زندگانى حضرت زهرا (عليهاالسلام )
جلد سوم
ترجمه و تحقيق از جلد ۴۳ بحارالانوار
علامه محمد باقر مجلسى
مترجم و محقق: محمد روحانى زمان آبادى
- ۲ -
ثم قالت - فى متصل كلامها - اءفعلى محمد تركتم كتاب الله ، و نبذتموه وراء ظهوركم ،
اذ يقول الله تبارك و تعالى : (و ورث سليمان داود)
(279) و قال الله عزوجل فيما قص
(280) من خبر يحيى بن زكريا: (فهب لى من لدنك وليا يرثنى و يرث من آل
يعقوب )
(281) و قال عز ذكره : (و اءولواالارحام بعضهم اءولى ببعض فى كتاب الله )
(282) و قال : (يوصيكم الله فى اءولادكم للذكر مثل حظ الانثيين )
(283) و قال : (ان ترك خيرا الوصية للوالدين و الاقربين بالمعروف حقا على
المتقين )
(284) و زعمتم اءلا حظوة لى ارث من اءبى
(285)، و لا رحم بيننا، اءفخصكم الله باءية اءخرج نبى صلى الله عليه و
آله منها؟! اءم تقولون اءهل ملتين لا يتوارثون ؟! اءو لست اءنا و اءبى من اءهل ملة
واحدة ؟ اءم
(286) لعلكم اءعلم بخصوص القرآن و عمومه من النبى صلى الله عليه و آله ؟!
(اءفحكم الجاهلية يبغون و من اءحسن من الله حكما لقوم يوقنون )
(287) اءاءغلب على ارثى ظلما و جورا؟!
(288) (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون )
(289)
و ذكر اءنها لما فرغت من كلام اءبى بكر و المهاجرين عدلت الى مجلس الانصار، فقالت :
معشر البقية ، و اءعضاد الملة ، و حصون الاسلام ! ما هذه الغميزة فى حقى و السنة عن
ظلامتى ؟ اءما كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : المرء يحفظ فى ولده ؟!
سرعان ما اءجدبتم فاءكديتم ، و عجلان ذا اهالة اءتقولون
(290) مات رسول الله صلى الله عليه و آله فخطب جليل استوسع وهيه ، و
استنهر فتقه ، و بعد وقته ، و اظلمت الارض لغيبته ، و اكتابت خيرة الله لمصيبته ، و
خشعت الجبال ، و اءكدت الامال ، و اضيع الحريم ، و ازيلت الحرمة عند مماته صلى الله
عليه و آله ؟ و تلك نازلة علن بها
(291) كتاب الله فى اءفنيتكم فى ممساكم و مصبحكم ، يهتف بها
(292) فى اءسماعكم ، و لقبله ما حلت
(293) باءنبياء الله عزوجل و رسله (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله
الرسل اءفاين مات اءو قتل انقلبتم على اءعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله
شيئا و سيجزى الله الشاكرين )
(294) ايها بنى قيله ! اءاءهضم تراث ابيه و اءنتم بمراءى منه و مسمع ؟
تلبسكم الدعوة ، و تشملكم
(295) الحيرة ، و فيكم العدد، و العدة ، و لكم الدار، و عندكم الجنن ، و
اءنتم الاولى يحبه الله
(296) التى انتجب
(297) لدينه و اءنصار رسوله ، و اءهل الاسلام ، و الخيرة التى اختار لنا
اءهل البيت فباديتم العرب ، و ناهضتم الامم ، و كافحتم البهم ، لا نبرح ناءمركم و
تاءمرون
(298)، حتى دارت لكم بنا رحى
(299) الاسلام و در حلب الانام ، و خضعت نعرة الشرك ، و باخت نيران الحرب
، و هداءت دعوة الهرج ، و استوثق
(300) نظام الدين فاءنى جرتم
(301)
بعد البيان ، و نكصتم بعد الاقدام ، و اءسررتم بعد الاعلان ، لقوم نكثوا ايمانهم :
(اءتخشونهم فالله اءحق اءن تخشوه ان كنتم مؤ منين )
(302) اءلا قد اءرى اءن قد اءخلدتم الى الخفض ، و ركنتم الى الدعة ،
فعجتم عن الدين ، و مججتم
(303)
الذى وعيتم ، و وسعتم
(304) الذى سوغتم ف (ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا فان الله
لغنى حميد)
(305) اءلا و قد قلت الذى قتله على معرفة منى بالخذلان الذى خامر صدوركم
، و استشعرته قلوبكم ، ولكن قلته فيضة النفس ، و نفثة الغيظ، و بثة الصدر، و معذرة
الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناقبة الخف ،
(306) باقية العار، موسومة بشنار الابد، موصولة ب (نارالله الموقدة #
التى تطلع على الافئدة )
(307). فبعين الله ما تفعلون : (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون )
(308) و اءنا ابنة نذير (لكم بين يدى عذاب شديد)
(309)، ف (اعلموا... اءنا عاملون و انتظروا انا منتظرون )
(310)
قال اءبوالفضل : و قد ذكر قوم اءن اءباالعيناء ادعى هذا الكلام ، و قد رواه قوم
صححوه و كتبناه على ما فيه .
و حدثنى عبدالله بن اءحمد العبدى عن الحسين بن علوان عن عطية العوفى اءنة سمع
اءبابكر يومئذ يقول لفاطمة عليهاالسلام : يا بنت رسول الله ! لقد كان صلى الله عليه
و آله بالمؤ منين رحيما
(311) و على الكافرين عذابا اءليما و اذا عزوناه كان اءباك دون النساء، و
اءخا ابن عمك دون الرجال ، آثره على كل حميم ، و ساعده على الامر العظيم ، لا يجبكم
الا العظيم السعادة ، و لا يبغضكم الا الردى الولادة ، و اءنتم عترة الله الطيبون ،
و خيرة الله المنتجبون
(312)، على الاخرة اءدلتنا، و باب الجنة لسالكنا.
