لحظه لحظه، انتظار
اى مهربان!
بگذار تا در ميان شبهاى عزلت وتنهايى با تو سخنى داشته باشيم.
بگذار تا با تو از درد جانکاه درازى که همه وجودمان را فرا گرفته
گفتگو کنيم.
بگذار تا بناليم.
از درد فراق دوستى که با غيبتش همه پشت وپناهمان رفت.
اى مهربان!
پس از تو ديگر آسمان، هيچ گاه تماميت روشنايى خورشيدش را بر ما
ارزانى نداشت.
هيهات، که زمين در عسرت دورى، همه رمقش را از دست داد. هيهات که
ستارگان با همه فروزندگى فقط با کورسويى در دل آسمان ماندند.
گويى آنان نيز در فراقت سر در جيب خود کشيدند تا با خيالى دلخوش
باشند.
مهربانم!
باد که مى وزيد، به خود مى گفتم شايد از ميان سبزه زارى که تو در
آن سکنى گزيده اى، گذشته باشد. بى سرودستار خود را رها کردم تا
شايد بوى ترا از او استشمام کنم.
واى بر من!
واى بر من باد که نيز در حسرت ديدار تو مانده بود وخورشيد در
انتظار هر صبح وشام آسمان را با خستگى در مى نورديد.
ومن در عجب از خورشيد که سر در بيابان طلب، جوينده توست واز باد،
واز باد که خسته اما اميدوار همه پهنه ها را در مى نوردد ودر ميانه
شبهاى تاريک، در سوسوى ستاره اى که چشم به راه تو مانده گوشه
وکنارها را مى کاود شايد که شميم تو را بشنود.
مولايم!
با خود گفتم: بخوابم شايد شبى، نيمه شبى در رويايم قدم بر چشمم
نهى،
شايد آن چهره مهربان را در خواب بنگرم.
مرا چه مى شود؟
چشم بر هم مى نهم تا در خوابت ببينم اما، ترسى بر جانم چنگ مى زند
ومرا بر پاى مى دارد.
ونهيبى از درون که:
اى خفته!
شايد بيايد وتو در خواب مانده باشى!
ديگر مرا نه خواب است ونه بيدارى.
دلى به خواب خوش کرده ام ودلى به بيدارى.
عزيزترين!
هيچ صداى حزن آلود وغمبار بيوه زنان درمانده را شنيده اى؟
هيچ تازيانه ها را که پى در پى فرود مى آيند ديده اى؟
هيچ مردان ره گم کرده در برهوت زمين را مى شناسى؟
هيچ ناله زنان از پرده برون افکنده را شنيده اى؟
هيچ دانه هاى مرده در دل خاک را که در انتظار رويش مانده اند به
ياد دارى؟
مهربانم! وقتى که رفتى همه چيز با تو رفت.
همه خوبى،
همه مهربانى،
همه دهش وسخاوتمندى در لاک يادى رفتند که بوى تو را در خود داشت.
گويى از آن همه خوبى تنها يادى مانده که انتظار آمدنت را مى کشد.
عزيز دلم!
چه شبها که نام تو را بر زبان جارى ساختم وتازيانه ها را بر دوش
تاب آوردم.
چه روزها که به يادت دل خوش داشتم وپاى برهنه بيگارى را بر خود
هموار کردم.
چه نانها که از دستم ربوده شد.
وچه خنده هاى گوش خراشى که طنين افکند ومن در دل به خود وعده آمدنت
را دادم.
عزيزترينم!
وقتى که رفتى، مدينه در خود فرو رفت.
محمد، صلى الله عليه وآله، غريبانه در ميانه شهر وزنجيره اى از
حارسان ماند.
بقيع، غمگنانه ترا ز هر زمان، در آرزوى گامهاى آرام ونوازشگرت نشست.
گلدسته ها در خيال سردادن نام زيبايت در ميانه طوفان بلا ماندند.
گنبدها در زير آسمان غم گرفته، آبى مهربانيت را چشم مى داشتند.
ومسافران غريب، تنها به تماشاى نامى ونشانه اى از تو بر ديوار شهر
دل خوش کردند.
بگذار تا مژگانم اشکبار يادت باشند ودلم سوخته غمهاى سينه ات.
