فی كل معلول من علة مقتضية ، ففرض السلسلتين نعم العون علی وجود امور
مخصصة ( 6 ) لاجزاء الحركة العارضة للمادش المستعدش لها ، وكلامنا فی العلة
الموجبة لاصل الحركة ، فان الحركة معلولة ، و كل معلول لابد له من موجب‏
لاينفك ولايتأخر عنه زمانا ، ولو كان كل من السلسلتين علة للاخری يلزم تقدم‏
الشی‏ء علی نفسه ، ولا مخلص عن هذا الا بأن يذعن بأن الطبيعة جوهر سيال‏
انما نشأت حقيقتها المتجددش بين مادش شأنها القوش والزوال ، و فاعل محض‏
شأنه الافاضة والافضال ، فلايزال ينبعث عن الفاعل أمر و ينعدم من القابل ،
ثم يجبره الفاعل بايراد البدل علی الاتصال .
و أيضا من راجع الی وجدانه فی حال السلسلتين معا بجميع أجزائهما ولا
محالة أنهما جميعا متأخرتان فی وجود هما عن وجود الطبيعة علم أن الكلام فی‏
لحوقهما معا بأمر ثابت عائد من رأس ، من أنهما من أين حصلتا بعد مافرض‏
الاصل ثابتا والاعراض تابعة ؟ و هذا علی قياس ماذكر فی البرهان المسمی‏
بالوسط والطرفين علی بطلان اللاتناهی فی تسلسل العلل ، من أنه اذا كان جميع‏
الاحاد ما سوی الطرف الاخير أوساطا من غير أن يكون لها طرف أول فمن أين‏
حصلت تلك السلسلة ؟ فهكذا نقول ههنا : اذا لم يكن ههنا وجود أمر شأنه‏
التجدد والانقضاء لذاته ، فمن أين حصلت المتجددات سواء كانت سلسلة
واحدش أو سلاسل ؟ و مم حصل تجدد السلسلتين ؟
علی أن مراتب القرب والبعد التی فرضوها سلسله اخری هی ليست غير نفس‏
الحركة فان تجدد القرب والبعد ليس أمرا غيرالحركة جعلا وجودا ، فقد وضح‏
أن تجدد المتجددات مستند الی أمر يكون حقيقته و ذاته متبدلة سيالة فی‏

پاورقی :
> اين جور نيست و به اصل مطلب هم می‏خورد و شامل آن جائی كه يك سلسله‏
را بتمامه علت سلسله ديگر بدانيم هم می‏شود .
6 - " مخصصة " يعنی " مرجحة " يعنی همان چيزی كه به معلول آمادگی‏
می‏دهد .