و اءما منعك ما ساءلت فلا ذلك لى ، و اءما فدك و ما جعل اءبوك لك
(313)، فان منعتك فاءنا ظالم ، و اءما الميراث فقد تعلمين اءنه صلى الله
عليه و آله قال : لا نورث ما
(314) اءبقيناه صدقة .
قالت : ان الله يقول عن نبى من اءنبيائه : (يرثنى و يرث من آل يعقوب )
(315)، و قال : (و ورث سليمان داود)
(316) فهذان
(317) نبيان ، و قد علمت اءن النبوة لا يورث مادونها، فمالى اءمنع ارث
اءبى ؟! اءنزل الله فى الكتاب الا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله فتدلنى عليه
فاءقنع به ؟
فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ! اءنت عين الحجة ، و منطق الرسالة ،
لايد لى بجوابك ، و لا اءدفعك عن صوابك ، ولكن هذا اءبوالحسن بينى و بينك هو الذى
اءخبرنى بما تفقدت ، و اءنباءتى بما اءخذت و تركت .
قالت : فان يكن ذلك كذلك فصبر لمر الحق ، و الحمدلله اله الحق
(318)
و ما وجدت هذا الحديث على التمام الا عند اءبى هفان
(319)
اءقول : لا يخفى ذى عينين اءن ما الحقوه فى آخر الخبر لا
يوافق شيئا من الروايات ، و لا يلائم ما مر من الفقرات و التظلمات و الشكايات ، و
سنوضح القول فى ذلك ان شاءالله تعالى .
و لنوضح تلك الخطبة الغراء الساطعة عن سيدة النساء صلوات الله عليها التى تحير من
العجب منها و الاعجاب بها احلام الفصحاء و البلغاء، و نبنى الشرح على رواية
الاحتجاج و نشير اءحيا الى الروايات الاخر
قوله :
َاءجمع اءبوبكر: اءى اءحكم النية و العزيمة عليه .
(320)
َ لاثت خمارها على راءسها: اءى عصبته و جمعته
(321)، يقال لاث العمامة على راءسه يلوثها لوثا اءى شدها و ربطها
(322)
َ و الجلباب - بالكسر - يطلق على الملحفة
(323) و الرداء و الازار
(324) و الثواب للمراءة دون الملحفة
(325)، و الثوب كالمقنعة تغطى بها المراءة راءسها و صدرها و ظهرها، و
الاول هنا اءظهر
َاءقبلت فى لمة من حفدتها: اللمة - بضم اللام و تخفيف الميم - الجماعة
(326)، قال فى النهاية : فى حديث فاطمة عليهاالسلام اءنها خرجت فى لمة من
نسائها تتوطا ذيلها الى اءبى بكر فعاتبته ... اءى فى جماعة من نسائها، قيل : هى ما
بين الثلاثة الى العشرة ، و قيل : اللمة : المثل فى السن و الترب .
و
(327) قال الجوهرى : الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطة
(328)، و هو مما اءخذت عينه كسر
(329) و مذ و اصلها فعلة من الملاءمة ، و هى الموافقة . انتهى
(330)
اءقول : و يحتمل اءن يكون بتشديد الميم . قال الفيروزآبادى
(331): اللمة - بالضم - الصاحب و الاصحاب فى السفر و المونس للواحد و
الجمع
(332)
َوالحفدة - بالتحريك -: الاعوان و الخدم .
(333)
َتطاء ذيولها: اءى كانت اءثوابها طويلة تستر قدميها، و تضع عليها قدمها عندالمشى ،
و جمع الذيل باعتبار الاجزاء اءو تعدد الثياب
َما تخرم مشتيها مشية رسول الله صلى الله عليه و آله ، و فى بعض النسخ : من مشى
رسول الله صلى الله عليه و آله ، و الخرم : الترك
(334)، و النقص و العدول ،
(335)، و المشية - بالكسر - الاسم من مشى يمشى مشيا
(336)، اءى لم تنقص مشيها من مشيه صلى الله عليه و آله شيئا كاءنه هو
بعينه ، قال فى النهاية
(337) فيه ما خرمت من صلاة رسول الله شيئا، اءى ما تركت ، و منه الحديث :
((لم اءخرم منه حرفا)) اءى لم
اءدع
َو الحشد - بالفتح و قد يحرك - الجماعة
(338)
و فى الكشف :
(339) ان فاطمة عليهاالسلام لما بلغها اجماع اءبى بكر على منعها فدكا
لاثت خمارها و اءقبلت فى لميمة من حفدتها و نساء قومها، تجر اءدراعها، و تطاء فى
ذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه و آله ... حتى دخلت على اءبى بكر
- و قد حشد المهاجرين و الانصار - فضرب بينهم بريطة بيضاء، و قيل قبطية ... فاءنت
اءنة اءجهش لها القوم بالبكاء، ثم اءمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ...، ثم قالت
عليهاالسلام : اءبتدى بحمد من هو اءولى بالحمد و الطول و المجد، الحمدلله على ما
اءنعم ...
َ فنيطت دونها ملاءة : الملاءة - بالضم و المد - الربطة
(340) و الازار، و نيطت بمعنى علقت
(341) اءى ضربوا بينها عليهاالسلام و بين القوم سترا و حجابا، و الربطة -
بالفتح - الملاءة اذا كانت قطعة واحدة ، و لم تكن لفقين ،
(342)، او هى كل ثوب لين رقيق
(343)
َ و القبطية - بالكسر -: ثياب بيض رقاق من كتان تتخذ بمصر، و
قد يضم لانهم يغيرون فى النسبة
(344)
َ و الجهش : اءن يفزع الانسان الى غيره و هو مع ذلك يريد
البكاء كالصبى يفزع الى اءمه و قد تهيا للبكاء
(345) يقال : جهش اليه كمنع و اجهش
(346)
َو الارتجاج : الاضطراب
(347)
َقوله : هنيئة ... اءى صبرت زمانا قليلا.