بگذار تا چينهاى نشسته بر گونه ها وپيشانيم در ازاى راهى را که در
هواى تو پيموده ام نشانت دهند.
بگذار تا پاهاى بخون نشسته وانگشتان زخميم کاويدن حريصانه زمين
وزمان را در هواى تو بنمايانند.
خوب مى دانم که مرا نيازى به نوشتن اين نامه غمگنانه نيست.
چه تو در سينه ات روشنايى روزيست که اين همه را مى خواند.
اى دستگير افتادگان در برهوت بى برگى!
اى دليل گمگشتگان در صحراى بى کسى!
اى چراغ فروزنده شبهاى نامرادى!
اى منتهاى صبورى،
آنگاه که مى رفتى گفته بودى که جمعه روزى خواهى آمد.
از آن روز، همه جمعه ها را پاس داشته ام.
به همان سان که همه هفته را در انتظار جمعه مانده ام.
جمعه بوى تو را مى دهد.
جمعه اميد را پررنگتر از هر زمان در دلم زنده مى کند.
هيهات،
جمعه که مى رود، غمى ديگر در دلم چنگ مى اندازد.
پاهاى لرزانم ديگر توان حمل بدنم را از دست مى دهند.
غروب جمعه که فرا مى رسد، پشت همه درختها مى شکند.
اى همه خوبى!
وقتى که مى رفتى رمضان ومحرم را با انگشتان نشان دادى ورفتى.
شايد که رمضان بوى تو را در خود دارد به همان سان که محرم رنگ سرخ
خون جوانمردى را پررنگتر از هميشه مى نماياند.
از آن روزى که رفتى، رمضان ومحرم را چشم مى دارم.
وقتى که مى رفتى، گفتى که آسمان فرا رسيدنت را خبر خواهد داد ومکه،
جايى که تو را به من ومرا به تو مى رساند.
از آن روز، هر صبح وشام رو به سوى مکه آورده ام.
شايد نگاهم به کعبه، يادآور روزى باشد که تو خواهى آمد.
مکه نام تو را وخاطره زيبايت را در دلم زنده مى کند.
وه که چقدر کعبه را دوست دارم.
کعبه را که پشت تو را محکم مى دارد،
روزى که خواهى آمد...
مسؤولياتنا فى عصر الغيبة الکبرى
نحن الآن نعيش فى عصر الغيبة الکبرى غيبة إمامنا المنتظر (عجل الله
فرجه الشريف).
الإمام المنتظر (عليه السلام) له غيبتان:
الغيبة الصغرى...
بدأت بولادة الإمام المنتظر (عليه السلام) عام 255هـ بسفير الإمام
الرابع على بن محمد السمرى عام 328هـ أو 329هـ.
فمدتها: 74 سنة...
الغيبة الکبرى...
بدأت الغيبة الکبرى بوفاة الإمام السفير الرابع عام 328هـ -239هـ،
ولا زالت هذه الغيبة مستمرة حتى الآن، إلى أن يأذن الله تعالى،
فيظهر الإمام المنتظر (عليه السلام) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما
ملأت ظلماً وجوراً...
ما هى مسؤولياتنا فى عصر الغيبة الکبرى؟
هذا السؤال هام وخطير... فمن خلال الإجابة عنه، يتحدد مستوى العامل
الواعى مع قضية الإمام المنتظر (عليه السلام) أو التعامل اللاواعى
مع القضية..
وأحاول هنا أن أحدد تلک المسؤوليات، بالشکل الذى يتناسب مع طبيعة
هذا الحديث، وأجوائه.
وأضع أمامکم -أعزائي- لمحات سريعة لهذه المسؤوليات، خطوطاً عامة
لهذه الوظائف والواجبات...
المسؤولية الأولى: تعميق الإيمان بالإمام المنتظر (عليه السلام)..
يجب أن نعمق إيماننا بالإمام المنتظر (عليه السلام), وبقضية الإمام
المنتظر... هذا هو المنطق الأول لمسؤولياتنا فى عصر الغيبة... هذا
هو المنطلق الأول لمسؤولياتنا فى عصر الغيبة... أن نرسخ هذا
الاعتقاد وهذا الإيمان ترسيخاً عميقاً يصمد أمام حالات الاهتزاز،
والشک، والضعف، ويصمد أمام تحديات المضادة بکل صيغها وأشکالها
وألوانها.
