فصل ( 10 ) فی الحركة والسكون

فانهما يشبهان القوش والفعل و هما بالمعنی الاعم من عوارض الموجود بما
هو موجود اذ لايحتاج الموجود فی عروضهما له الی أن يصير نوعا خاصا طبيعيا
أو تعليميا .

[ فی بيان حقيقة الحركة ]

فنقول : الموجود اما بالفعل من كل وجه فيمتنع عليه الخروج عما كان عليه‏
. و اما بالقوش من كل جهة ، و هذا غير متصور فی الموجود الا فيما كان له‏
فعلية القوش فيكون فعله مضمنا فی قوته ، و لهذا من شأنه أن يتقوم و يتحصل‏
بأی شی‏ء كان كالهيولی الاولی . و اما بالفعل من جهة وبالقوش من جهة اخری ،
و لامحالة ذاته مركبة من شيئين بأحدهما بالفعل و بالاخره بالقوش ، وله من‏
حيث هو بالفعل سبق ذاتی علی ما له من حيث هو بالقوش . و ستعلم أن جنس‏
الفعل له التقدم علی جنس القوش بجميع أنحاء التقدم . ثم القسم الاول الذی‏
هو بالفعل من كل وجه الذی لايمكن عليه التغير والخروج من حالة الی حالة
أصلا يجب أن يكون أمرا بسيطا حقيقيا ، ومع بساطته لابد أن يكون كل الاشياء
و تمام الموجودات كلها كما سنبرهن عليه . والذی هو بالفعل من وجه‏
وبالقوش من وجه ، له من حيث هو بالقوش أن يخرج الی الفعل بغيره من حيث‏
هو غيره والا