(348)
َ و النشيج : صوت معه توجع و بكاء كما يردد الصبى بكاءه فى
صدره
(349)
َو هداءت - كمنعت -: اءى سكنت .
(350)
َو فورة الشى ء شدته ، و فار القدر اءى جاشت .
(351)
َ قولها صلوات الله عليها: بما قدم ... اءى بنعم اءعطاها
العباد قبل اءن يستحقوها، و يحتمل اءن يكون المراد بالتقديم الايجاد و الفعل من غير
ملاحظة معنى الابتداء، فيكون تاءسيسا
َو السبوغ : الكمال .
(352)
َ و الالاء: النعماء جمع اءلى - بالفتح و القصر و قد يكسر
الهمزة
(353)
و اسدى اولى و اعطى بمعنى واحد
(354)
َ قولها: والاها... اءى تابعها
(355) باعطاء نعمة بعد اخرى بلافصل
َ و جم الشى ء اءى كثر،
(356) والجم : الكثير
(357) و التعدية بعن لتضمين معنى التعدى و التجاوز
َ قولها عليهاالسلام : و ناءى
(358) عن الجزاء اءمدها... الامد - بالتحريك -: الغاية المنتهى ،
(359) اءى بعد عن الجزاء بالشكر غايتها، فالمراد بالامد اما الامد
المفروض ، اذ لا اءمد لها على الحقيقة ، اءو الامد الحقيقى لكل حد من حدودها
المفروضة ، و يحتمل اءن يكون المراد باءمدها ابتداؤ ها، و قد مر فى كثير من الخطب
بهذا المعنى .
و قال فى النهاية فى حديث الحجاج : ((قال
للحسن : ما امدك ؟ قال : سنتان من خلافة
(360) عمر))، اراد اءنه ولد
لسنتين من خلافته ، و للانسان امدان ، مولده و موته . انتهى
(361) و اذا حمل عليه يكون اءبلغ ، و يحتمل - على بعد - اءن يقراء بكسر
الميم ، قال الفيروزآبادى :
(362) الامد:
(363) المملو من خير و شر، و السفينة المشحونة
(364)
َ و تفاوت عن الادراك اءبدها... التفاوت : البعد،
(365) و الابد: الدهر و الدايم
(366) و القديم الازلى ، و بعده عن الادراك لعدم الانتهاء
َ و ندبهم لاستزادته بالشكر لا تصالها... يقال : ندبه للامر
و اليه فانتدب ... اءى دعاه فاجاب ،
(367) و اللام فى قولها: لا تصالها... لتعليل الندب اءى رغبهم فى استزادة
النعمة بسبب الشكر لتكون نعمة متصلة لهم غير منقطعة عنهم ، و جعل اللام الاولى
للتعليل و الثانية للصلة بعيد، و فى بعض النسخ : لا فضالها، فيحتمل تعلقه بالشكر
َ و استحمد الى الخلائق باجزالها... اءى طلب منهم الحمد بسبب
اجزال النعم و اكمالها عليهم ، يقال : اجزلت له من العطاء... اءى اكثرت ،
(368)
و اجزاك النعم كاءنه طلب الحمد اءو طلب منهم الحمد حقيقة لا جزال النعم ، و على
التقديرين : التعدية بالى لتضمين معنى الانتهاء اءو التوجه ، و هذه التعدية فى
الحمد شايع بوجه آخر، يقال : احمد اليك الله ، قيل : اءى احمده معك ، و قيل : اءى
اءحمد اليك نعمة الله بتحديثك اياها،
(369) و يحتمل اءن يكون استحمد بمعنى محمد، يقال : فلان يتحمد على ...
اءى يمتن ،
(370) فيكون الى بمعنى على ، و فيه بعد
َ و ثنى بالندب الى امثالها... اءى بعد اءن اءكمل لهم النعم
الدنيوية ندبهم الى تحصيل اءمثالها من النعم الاخروية اءو الاعم منها و من مزيد
النعم الدنيوية ، و يحتمل اءن يكون المراد بالندب الى امثالها اءمر العباد بالاحسان
و المعروف ، و هو انعام على المحسن اليه و على المحسن اءيضا، لانه به يصير مستوجبا
للاعواض و المثوبات الدنيوية و لاخروية
َ كلمة جعل الاخلاص تاءويلها... المراد بالاخلاص جعل الاعمال
كلها خالصة لله تعالى ، و عدم شوب الرياء و الاغراض الفاسدة ، و عدم التوسل بغيره
تعالى فى شى ء من الامور، فهذا تاءويل كلمة التوحيد، لان من اءيقن باءنه الخالق و
المدبر، و باءنه لا شريك له فى الالهية فحق له اءن لا يشرك فى العبادة غيره ، و لا
يتوجه فى شى ء من الامور الى غيره
َ و ضمن القلوب موصولها... هذه الفقرة تحتمل وجوها:
الاول : ان الله تعالى اءلزم و اءوجب على القلوب ما تستلزمه هذه الكلمة من عدم
تركبه تعالى ، و عدم زيادة صفاته الكمالية الموجودة و اشباه ذلك مما يؤ ول الى
التوحيد.
الثانى : اءن يكون المعنى جعل ما يصل اليه العقل من تلك الكلمة مدرجا فى القلوب مما
اءراهم من الايات فى الافاق و فى اءنفسهم ، اءو بما فطرهم عليه من التوحيد.