وما نعنى بهذا الاعتقاد والإيمان؟
أن نؤمن ونعتقد بالإمام المنتظر (عليه السلام) إماماً معصوماً..
أن نؤمن ونعتقد به إماماً حياً غائباً...
أن نؤمن ونعتقد به قائداً فعلياً لمسيرتنا...
أن نؤمن ونعتقد به مصلحاً تنتظره البشرية کلها ويترقبه العالم
بأجمعه، لإزالة الواقع الفاسد وإنهاء الانحراف البشرى فى الأرض،
وإقامة حکم الله فى کل مکان.
هذا اللون من الإيمان والاعتقاد يجب أن نعمقه فى داخلنا، فى وعينا،
وفهمنا.
ففى هذه المرحلة يجب أن نعيش عمقاً فى إيماننا بالإمام المهدى
المنتظر (عليه السلام)... وهذا ما تؤکده الأحاديث الکثيرة الواردة
عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وعن أئمتنا الطاهرين (عليهم
السلام).
وأضع أمامکم بعضاً من هذه الأحاديث...
عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام)
عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال:
(من أنکر القائم من ولدى فى زمان غيبته، فمات، فقد مات ميتة
جاهلية).
کمال الدين الباب 39 رقم الحديث 12.
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما..
قال... قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(إن علياً إمام أمتى من بعدى، ومن ولده القائم (عليه السلام),
المنتظر الذى إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، کما ملأت جوراً
وظلماً. وال يبعثنى بالحق بشيراً ونذيراً، إن الثابتين على القول
بإمامته فى زمان غيبته، لأعز من الکبريت الأحمر.. فقام إليه جابر
بن عبد الله الأنصارى فقال: يا رسول الله لولدک القائم غيبة؟
قال (صلى الله عليه وآله): أى وربى ليمحصن الذين آمنوا، ويمحق الکافرين..
يا جابر إن هذا الأمر من الله، وسر من سر الله مطوى من عباد الله،
فإياک والشک فيه، فإن الشک فى أمر الله عز وجل کفر).
ينابيع المودة: ص494.
عن کتاب فرائد السمطين بسنده عن الشيخ أبى إسحاق بن إبراهيم بن
يعقوب الکلابادى البخارى بسنده عنه جابر بن عبد الله الأنصارى قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(من أنکر خروج المهدى فقد کفر بما أنزل على محمد.)..
عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام) قال:
(يأتى على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على
أمرنا فى ذلک الزمان، إن أدنى ما يکون لهم من الثواب أن ينادى بهم
البارى جل جلاله فيقول:
عبيدى وإمائى، آمنتم بسرى، وصدقتم بغيبى، فابشروا بحسن الثواب منى،
فأنتم عبادى وإمائى حقاً منکم أتقبل، وعنکم أعفوا، ولکم أغفر، وبکم
أسقى عبادى الغيث، وأدفع عنهم البلاء، لولاکم لأنزلت عليهم عذابى).
- کمال الدين الباب 32 رقم الحديث: 15.
5- عن عمرو بن ثابت قال: قال على بن الحسين سيد العابدين (عليه
السلام):
(من ثبت على موالاتنا فى غيبة قائمنا، أعطاه الله عز وجل أجر ألف
شهيد).
- کمال الدين الباب 31 رقم الحديث: 7.
6- عن أبى بصير قال: قال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه
السلام):
(طوبى لمن بأمرنا فى غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية..)..
- کمال الدين الباب 33 رقم الحديث 55.
هذه نماذج من الأحاديث الصادرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله),
وعن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) تؤکد على ضرورة والثبات فى عصر
الغيبة، فى مواجهة التحديات، والإرهاصات، والفتن... والضلالات.
المسؤولية الثانية: الدفاع عن قضية الإمام المنتظر (عجل الله فرجه
الشريف)..
الإيمان بقضية الإمام المنتظر (عليه السلام), يفرض علينا أن ندافع
عنها، أن نحافظ على ديمومتها وبقائها، واستمراريتها، وامتدادها...
