ بَرِئ مِنَ الْكِبْرِ (يَعنْي ما يَشْتَرِى مِنَ السُّوقِ).
64-يا اءباذر! مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ إ لَيْهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ....
يا اءباذر! مَنْ رَفَعَ ذَيْلَهُ وَخَصَفَ نَعْلَهُ وَعَفَّرَ وَجْهَهُ فَقَدْ بَرِئ مِنَ الْكِبْرِ.
يا اءباذر! مَنْ كانَ لَهُ قَمِيصانِ فَلْيَلْبَسْ اءحَدُهُما وَلْيُلْبِسِ الاَّْخَرَ اءخاهُ.
65-يا اءباذر! سَيَكُون ناسٌ مِنْ اءُمّتي يُولَدُون فِي النَّعِيمِ وَيَغْذَونَ بِهِ، هِمَّتُهُمْ
اءلْوانُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَيَمْدَحُونَ بِالْقَوْلِ اءُولئِكَ شِرارُ اءُمَّتِي .
يا اءباذر! مَنْ تَرَكَ لِبْسَ الْجَمالِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَواضُعا للّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ
مَنْقَصَةٍ وَاءذَلَّ نَفْسَهُ فِي غَيْرِ مَسْكَنَةٍ وَاءنْفَقَ ما جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وَرَحِمَ اءهْلَ الذُّلِّ
وَالْمَسكَنَةِ وَخالَطَ اءهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ.
66-يا اءباذر! اِلْبَسِ الْخَشِنَ مِنَ اللِّباسِ، وَالصَّفِيقَ مِنَالثِّيابِ لِئَلاّ يَجِدَ الْفَخْرُ
فِيكَ مَسْلَكا.
يا اءباذر! يَكُونُ فِي اَّخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ فِي صَيْفِهمْ وَشِتائِهِمْ،
يَرَوْنَ اءنَّ لَهُمُ الفَضْلَ بذلك عَلى غَيْرِهِم اءُولئِكَ تَلْعَنُهُمْ مَلائِكَةُ السَّماواتِ وَالاْ رْضِ.
67-طُوبى لِمَنْ صَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ وَحَسُنَتْ عَلانِيَتُهُ وَعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ، طُوبى
لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَاءنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مالِهِ وَاءمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ.
68-إ نّي لَمْ اءبْعَثْكَ لِتَجْتَمِعَ الدنيا بَعْضَها على بَعضٍ وَلكِنّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ
عَنّي دَعْوَةَ المظلومِ.
69-عَلَى الْعاقِلِ مالَمْ يَكُنْ مَغْلُوبا عَلى عَقْلهِ اءنْ يَكُونَ لَهُ ثَلاثُ ساعاتٍ: ساعَةٌ
يُناجِي فِيها رَبَّهُ، وَساعةٌ يُفَكِّرُ فِيها فِي صُنْعِ اللّهِ تَعالى ، وَساعةٌ يُحاسِبُ فِيها
نفسَهُ فيما قَدَّمَ وَاءخَّرَ، وَساعَةٌ يَخْلُو فِيها بِحاجَتِهِ مِنَ الْحَلالِ مِنَ المَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ.
وَعَلَى الْعاقِلِ اءنْ يَكُونَ ظاعِنا إ لاّ فِي ثَلاثٍ: تَزَوُّدٍ لِمَعادٍ، اءوْ مَرَمَّةٍ لِمَعاشٍ، اءو لَذَّةٍ فِي
غَيْرِ مُحَرَّمٍ. وَعَلَى الْعاقِلِ اءنْ يَكُونَ بَصِيرا بِزَمانِه ، مُقْبِلا عَلى شَاءْنِهِ، حافِظا
لِلِسانِهِ. وَمَنْ حَسِبَ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إ لاّ فِيما يَعْنِيهِ.
70-عَجَبٌ لِمَنْ اءيْقَنَ بِالنّار ثُمَّ ضَحِكَ، عَجَبٌ لِمَنْ اءيّقَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ،
عَجَبٌ لِمَنْ اءبْصَرَ الدُّنْيا وَتَقَلُّبَها بِاءهْلِها حالا بَعْدَ حالٍ ثُمَّ هُوَ يَطْمَئِنُّ إ لَيْها، عَجَبٌ
لِمَنْ اءيْقَنَ بِالْحِسابِ غَدا ثُمَّ لَمْ يَعْمَلْ.
71-إ قرَاءْ يا اءباذر! ((قَدْ اءفْلَحَ مَنْ تَزَكّى ، وَذَكرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى ، بَلْ
تُؤْثِرُونَ الْحَياة الدُّنْيا، وَالاَّْخِرَةُ خَيْرٌ وَاءبْقى ، إ نَّ هذا يعني ذِكْرُ هذِهِ الاْ رْبَعِ الاَّْياتِ
لَفِي الصُّحُفِ الاُْولى ، صُحُفِ إ بْراهِيمَ وَمُوسى )).
72-قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ اءوْصِنِي . قالَ: اءُوصِيكَ بِتَقوَى اللّه ، فإ نّهُ رَاءسُ
اءمْرِكَ كُلِّهِ.
فقلتُ: يا رسولَ اللّه زِدْني . قال صل الله عليه و آله و سلم : عَليك بِتِلاوَةِ الْقُرْاَّنِ وَذِكْرِ
اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإ نَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِي السَّماءِ وَنُورٌ فِي الاْ رْضِ.
73-قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ زِدْنِي . قال
صل الله عليه و آله و سلم : عَلَيْكَ بِالْجِهادِ، فَإ نَّهُ رُهْبانِيَّةُ اءُمَّتِي . قُلْتُ: يا رَسُولَ
اللّهِ زِدْنِي . قال صل الله عليه و آله و سلم : عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إ لاّ مِنْ خَيْرٍ، فَإ نَّهُ مَطْرَدَةٌ
لِلشَّيْطانِ عَنْكَ وَعَوْنٌ لَكَ عَلى اءُمُورِ دِينِكَ.
74-قُلْتُ: يا رَسُولِ اللّهِ زِدْنِي . قالَ صل الله عليه و آله و سلم : إ يّاكَ وَكَثْرَةَ
الضِّحْكِ، فَإ نَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ زِدْنِي .
قال صل الله عليه و آله و سلم : اُنْظُرْ إ لى مَنْ هُوَ تَحْتَكَ وَلا تَنْظُرْ إ لى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ،
فإ نَّهُ اءجْدَرُ اءنْ لا تَزْدَرِي نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكَ.
75-قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ زِدْنِي . قال
صل الله عليه و آله و سلم : صِلْ قَرابَتَكَ وَإ نْ قَطَعُوك وَاءحِبَّ الْمَساكِينَ وَاءكثِرْ
مُجالَسَتَهُم . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ زِدْنِي . قال
صل الله عليه و آله و سلم : قُلِ الْحَقَّ وَإ نْ كانَ مُرّا. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ زِدْنِي .
قال صل الله عليه و آله و سلم : لا تَخَفْ فِي اللّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.
76-قُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ زِدْنِي . قال
صل الله عليه و آله و سلم : يا اءباذر: لِيَرُدَّكَ عَنِ النّاسِ ما تَعْرِفُ مِنْ نَفْسِكَ وَلا تَجُرْ
عَلَيْهِمْ فِيما تَاءْتِي ، فَكَفى بالرَّجُلِ عَيْبا اءنْ يَعْرِفَ مِنَ النّاسِ ما يَجْهَلُ مِنْ نَفْسِهِ.
77-يا اءباذر! لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلا وَرَعَ كالْكَفِّ عَنِ الَْمحارِمِ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ
الْخُلْقِ.