الثالث : اءن يكون المعنى لم يكلف العقول الوصول الى منتهى دقايق كلمة التوحيد
تاءويلها، بل انما كلف عامة القلوب بالاذعان بظاهر معناها، و صريح مغزاها، و هو
المراد بالموصول .
الرابع : اءن يكون الضمير فى موصولها راجعا الى القلوب ، اءى لم يلزم القلوب الا ما
يمكنها الوصول اليها من تاءويل تلك الكلمة الطيبة ، و الدقايق المستنبطة منها اءو
مطلقها، ولو لا التفيك لكان اءحسن الوجوه بعد الوجه الاول ، بل مطلقا
َ و انار فى الفكر معقولها... اءى اوضح
(371) فى الاذهان ما يتعقل من تلك الكلمة بالتفكر فى الدلائل و البراهين
، و يحتمل ارجاع الضمير الى القلوب اءو الفكر - بصيغة الجمع - اءى اءوضح بالتفكر ما
يعقلها العقول ، و هذا يؤ يد الوجه الرابع من وجوه الفقرة السابقة
َ الممتنع من الابصار رؤ يته ... يمكن
(372) اءن يقراء الابصار - بصيغة الجمع و المصدر -، و المراد بالرؤ ية
العلم الكامل و الظهور التام
َ و من الاسن صفته ... الظاهر اءن الصفة هنا مصدر، و يحتمل
المعنى بتقدير اءى بيان صفته
َلا من شى ء... اءى مادة .
َ بلا احتذاء اءمثلة امتثلها، احتذى مثاله اقتدى به
(373) و امتثلها... اءى تبعها
(374) و لم يتعد عنها... اءى لم يخلقها على وفق صنع غيره .
و تنبيها على طاعته ... لان ذوى العقول يتنبهون بمشاهدة مصنوعاتة باءن شكر خالقها و
المنعم بها الواجب ، اءو ان خالقها مستحق للعبادة ، اءو باءن من قدر عليها يقدر على
الاعادة و الانتقام
َ و تعبدا لبريته ... اءى خلق البرية ليتعبدهم ، اءو خلق
الاشياء ليتعبد البرايا بمعرفته و الاستدلال بها عليه .
و اعزازا لدعوته ... اءى خلق الاشياء ليغلب و يظهر دعوة الانبياء اليه بالاستدلال
بها
َ ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم الى جنته ...:
الذود و الذياد - بالذال المعجمة -... السوق و الطرد و الدفع
(375) و الابعاد.
وحشت الصيد احوشه اذا جئته من حواليه لتصرفة االى الحبابة .
(376)
و لعل التعبير بذلك لنفور الناس بطباعهم عما يوجب دخول الجنة .
قبل اءن اجتبله ... الجبل : الخلق ، يقال : جبلهم الله ... اءى خلقهم ، و جبله على
الشى ء... اءى طبعه عليه
(377)، و لعل المعنى اءنه تعالى سماه لانبيائه قبل اءن يخلقه ، و لعل
زيادة البناء للمبالغة تنبيها على اءنه خلق عظيم و فى بعض النسخ - بالحاء المهملة -
يقال : احتبل الصيد... اءى اخذه بالحبالة
(378) فيكون المراد به الخلق او البعث مجازا، و فى بعضها: قبل اءن اجتباه
... اءى اصطفاه
(379) بالبعثة ، و كل منها لا يخلو من تكلف
َ و بستر الاهاويل
(380) مصونة ... لعل المراد بالستر ستر العدم اءو حجب الاصلاب و الارحام
، و نسبه الى الاهاويل لما يخلق الاشياء فى تلك الاحوال من موانع الوجود و عوائقة ،
و يحتمل اءن يكون المراد اءنها كانت مصونة عن الاهاويل بستر العدم ، اذ هى انما
تلحقها بعد الوجود، و قيل : التعبير من قبيل التعبير عن درجات العدم بالظلمات
َ بمائل
(381) الامور - على صيغة الجمع -... اءى عواقبها، و فى بعض النسخ بصيغة
المفرد
َو معرفة بمواقع المقدور... اءى لمعرفته تعالى بما يصلح و ينبغى من اءرمنة الامور
الممكنة المقدورة و اءمكنتها، و يحتمل اءن يكون المراد بالمقدور: المقدر، بل هو
اءظهر
َ اتماما لامره ... اءى للحكمة التى خلق الاشياء لاجلها، و
الاضافة فى مقادير حتمه من قبيل اضافة الموصوف الى الصفة ... اءى مقاديره المحتومة
َ و قولها عليهاالسلام عكفا على نيرانها - تفصيل و بيان
للفرق بذكر بعضها، يقال : عكف على الشى ء كضرب و نصر - اءى اقبل عليه مواظبا
(382) و لازمه فهو عاكف ، و يجمع على عكف - بضم العين و فتح الكاف
المشددة - كما هو الغالب فى فاعل الصفة نحو شهد و غيب
َ و النيران ... جمع نار، و هو قياس مطرد فى جمع الاجوف ،
نحو: تيجان و جيران
َمنكرة لله مع عرفانها... لكون معرفته تعالى فطرية اءو لقيام الدلائل الواضحة
الدالة على وجوده سبحانه ، و الضمير (فى ظلمها) راجع الى الامم ، و الضميران
التاليان له يمكن ارجاعهما اليها و الى القلوب و الابصار
َ و الظلم - بضم الظاء و فتح اللام - جمع ظلمة
(383) استعيرت هنا للجهالة
َو البهم جمع بهمة - بالضم - و هى مشكلات الامور.
(384)
َو جلوت الامر... اءوضحته و كشفته .
(385)
َ و الغمم : جمع غمة اءى مبهم ملتبس
(386)
قال الله تعالى : (ثم لا يكن اءمركم عليكم غمة )
(387)
قال ابوعبيدة : مجازها ظلمة و ضيق ،
(388) و تقول : غممت الشى ين اذا غطيته و سترته
(389)
َو العماية : الغواية و اللجاج ، ذكره الفيروزآبادى .