أن نصد عنها کل محاولات المصادرة والإنهاء والتشويش..
القضية - کما قلت لکم فى حديث سابق- تواجه تحديات وإشکالات عقائدية
وفکرية وثقافية واجتماعية، وسياسية...
فنحن - المنتمين إلى خط الإمام المنتظر والمؤمنين بقضية- يجب علينا
أن نتصدى لکل تلک المحاولات، والإشکالات، والتحديات التى تستهدف
هذه القضية الإسلامية الأصيلة فى جذورها، وفى شکلها، وفى
مضمونها...
يجب علينا، فى هذه المرحلة التى تمر بها مسيرتنا، ومسيرة القضية،
أن نتحمل مسؤولية الدفاع عن الفکرة، والحفاظ على مسارها السليم،
ومحتوياتها الأصيلة، ومضامينها الکبيرة، وذلک من خلال:
الکتابة..
المحاضرة..
الخطابة..
الحوار..
من خلال المسجد.. المنبر الحسينى..
المدرسة... المکتبة... الخ.
ومن خلال کل المواقع التى نملک الحرکة من خلالها...
وهذا يفرض أن نتزود بثقافة کافية ومرکزة، وواسعة، وحول قضية الإمام
المنتظر (عليه السلام), حتى نستطيع أن نمارس دورنا فى التصدى
والدفاع والمواجهة...
أما إذا لم نتوافر على مستوى جيد من ثقافة القضية، وأصبحنا نعيش
الفراغ الفکرى والخواء من المفاهيم، والضمور فى الرؤية، والضحالة
فى المعلومات، فلن نکون بمستوى الاستعداد والتأهيل لتحمل هذه
المسؤولية الرسالية..
ربما يتوهم البعض، إننا حينما نؤکد على الدعوة إلى خط أهل البيت
(عليهم السلام) أو إلى قضية الإمام المنتظر (عليه السلام), إنما
نساهم فى تجذير الفرقة والخلافات المذهبية...
ليس الأمر کذلک... الأمة کلما انفتحت أکثر على خط أهل البيت (عليهم
السلام), وکلما حاولت أن تستوعب مدرسة الأئمة الطاهرين (عليهم
السلام), بشکل أعمق..
کان ذلک أقوى لتوثيق عرى الوحدة بين المسلمين.
إننا نأمل من کل المسلمين أن يطلعوا على تاريخ الأئمة الطاهرين من
أهل البيت (عليهم السلام), وأن ينفتحوا على آفاق مدرستهم التى تمثل
مدرسة الإسلام الأصيلة ففى ذلک إثراء للمسيرة، وتصحيح لکثير من
أوضاع المسلمين، وانتشال للساحة من الکثير من المفارقات والمتاهات،
واسترفاد مباشر من منابع الرسالة النقية الخالية من کل الشوائب.
المسؤولية الثالثة: الالتحام النفسى بالإمام المنتظر (عجل الله
فرجه الشريف):
لا يکفى الإيمان الفکرى والعقائدى بقضية الإمام المنتظر (عليه
السلام), بل يجب أن نعيش التحاماً نفسياً وارتباطاً قلبياً،
وتفاعلاً روحياً مع الإمام المنتظر (عليه السلام).
وماذا نعنى بهذا الالتحام النفسى...؟
أن يکون الإمام المنتظر حاضراً دائماً فى قلوبنا، فى مشاعرنا، فى
وجداننا، فى أعماقنا، فى أحاديثنا، فى لقاءاتنا، فى محافلنا..
الدعاء للإمام المنتظر (عليه السلام), والذکر الدائم له، يمثل
بعداً هاماً من أبعاد هذا الالتحام..
وهذا اللون من الارتباط والالتحام والتفاعل يشکل جزءاً کبيراً من
مسؤولياتنا فى عصر الغيبة...
ومن الوسائل لتعميق هذا الارتباط النفسى..
والالتحام الروحى بالإمام المنتظر (عليه السلام), المواظبة على
قراءة بعض الأدعية التى ورد التأکيد عليها من قبل أئمتنا الطاهرين
(عليهم السلام)...
ومن أمثلة تلک الأدعية...
(دعاء الندبة):
المؤکد على قراءته فى عصر الغيبة، وخاصة أيام الجُمع... فالاستمرار
والمواظبة على قراءة هذا الدعاء، يشد المؤمنين، ويربطهم فکرياً
ونفسياً وروحياً ووجدانياً بالإمام المنتظر (عليه السلام).
ومن الأدعية التى ورد التأکيد عليها کذلک،
(دعاء العهد):
الذى يستحب قراءته بعد صلاة الفجر فى کل صباح.. فقد وردت الرواية
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن من قرأ دعاء العهد أربعين
صباحاً کان من أنصار القائم (عليه السلام), فإن مات بعثه الله من
قبره ويعطى بکل کلمة ألف حسنة وتمحى عنه ألف سيئة...
الثمرات الکبيرة لهذا الارتباط:
الارتباط النفسى بالإمام المنتظر (عليه السلام) له دلالاته الکبيرة،
ومعطياته الهامة، وثمراته الواضحة..
أحاول هنا أن أشير إلى بعض تلکم الدلالات والمعطيات والثمرات...
الثمرة الأولى:
هذا اللون من المعايشة النفسية والروحية والوجدانية والفکرية مع
الإماء المنتظر (عليه السلام) يخلق الأمل فى داخل الإنسان المؤمن،
وهو يعيش زحمة المحن والفتن والتحديات والاختناقات.. ففى هذه
الزحمة القاسية وفى هذه الأجواء المتوترة، الضاغطة، الخانقة، يتعرض
الإنسان للإحباطات النفسية وتضمر فى داخله نبضات الأمل...
من هنا يکون للارتباط النفسى والوجدانى بالإمام المنتظر (عليه
السلام) دور کبير فى إنعاش روح التصدى لحالات الإحباط واليأس فى
مشاعرنا..
فما دمنا نعيش إحساساً، وشعوراً، بوجود القيادة الصالحة المعصومة
التى ترعى المسيرة، وتتحسس آلامها، وتعيش تشوقاتها، وترقب کل
خطواتها، وتشهد صراعاتها مع أعدائها...
وما دمنا نعيش إحساساً وشعوراً بحتمية انتصار الإيمان وقوى الخير
فى الأرض..
فلا يمکن أن نصاب بحالات اليأس وحالات الإحباط، وحالات الضمور
والذوبان والانکماش..
الثمرة الثانية:
الالتحام النفسى بالإمام المنتظر (عليه السلام) يملأنا بالقوة
والعزيمة، والصمود والثبات.
فرغم التحديات الصعبة، والمواجهات القاسية واستنفاد القوى
الطاغوتية الظالمة ضد هذا الوجود الإيمانى الأصيل، فإن أبناء
المسيرة الملتحمين فکرياً ونفسياً وروحياً بقيادتهم المعصومة لا
تلين لهم قناة، ولا تضعف عندهم همة، ولا تفتر فيهم عزيمة، ولا تهتز
عندهم إرادة.
وکلما ازدادت ضراوة التحديات، وقسوة الهجمات، وصعوبة المواجهات،
وشراسة السياسات... ازدادوا إيماناً، وقوة، وصموداً، وثباتاً..
فبمقدار ترسخ وتجذر المعايشة النفسية والروحية مع الإمام المهدى
(عليه السلام), يکون مستوى التصلب والاشتداد فى العزيمة والإرادة،
والصمود، والثبات..
وحينما تصاب هذه المعايشة النفسية والروحية برخاوة وفتور، فإن ذلک
ينعکس على مستوى الإرادة ومستوى المواقف، ومستوى المواجهة، ومستوى
التصدى..
الثمرة الثالثة:
هذا اللون من الالتحام النفسى والروحى يخلق عندنا حالة من
الانضباط، والاستقامة والاستمرارية على الانتماء، والديمومة على
الارتباط العملى بالخط والمدرسة..
فحينما نعيش إحساساً نفسياً عميقاً برقابة القيادة المعصومة،
وحينما نعيش إحساساً بتواجد الإمام الموعود المنتظر (عليه السلام),
بيننا، وإن کنا لا نراه... يعيش معنا الساحة يرقب المسيرة، يتألم
حينما يرى أنباء المسيرة المنتمية إليه، تمارس أى لون من ألوان
الانحرافات أو المخالفات، أو التجاوزات الشرعية...