(390)
َ و اختيار... اءى من الله له ما هو خير له ، اءو باختيار
منه صلى الله عليه و آله و رضى و كذا الايثار، و الاول اءظهر فيهما
َ بمحمد صلى الله عليه و آله عن تعب هذه الدار... لعل الظرف
متعلق بالايثار بتضمين معنى الضنة اءو نحوها: و فى بعض النسخ : محمد - بدون الباء -
فتكون الجملة استينافية اءو مؤ كدة للفقرة السابقة ، اءو حالية بتقدير الواو، و فى
بعض كتب المناقب القديمة : فمحمد صلى الله عليه و آله و هو اءظهر، و فى رواية كشف
الغمة : رغبته بمحمد صلى الله عليه و آله عن تعب هذه الدار، فى رواية احمد بن اءبى
طاهر: باءبى صلى الله عليه و آله عزت هذه الدار... و هو اءظهر، و لعل المراد
بالدار: دار القرار، ولو كان المراد الدنيا تكون الجملة معترضة ، و على التقادير لا
يخلو من تكلف
َ نصب اءمره ... قال الفيروزآبادى :
(391) النصب - بالفتح - العلم المنصوب و يحرك ... و هذا نصب عينى - بالضم
و الفتح -... اءى نصبكم الله لاوامره و نواهيه ، و هو خبر الضمير، و عبادالله منصوب
على النداء
َ و بلغاؤ ه الى الامم ... اءى تؤ دون الاحكام الى ساير
الناس الانكم اءدركتم صحبة الرسول صلى الله عليه و آله
َ زعمتم حق لكم ... اءى زعمتم اءن ما ذكر ثابت لكم ، و تلك
الاسماء صادقة عليكم بالاستحقاق ، و يمكن اءن يقراء على الماضى المجهول ، و فى
ايراد لفظ الزعم اشعار باءنهم ليسوا متصفين بها حقيقة ، و انما يدعون ذلك كذبا، و
يمكن اءن يكون حق لكم ... جملة اخرى مستاءنفة ... اءى زعمتم اءنكم كذلك و كان يحق
لكم و ينبغى اءن تكونوا كذلك لكن قصرتم ، و فى بعض النسخ : و زعمتم حق لكم
(392) فيكم و عهد، و فى كتاب المناقب القديم : زعمتم اءن حق لى فيكم عهدا
قدمه اليكم ... فيكون عهد منصوبا ب (اذكروا و نحوه )، و فى الكشف : الى الامم خولكم
(393) الله فيكم عهد
َ قولها عليهاالسلام : لله فيكم عهد و بقية ... العهد:
الوصية
(394) و بقية الرجل ما يخلفه فى اءهله ، و المراد بهما القرآن ، اءو
بالاول ما اءوصاهم به فى اءهل بيته و عترته ، و بالثانى القرآن .
و فى رواية احمد بن ابى طاهر: و بقية استخلفنا عليكم ، و معنا كتاب الله ...
فالمراد بالبقية اءهل البيت عليهم السلام ، و بالعهد ما اءوصاهم به فيهم
َ و البصائر - جمع بصيرة - و هى الحجة ،
(395) و المراد بانكشاف السرائر: وضوحها عند حملة القرآن و اءهله
َ مغتط به اءشياعه ... الغبطة اءن يتمنى المرء مثل حال
المغبوط من غير ان يريد زوالها منه ، تقول : غبطته فاغتبط،
(396) و الباء للسبية ... اءى اءشياعه مغبوطون بسبب اتباعه ، و تلك
الفقرة غير موجودة فى سائر الروايات
َ مود الى النجاة اءسماعه ... - على بناء الافعال - ... اءى
تلاوته ، و فى بعض نسخ الاحتجاج و سائر الروايات : استماعه
َو المراد بالعزائم : الفرائض ، و بالفضائل : السنن ، و بالرخص : المباحات ، بل ما
يشمل المكروهات ، و بالشرائع : ما سوى ذلك من الاحكام كالحدود و الديات اءو الاعم ،
(397) و اءما الحجج و البينات و البراهين فالظاهر اءن بعضها مؤ كدة لبعض
، و يمكن تخصيص كل منها ببعض ما يتعلق باصول الدين لبعض المناسبات ، و فى رواية ابن
ابى طاهر: و بيناتة الجالية ، و جملة الكافية ... فالمراد بالبينات : المحكمات ، و
بالجمل : المتشابهات ، و وصفها بالكافية لدفع توهم نقص فيها لاجمالها، فانها كافية
اءريد منها، و يكفى معرفة الراسخين فى العلم بالمقصود منها، فانهم المفسرون لغيرهم
، و يحتمل اءن يكون المراد بالجمل العمومات التى يستنبط منها الاحكام الكثيرة
َ تزكية للنفس ... اءى من دنس الذنوب ، اءو من رذيلة البخل ،
اشارة الى قوله تعالى : (تطهرهم و تزكيهم بها)
(398)
و نماء فى الرزق ... ايماء الى قوله تعالى : (و مآء اتيتم من زكاة تريدون وجه الله
فاءولئك هم المضعفون )
(399) على بعض التفاسير
(400)
َ تثبيتا للاخلاص ... اءى لتشييد الاخلاص و ابقائه ، اءو لا
ثباته و بيانه ، و يؤ يد الاخير اءن فى بعض الروايات : تبيينا، و تخصيص الصوم بذلك
لكونه اءمرا عدميا لا يظهر لغيره تعالى فهو اءبعد من الرياء و اءقرب الى الاخلاص ،
و هذا اءحد الوجوه فى تفسير الحديث المشهور: ((الصوم
لى و اءنا اءجزى به ))، و قد شرحناه فى
حواشى الكافى ،
(401) و سياءتى فى كتاب الصوم ان شاءالله تعالى
(402)
َ تشييدا للدين : انما خص التشييد به لظهوره و وضوحه و تحمل
المشاق فيه ، و بذل النفس و المال له ، فالاتيان به ادل دليل على ثبوت الدين ، اءو
يوجب استقرار الدين فى النفس لتلك العلل و غيرهما
(403) مما لا نعرفه ، و يحتمل اءن يكون اشارة الى ما ورد فى الاخبار
الكثيرة من اءن علة الحج التشرف بخدمة الامام و عرض النصرة عليه ، و تعلم شرائع
الدين منه ،
(404) فالتشييد لا يحتاج الى تكلف .
و فى العلل و رواية ابن ابى طاهر: تسليمة للدين ، فلعل المعنى تسلية للنفس ، بتحمل
المشاق و بذل الاموال بسبب التقيد بالدين ، اءو المراد بالتسلية : الكشف
(405) و الايضاح ، فانها كشف الهم اءو المراد بالدين : اءهل الدين ، اءو
(406) اءسند اليه مجازا، و الظاهر اءنه تصحيف : تسنية ،
(407) و كذا فى الكشف . و فى بعض نسخ العلل اءى : يصير سببا لرفعة الدين
و علوه
َ و التنسيق : التنظيم .
(408)
و فى العلل : مسكا للقلوب اءى ما يمسكها، و فى القاموس : المسكة - بالضم -: ما
يتمسك به و ما يمسك الابدان من الغذا و الشراب ، ... و الجمع كصرد... و المسك -
محركة - الموضع يمسك الماء
(409) و فى رواية ابن ابى طاهر و الكشف : تنسكا للقلوب ... اءى عبادة
لها،
(410) لان العدل اءمر نفسانى يظهر آثاره على الجوارح
َ و الصبر معونة على استيجاب الاجر... اذ به يتم فعل الطاعات
و ترك السيئات
َ وقاية من السخط ... اءى سخطهما، اءو سخط الله تعالى ، و
الاول اءظهر
َ منماة للعدد ... المنماة : اسم مكان اءو مصدر ميمى ... اءى
يصير سببا لكثرة عدد الاولاد و العشائر كما اءن قطعها يذر الديار بلاقع
(411) من اهلها
َ تغييرا للبخس ... و فى سائر الروايات : للبخسة ... اءى
لئلا ينقص مال من ينقص المكيال و الميزان ، اذا التوفية موجبة للبركة و كثرة المال
، اءو لئلا ينقصوا اءموال الناس فيكون المقصود اءن هذا اءمر يحكم العقل بقبحه
َ عن الرجس ... اءى النجس ،
(412) اءو ما يجب التنزه عنه عقلا، و الاول اءوضح فى التعليل فيمكن
الاستدلال على نجاستها
َ حجابا عن للعنة ... اءى لعنة الله ، اءو لعنة المقذوف اءو
القاذف ، فيرجع الى الوجه الاخير فى السابقة ، و الاول اءظهر، اشارة الى قوله تعالى
: لعنوا فى الدنيا و الاخرة
(413)
َ ايجابا للعفة ... اءى للعفة عن التصرف فى اءموال الناس
مطلقا، اءو يرجع الى ما مر، و كذا الفقرة التالية . و فى الكشف - بعد قوله - للعفة
: و التنزه عن اموال الايتام ، و الاستئثار بفيئهم اجارة من الظلم ، و العدل فى
الاحكام ايناسا للرعية و التبرى من الشرك اخلاصا للربوبية
َ عودا و بدءا... اءى اولا و اخرا،
(414) و فى رواية ابن ابى الحديد و غيره : اءقول عودا على بدء ...
والمعنى واحد
َ والشطط - بالتحريك - البعد عن الحق ،
(415) و مجاوزة الحد فى كل شى ء.
(416) و فى الكشف : ما اءقول ذلك سرفا و لا شططا من اءنفسكم ... اءى لم
يصبه شى ء من ولادة الجاهلية بل عن نكاح طيب ، كما روى عن الصادق عليه السلام ،
(417) و قيل : اءى من جنسكم من البشر ثم من العرب ثم من بنى اسماعيل
(418)
َ عزيز عليه ما عنتم ... اءى شديد
(419) شاق عليه عنتكم ،
(420) و ما يلحقكم من الضرر بترك الايمان اءو مطلقا
َحريص عليكم ... اءى على ايمانكم و صلاح شاءنكم .
َ بالمؤ منين رؤ وف رحيم ... اءى رحيم بالمؤ منين منكم و من
غيركم ، و الراءفة : شدة الرحمة ،
(421)، و التقديم لرعاية الفواصل .
و قيل : رؤ وف بالمطيعين رحيم بالمذنبين .
و قيل : رؤ وف باءقربائه رحيم باءوليائه .
و قيل : رؤ وف بمن رآه رحيم بمن لم يره ، فالتقديم للاهتمام بالمتعلق
َفان تعزوه ... يقال : عزوته الى ابيه ... اءى نسبته اليه ،
(422) اءى ان ذكرتم نسبه و عرفتموه تجدوه اءبى و
اءخا ابن عمى ، فالاخوة ذكرت استطرادا، و يمكن اءن الانتساب اءعم من النسب ، و مما
طراء اءخيرا، و يمكن اءن يقراء: و آخى - بصيغة الماضى -، و فى بعض الروايات : فان
تعزروه و توقروه
َ صادعا بالنذارة ... الصدع : الاظهار، تقول : صدعت الشى ء،
اءى اظهرته ، و صدعت بالحق : اذا تكلمت به جهارا
(423)، قال الله تعالى : (فاصدع بما تؤ مر)
(424) و النذارة - بالكسر - الانذار
(425) و هو الاعلام على وجه التخويف
(426)
َ و المدرجة : المذهب و المسك ،
(427)، و فى الكشف : ناكبا
(428) عن سنن مدرجة المشركين ، و فى رواية ابن اءبى طاهر: ماثلا على
مدرجة ... اءى قائما للرد عليهم ، و هو تصحيف
(429)
َ ضاربا ثبجهم اخذا باءكظامهم ... الثبج - بالتحريك ، وسط
الشى ء و معظمه ،
(430) و الكظم - بالتحريك - مخرج النفس من الحلق ...