فشعورنا بأن هذه المخالفات والمفارقات فى حياتنا، تشکل إزعاجات،
وتألمات عند إمامنا، وقائدنا، الإمام المهدى المنتظر (عليه السلام)
يجعلنا نراقب تلک الممارسات، والسلوکيات، والتصرفات بالشکل الذى
يمنحها رضا الإمام وارتياحه وبالشکل يدفعها نحو الانضباط،
والالتزام والاستقامة..
المسؤولية الرابعة: من المسؤوليات والوظائف الکبيرة التى يجب أن
نعيشها فى عصر الغيبة الکبرى:
(انتظار ظهور الإمام المهدى عليه السلام).
ولتأکيد هذه المسؤولية جاءت عدة روايات عن الرسول (صلى الله عليه
وآله) وعن الأئمة الطاهرين المعصومين (عليهم السلام)...
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل العبادة انتظار الفرج...
قال الإمام الباقر (عليه السلام):
(رحم الله عبداً نفسه علينا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا...
فقال له أحد أصحابه: فإن مت قبل أن أدر القائم؟
فقال (عليه السلام): القائل منکم إن أدرکت القائم من آل محمد (صلى
الله عليه وآله) نصرته، کالمقارع معه بسيفه، والشهيد معه له
شهادتان). البحار: ج25 ص126.
عن أبى عبد الله الصادق (عليه السلام) قال:
(ألا أخبرکم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملاً إلا به؟
فقيل له: بلى...
فقال (عليه السلام): شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده
ورسوله، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من
أعدائنا.. والورع، والاجتهاد، والطمأنينة، والانتظار للقائم...
ثم قال (عليه السلام):
إن لنا دولة يجئ الله بها إن شاء الله...
من سر أن يکون من أصحاب القائم المنتظر وليعمل بالورع، ومحاسن
الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده کان له من الأجر مثل
أجر من أدرکه فجدّوا وانتظروا هنيئاً لکم أيتها العصابة المرحومة).
البحار: ج52 ص140.
عن أبى حمزة الثمالى عن أبى خالد الکابلى عن على بن الحسين (عليهما
السلام) قال:
(تمتد الغيبة بولى الله الثانى عشر من أوصياء رسول الله (صلى الله
عليه وآله) والأئمة بعده... يا أبا خالد أنَّ أهل زمان غيبته
القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل کل زمان، لأن الله
تعالى ذکره أعطاهم من العقول، والأفهام، والمعرفة، ما صارت به
الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم فى ذلک الزمان بمنزلة
المجاهدين بين يدى رسول الله (صلى الله عليه وآله), بالسيف، أولئک
المخلصون حقاً، وشعيتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سراً
وجهراً...
ثم قال (عليه السلام):
انتظار الفرج من أعظم الفرج). البحار: ج52 ص122.
وعن الفيض بن المختار قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من مات منکم وهو منتظر لهذا الأمر، کمن هو مع القائم فى فسطاطه...
قال: ثم مکث هنيئة ثم قال:
لا بل کمن قارع معه بسيفه...
ثم قال: لا والله إلا کمن استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه
وآله). البحار: ج52 ص126.
وقال نبينا الأکرم (صلى الله عليه وآله):
(أبشرکم بالمهدى يبعث فى أمتى على اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ
الأرض قسطاً وعدلاً کما ملأت ظلماً وجوراً).
فيجب أن نعيش فى عصر الغيبة انتظار الإمام المهدى الموعود (عليه
السلام), أن نعيش الانشداد لحرکته التغييرية الکبرى...
فهذا اللون من الانتظار، والترقب والانشداد، يعتبر من أفضل
العبادات، کما جاء فى الأحاديث الشريفة...
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنتظرين لدولة الحق والعدل،
والثابتين على خط الهدى والإيمان..
(اللهم إنا نرغب إليک فى دولة کريمة.. تعز بها الإسلام وأهله...
وتذل بها النفاق وأهله.. وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتک..
والقادة إلى سبيلک.. وترزقنا بها کرامة الدنيا والآخرة..) وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