(431) اءى كان صلى الله عليه و آله لا يبالى بكثرة المشركين و اجتماعهم و
لا يداريهم فى الدعوة
َ داعيا الى سبيل ربه ... كما اءمره سبحانه : (ادع الى سبيل
ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى اءحسن )
(432)
َ و قيل : المراد بالحكمة : البراهين القاطعة و هى للخواص ،
و بالموعظة الحسنة : الخطابات المقنعة و العير النافعة ، و هى للعوام ، و بالمجادلة
بالتى
(433) هى اءحسن ... الزام المعاندين و الجاحدين بالمقدمات المشهورة و
المسلمة ، و اءما المغاطات و الشعريات فلا يناسب درجة اءصحاب النبوات
َ يكسر الاصنام و ينكث الهام ... النكث
(434) القاء الرجل على راءسه ،
(435) يقال : طعنه فنكثه ، و الهام جمع الهامة - بالتخفيف فيهما - و هى
الراءس ،
(436) و المراد قتل رؤ سا المشركين و قمعهم و اذلالهم ، اءو المشركين
مطلقا، و قيل : اءريد به القاء الاصنام على رؤ وسها، و لا يخفى بعده لا سيما بالنظر
الى ما بعده ، و فى بعض النسخ : ينكس الهام ، و فى الكشف و غيره : يجذ الاصنام ،
من قولهم : جذذت الشى ء... اءى كسرته ،
(437) و منه قوله تعالى : (فجعلهم جذاذا)
(438)
َ حتى تفرى الليل عن صبحه ، و اءسفر الحق عن محضه ... و
الواو مكان حتى - كما فى رواية ابن ابى طاهر - اظهر، و تفرى ... اءى انشق
(439) حتى ظهر ضوء الصباح ، و اءسفر الحق عن محضه و خالصة ،
(440)، و يقال : اءسفر الصبح ... اءى اءضاء
(441)
َ و نطق زعيم الدين ... زعيم القوم سيدهم و المتكلم عنهم ، و
الزعيم - ايضا - الكفيل
(442) و الاضافة لامية ، و يحتمل البيانية
َو خرست شقاشق الشياطين ... خرس - بكسر الراء - و الشقاشق جمع شقشقة - بالكسر - و
هى شى ء كالرية يخرجها البعير من فيه اذا هاج ، و اذا قالو للخطيب ذو شقشقة ، فانما
يشبه بالفحل
(443) و اسناد الخرس الى الشقاشق مجازى
َ و طاح وشيظ النفاق ... يقال : طاح فلان يطوح اذا هلك او
اشرف على الهلاك و تاه فى الارض و سقط
(444) و الوشيظ - بالمعجمتين -: الرذل و السفلة من الناس ، و منه قولهم :
اياكم و الوشائظ،
(445) و قال الجوهرى :
(446) الوشيظ: لفيف من الناس ليس اصلهم واحدا، و ينو فلان و شيظة فى
قومهم ... اءى هم حشو فيهم
َ و الوسيط - بالمهملتين - اشرف القوم نسبا و ارفعهم محلا،
(447) و كذا فى بعض النسخ ، و هو اءيضا مناسب
َ و فهتم بكلمة الاخلاص فى نفر من البيض الخماص ... يقال :
فاه فلان بالكلام كقال ... اءى لفظ به كتفوه
َ و كلمة الاخلاص : كلمة التوحيد، و فيه تعريض باءنه لم يكن
ايمانهم عن قلوبهم ، و البيض جمع ابيض و هو من الناس خلاف الاسود،
(448) و الخماص - بالكسر - جمع خميص ، و الخماصة تطلق على دقة البطن خلقة
و على خلوه من الطعام ، يقال : فلان خميص البطن من اموال الناس اءى عفيف عنها، و فى
الحديث : كالطير تغدو خماصا و تروح بطانا
(449)
َ و المراد بالبيض الخماص : اما اهل البيت عليهم السلام - و
يؤ يده ما فى كشف الغمة : فى نفر من البيض الخماص ، الذين اءذهب الله عنهم الرجس و
طهرهم تطهيرا -
(450) و وصفهم بالبيض لبياض وجوههم ، اءو هو من قبيل وصف الرجل بالاغر، و
بالخماص لكونهم ضامرى البطون بالصوم و قلة الاكل ، اءو لعفتهم
(451) عن اءكل اءموال الناس بالباطل ، اءو المراد بهم من آمن من العجم
كسلمان رضى الله عنه و غيره ، و يقال لاهل فارس : بيض ؛ لغلبة البياض على اءلوانهم
و اءموالهم ، اذا الغالب فى اءموالهم الفضة ، كما يقال لاهل الشام : حمر؛ لحمرة
اءلوانهم و غلبة الذهب فى اءموالهم ، و الاول اظهر. و يمكن اعتبار نوع تخصيص فى
المخاطبين ، فيكون المراد بهم غير الراسخين الكاملين فى الايمان ، و بالبيض
الخماص : الكمل منهم
َ (و كنتم على شفا حفرة من النار...)
(452) شفا كل شى ء طرفه
(453) و شفيره ... اءى كنتم على شفير جهنم مشرفين على دخولها لشرككم و
كفركم
َ مذقة الشارب و نهزة الطامع ... مذقة الشارب : شربته ،
(454) و النهزة - بالضم - الفرصة
(455)... اءى محل نهزته ... اءى كنتم قليلين اءذلاء يتخطفكم بسهولة ، و
كذا قولها عليهاالسلام
َ و قبسة العجلان و موطى ء الاقدام ... و القبسة - بالضم -
شعلة من نار يقتبس من معظمها،
(456) و الاضافة الى العجلان لبيان القلة و الحقارة ، وطء الاقدام مثل
مشهور فى المغلوبية و المذلة
َ تشربون الطرق و تفتانون
(457) الورق ... الطرق - بالفتح -: ماء السماء الذى تبول فيه الابل و
تبعر،
(458) و الورق - بالتحريك - ورق الشجر،
(459) و فى بعض النسخ : و تفتاتون القد، و هو - بكسر القاف و تشديد الدال
- سيريقد من جلد غير مدبوغ ،
(460) و المقصود وصفهم بخباثة المشرب و حشوبة
(461) الماءكل ، لعدم اهتدائهم الى ما يصلحهم فى دنياهم ، و لفقرهم و قلة
ذات يدهم ، و خوفهم من الاعادى
َ اءذلة خاسئين تخافون اءن يتخطفكم الناس من حولكم ...
الخاسى ء: المبعد المطرود،
(462) و التخطف : استلاب الشى ء
(463) و اءخذه بسرعة ، اقتبس من قوله تعالى : (واذكروا اذ اءنتم قليل
مستضعفون فى الارض تخافون اءن يتخطفكم الناس فئاويكم و اءيديكم بنصره و رزقكم من
الطيبات لعلكم تشكرون )
(464)
و فى نهج البلاغه : عن اءميرالمؤ منين عليه السلام : اءن الخطاب فى تلك الاية لقريش
خاصة ، و المراد بالناس سائر العرب اءو الاعم
َ و اللتيا... بفتح اللام و تشديد الياء تصغير التى
(465)، و جوز بعضهم فيه ضم اللام ،
(466) و هما كنايتان عن الداهية الصغيرة و الكبيرة
(467)
َو بعد اءن منى ببهم الرجال ، و ذؤ بان العرب ، و مردة اءهل كتاب ... يقال ... منى
بكذا - على صيغة المجهول - اءى ابتلى ،
(468) و بهم الرجال - كصرد - الشجعان منهم لانهم لشدة باءسهم لا يدرى من
اءين يؤ تون ،
(469) و ذوبان العرب : لصوصهم و صعاليكم
(470) الذين لا مال لهم و لا اعتماد عليهم ، و المردة : العتاه
(471) المتكبرون المجاوزون للحد
َ اءو نجم
(472) قرن للشيطان ، و فغرت فاغرة من المشركين ، قذف اءخاه فى لهواتها...
نجم الشى ء - كنصر - نجوما: ظهر و طلع ،
(473) و المراد ب :القران ، القوة ، و فسر قرن الشيطان ب :امته و متابعيه
،
(474) و فغرفاه ... اءى فتحه ، و فغرفوه ... اءى انفتح - يتعدى و لا
يتعدى -
(475) و الفاغرة من المشركين : الطائفة العادية منهم تشبيها بالحية اءو
السبع ، و يمكن تقدير الموصوف مذكرا على اءن يكون التاء للمبالغة
َ و القذف : الرمى ، و يستعمل فى الحجارة كما ان الحذف
يستعمل فى الحصا، يقال هم بين حاذف و قاذف
(476)
َ و اللهوات - بالتحريك - جمع لهاة ، و هى اللحمة فى اقصى
سقف الفم ،
(477) و فى بعض الروايات : فى مهواتها - بالضم -
(478) و هى بالتسكين :
الحفرة
(479) و ما بين الجبلين و نحو ذلك .
(480) و على اءى حال ، المراد اءنه صلى الله عليه و آله كلما اءراده
طائفة من المشركين اءو عرضت له داهية عظيمة بعث عليا عليه السلام لدفعها و عرضه
للمهالك .
و فى رواية الكشف و ابن اءبى طاهر: كلما حشوا نارا للحرب ، و نجم قرن للضلال .
قال الجوهرى :
(481) حششت النار... اءوقدتها
َ فلا ينكفى ء حتى يطاء صماخها باءخصمه ، و يخمد لهبها بسفيه
... انكفاء بالهمزة اءى رجع ، من قولهم : كفاءت القوم كفاء: اذا ارادوا وجها
فصرفتهم عنه الى غيره فانكفؤ وا... اءى رجعوا
(482)
َ و الصماخ - بالكسرة - ثقب الاذن ، و الاذن نفسها، و بالسين
- كما فى بعض الروايات - لغة فيه
(483)
َ و الاخمص : ما لا يصيب الارض من باطن القدم
(484) عند المشى ، و وطء الصماخ بالاخمص عبارة عن القهر و الغلبة على
اءبلغ وجه ، و كذا اخماد اللهب بماء السيف استعارة بليغة شائعة
َ مكدودا فى ذات الله ... المكدود: من بلغه التعب
(485) و الاذى ، و ذات الله اءمره و دينه ، و كلما يتعلق به سبحانه ، و
فى الكشف : مكدودا دؤ وبا
(486)
فى ذات الله
َ و الصماخ - بالكسرة - ثقب الاذن ، و الاذن نفسها، و بالسين
- كما فى بعض الروايات - لغة فيه
(487)
َ و الاخمص : ما لا يصيب الارض من باطن القدم
(488) عند المشى ، و وطء الصماخ بالاخمص عباردة عن القهر و الغلبة على
اءبلغ وجه ، و كذا اخماد اللهب بماء السيف استعارة بليغة شائعة
|